بعد هروب بشار الأسد من سوريا: موجة شائعات تغزو منصات السوشيال في دمشق
مع انهيار نظام بشار الأسد وسيطرة المعارضة المسلحة على العاصمة دمشق، اجتاحت شائعات واسعة منصات التواصل الاجتماعي في سوريا.
تزامن هروب الأسد مع انتشار أخبار كاذبة، أربكت السوريين وزادت من حالة الغموض بشأن مصير البلاد ومستقبلها القريب.
اختلفت الشائعات في أهدافها، لكنها جميعًا تركت أثرًا نفسيًا سلبيًا على العائلات السورية وسط هذا الوضع الاستثنائي الحساس.
ساهمت الشائعات في تشتيت الذهن وخلق بيئة خصبة للاستغلال والخداع، مما زاد من التوتر والقلق بين المواطنين.
ما أبرز الشائعات التي انتشرت مؤخرًا؟ وكيف تم تفنيدها وكشف حقيقتها أمام الرأي العام السوري؟
شائعات سوريا: اغتيال العلماء في دمشق
#تأكد | تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لامرأة شقراء مصحوبة بادعاء يزعم "اغتيال عالمة ذرة سورية تدعى زهرة الحمصية برصاصتين في الرأس داخل منزلها بدمشق". إلا أن هذا الادعاء ملفق، والصورة المرفقة تعود لشخصية أخرى.
التفاصيل 👇https://t.co/F90LAoTopw pic.twitter.com/yGMWB2ivs2
— تَـأكّـدْ (@VeSyria) December 11, 2024
تداولت منصات التواصل خبر اغتيال ثلاثة علماء ذرة سوريين داخل منازلهم، وهم شادية حبال، حمدي إسماعيل، وزهرة الحمصية.
في غياب تأكيد رسمي، كشف ناشطون ومنصات للتحقق أن شادية حبال، رائدة فضاء سورية-أمريكية، تقيم خارج سوريا منذ 12 عامًا.
أما حمدي إسماعيل وزهرة الحمصية، فاتضح أنهما شخصيات وهمية لا وجود لهما في الواقع.
الصورة المتداولة لحمدي إسماعيل تعود لمواطن مصري كشف هويته بنفسه عبر صفحته على “فيس بوك”.
شائعات سوريا: زنازين سرية في صيدنايا
بيان حول انتهاء أعمال البحث عن معتقلين محتملين متبقين في أقبية وسراديب سرية في سجن صيدنايا
لقراءة البيان كاملاً: https://t.co/LWhyOJE87i#الخوذ_البيضاء #سوريا #صيدنايا_المسلخ_البشري #صيدنايا pic.twitter.com/DQc6lSMGsr— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) December 9, 2024
اجتاحت شائعات حول وجود طوابق سرية تحت الأرض في سجن صيدنايا تضم آلاف المعتقلين خلف أبواب إلكترونية مغلقة.
استجابة لتلك الأنباء، أطلقت فرق الدفاع المدني السوري عمليات بحث مكثفة داخل السجن وخارجه للتحقق من صحة المزاعم.
وبعد أيام من البحث، أعلن الدفاع المدني في بيان رسمي عدم العثور على أي زنازين أو سراديب سرية غير مكتشفة.
وأكد البيان أن عمليات البحث شملت جميع مرافق السجن وأقسامه، بمرافقة أشخاص لديهم معرفة دقيقة بتفاصيل المكان.
شائعات سوريا: بشار الأسد وزوجته في روسيا
تداولت منصات التواصل صورة لبشار الأسد وزوجته أسماء الأخرس، تزامنًا مع تقارير تفيد بوصولهما إلى روسيا وحصولهما على حق اللجوء.
بعد التحقق، تبين أن الصورة قديمة تعود إلى فبراير 2023، خلال زيارتهما مستشفى حلب الجامعي.
جاءت الزيارة آنذاك عقب الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا وأودى بحياة أكثر من 22 ألف شخص.
هذه الشائعة أثارت جدلًا واسعًا قبل أن تكشف حقيقتها عبر منصات التحقق والناشطين الإعلاميين.
لا تفوت قراءة: اسرائيل تطلب رفات إيلي كوهين: الجاسوس الذي خدع العالم وكاد أن يصبح رئيس وزراء سوريا
شائعات سوريا: صدام حسين في دمشق
وسط انتشار الشائعات، ظهرت صورة متداولة تفيد بأن قوات المعارضة السورية عثرت على صدام حسين حيًا داخل نفق بسجن صيدنايا.
الخبر المزعوم أثار ضجة كبيرة، مدعيًا أن الرئيس العراقي السابق ظل مختفيًا لمدة 19 عامًا.
لكن بعد التحقق، تبيّن أن الصورة ليست لصدام حسين، بل تعود لاعتقال الرئيس الجورجي السابق ميخائيل ساكاشفيلي في أكتوبر 2021.
هذه الواقعة تعكس حجم الشائعات التي تُغرق المشهد السوري وتضلل الرأي العام في ظل الظروف الراهنة.
حينها صرّح رئيس الوزراء الجورجي إراكلي جاريباشفيلي: “أود أن أعلن لمجتمعنا أن الرئيس الجورجي الثالث، المطلوب ميخائيل ساكاشفيلي، محتجز”.
شائعات سوريا: الفزع على وجه سجين تحت الأرض
انتشرت صورة على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر سجينًا يُفرج عنه من سجن صيدنايا، بدا خلالها مفزوعًا، مما أثار ردود فعل واسعة.
أشيع أن السجين كان غير قادر على التفاعل بشكل طبيعي مع البشر بسبب طول فترة سجنه، وأنه “مندهش من رؤية وجه بشري”.
لكن بعد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للتحقق، تبين أن الصورة جزء من مقطع فيديو جرى إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي.
هذه الشائعة تُظهر كيف يمكن للأدوات الرقمية أن تُستخدم في نشر أخبار كاذبة تربك الجمهور وتثير القلق.
لا تفوت قراءة: أسرار عن حياة عائلة آل الأسد: أين يقيم بشار وكيف يدير ثروته؟
شائعات سوريا: ظابط مخابرات سوري أم معتقل؟
انتشر مقطع فيديو يظهر سجينًا مذهولًا يُقتاد إلى الخارج على يد الصحفية كلاريسا وارد، التي وصفت المشهد بأنه “أكثر اللحظات غير العادية في مسيرتها المهنية”.
أشيع أن هذا السجين كان ضحية للنظام السوري، في تقرير عن الصحفيين الأمريكيين.
لكن منظمة التحقق “Verify-Sy” نشرت تقريرًا كشف فيه أن السجين كان في الواقع سلامة محمد سلامة، ضابط مخابرات سوري معروف بارتكابه جرائم حرب.
وقد خدع هذا الضابط الإعلام العالمي، ليظهر كأنه سجين بريء، في حين أنه كان أحد الجلادين التابعين للنظام السابق.