شارع 250 في خطر الإزالة بسبب قرار انشاء محور جديد داخل المعادي

صدر قرار رسمي بإخلاء شارع 250 في المعادي من جميع مشاتل الزرع اللي فيه خلال اسبوع واحد، والقرار صدر بمناسبة تفعيل قرار اخر ببناء محور جديد في قلب المعادي.

شارع 250 واحد من أجمل الشوارع في حي المعادي. شارع هادي وجميل وبتميزه مشاتل الزرع علي طول الشارع بالكامل. الشجر الكتير النادر اللي بيظلل مساحات الشارع بطولها عمره أكبر من عمر معظم القراء اللي هيقروا المقال ده. الشجر ده كله هيتشال علشان نفتح محور جديد في قلب حي سكني هادي وجميل وعنده شخصيته وتميزه البيئي والحضاري اللي هيضيع.

القرار مأساوي لأن القاهرة محتاجة مساحات خضرا أكتر، ومش محتاجة اننا نقتل الكام شجرة اللي فاضلين.

ايه الدافع لبناء محور جديد في قلب حي سكني هادي وجميل زي المعادي؟

الهدف من المحور الجديد هو ربط الأوتوستراد بالمريوطية علشان نحل أزمات مرورية ملهاش أي علاقة من قريب أو بعيد بحي المعادي نفسه.

القرار جه أعمى عن أي اعتبارات لسكان الحي وقيمته التراثية والبيئية والجمالية ومفكرش خالص في أي حلول تانية نقدر من خلالها نحمي الكام منطقة اللي لسه فيهم روح القاهرة وشخصيتها.

احنا بنحول القاهرة لمسخ أقبح وأقبح كل يوم. بنشيل المساحات الخضرا منها وبنزود الطرق السريعة في مناطق لسه فيها ذاتيتها الإنسانية وبالتالي بنحول المدينة لركن أشباح. مع الوقت ارتفاع درجة تلوث الهوا ودرجة حرارة الصيف هتخلي القاهرة غير قابلة للسكن.

يعني هما سكان المعادي عمالين يصيحوا ليه؟ ما يقدموا حلول بديلة

سكان المعادي بيصيحوا علشان القرار بداية لخراب الحي اللي بيحبوه وبيعتبروه بيتهم وقدموا حلول بديلة فعلًا، زي توسيع مداخل ومخارج المعادي وزيادة عددها ورصف الطرق وتطبيق النظم المرورية بصرامة داخل الحي وعلي مخارجه ومداخله.

الحلول دي سهلة وبسيطة ورغم انها مش هتوفر حلول جذرية لمشكلة المرور لكن هتقدر الافراد والتراث وروح المدينة وهتساعد في الحفاظ علي أخر ما تبقي من روح القاهرة اللي بتخليها مدينة قابلة للسكن.

يعني علشان سكان المعادي ينبسطوا نسيب المشكلة المرورية تتفاقم؟

قرارات الدولة الأخيرة واللي من ضمنها بناء كباري ومحاور جديدة داخل القاهرة هدفها الأساسي هو تحسين الوضع المروري داخل المحافظة علشان حياة المواطن تبقي أسهل وعلشان القاهرة تبقي محافظة أكثر سلاسة.

القرارات دي هدفها هو اننا نخلي مصر مكان أحسن ونشجع الإستثمار ونواكب التقدم، بس الحقيقة ان القرارات دي إنتصاراتها الحضارية وقتية ومش بتراعي العامل البشري اللي بينهار قدام سيطرة الكتل الاسمنتية والطرق السريعة.

زيادة عدد الطرق والكباري والمحاور مش حل جذري لمشكلة المرور في مصر

عدد السيارات الملاكي في مصر خلال سنة 2020 كان 4.8 مليون سيارة، لما نقارن ده بعدد السكان في مصر اللي هو 100 مليون مواطن هنعرف ان عدد السيارات الملاكي في مصر قليل جدًا في مقابل عدد السكان.

المشكلة المرورية في مصر مش مشكلة سيارات كتير، ولكن مشكلة سوء تخطيط الطرق اللي بدأت في عصر ما قبل ثورة يناير 2011 ولسه لحد دلوقت بنعاني منها والإدارة الحالية بتعاني من تبعاتها في محاولتها للنهضة بالدولة.

قرارات الإدارة الجديدة في مصر شجاعة ونشيطة وبتحاول بقوة تحسن ما تم إفساده لكن زيادة عدد الطرق والمحاور والكباري في مصر مش هيصلح المشكلة المرورية.

توفير وسائل مواصلات عامة محترمة هنشجع المواطن-اللي كده كده معندوش عربية واللي عنده عربية-انه يستخدم المواصلات العامة وبالتالي هنقلل الضغط المروري ومش هنحتاج نحول المدينة لكتلة اسمنتية غير قابلة للسكن.

بدل ما نستثمر في الطرق اللي بتشوه كل العناصر الجمالية في الدولة ممكن نستثمر في وسائل مواصلات أفضل وأكثر عملية وسلاسة.

الإدارة الحالية في مصر مرنة وشوفناها بتسمع للشعب في قضايا التحرش والإساءات الجنسية لدرجة اننا شوفنا قوانين بتتغير علشان الشعب عايز يغيرها، ودي بداية جميلة لإنشاء علاقة طيبة بين الشعب وإدراته، ونتمني من الإدارة المرنة تسمعنا وتعمل تعديلات تاخد في اعتبارها العنصر البشري.

آخر كلمة: متفوتش قراءة.. بيحصل بعد الخروج من حمام السباحة: كل اللي محتاج تعرفه عن الغرق الجاف

تعليقات
Loading...