سوق الحيوانات بالسيدة عائشة: ليه ممنوع التصوير؟
كنت نازل القاهرة القديمة علشان أزور جامع أحمد بن طولون، ولكن الباص نزلني في ميدان السيدة عائشة ووصف لي ازاي أمشي لحد الجامع، طبعًا كالعادة أنا ماعرفتش أمشي على وصفه وتُهت، ولقيت نفسي في شارع زحمة جدًا وكله بياعين على اليمين والشمال بيبيعوا حيوانات من مختلف الأنواع والأحجام.
وناس بتبيع أكل حيوانات وأقفاص طيور وأحواض سمك، وناس فارشة على الأرض بملابس مستعملة ونضارات غطس، وأدوات صنايعية من دهان لنجارة وسباكة وكل اللي محتاجه علشان تصلح أي حاجة، حرفيًا هتلاقي كل حاجة في سوق الجمعة.
لأول مرة بلاقي نفسي في سوق الجمعة، أو سوق الحيوانات بالسيدة عائشة، وسط العصافير والحمام والبوم والسمك والزواحف والتماسيح والقطط والكلاب.. إلخ من الحيوانات اللي ممكن تتخيلها أو مايوصلش خيالك لإنها موجودة في شارع في القاهرة.
الشارع الطويل المزدحم بالكبار والصغيرين من كل طبقات المجتمع، هتلاقي فيه حيوانات بأسعار تبدأ من 50 جنية وبتوصل لآلاف الجنيهات، وعصافير يبدأ سعرها من 70 جنيه وممكن توصل لـ700 جنيه زيّ عصافير الكناري الأشهر والأجمل في السوق، وكلها حاجات سعرها أرخص بكتير من أي مكان تاني برا.
بيقول عم سيد، اللي رفض تصويره بشكل قاطع: “احنا بنقابل ناس بتربي مختلف أنواع الحيوانات، من الكلاب والقطط للأسود والنمور والضباع والضبي”، وبيضيف: “ببيع كل حاجة زيّ ما أنت شايف، عندي عقارب وخفافيش وصقور وبوم”.
أما عم حسن، اللي واقف على مجموعة كبيرة من أقفاص وأحواض الزواحف، بيقول: “في ناس كتير بتييجي تشتري مني تعابين”، وبيضيف: “البنات أكتر حد بيحب يربي تعابين، وعندي زبونات بييجوا لي دايمًا علشان يشتروا فيران أكل للتعابين، وبيسألوني ازاي ياخدوا بالهم منها”.، وبيأكد في أخر كلامة: “بس الحيوانات دي بتحتاج حد محترف وفاهم كويس علشان يربيها”.
وسط حالة الانبهار دي، طلعت تليفوني علشان أصور الحاجات الغريبة اللي حواليا بس لقيت كل الناس من بياعيين ومشتريين بيزعقوا وبيطلبوا مني ماصورش، بس أكيد مش هـدخل مكان زيّ ده وماصورش؛ وبالتالي صورت كل حاجة من تحت لتحت، بس اللي شغل بالي، ليه ممنوع التصوير؟
بيقول عم سيد: “الناس اللي بتصور بتنزلها على النت وبتقول كلام مش مظبوط وتخوف الناس من الحيوانات وده بيأثر على سمعتنا، وبيأذي مصالحنا”، وبيأكد: “علشان كده بناخدها من قصيرها ومش بنخلي أي حد يصور”.
لما سألنا عم حسن الحيوانات دي بتييجي منين، قال: “في ناس كتير من التُجار اللي في السوق عندهم مزارع بيربوا فيها كل حاجة، من أسود وزواحف لدببة كمان”، وبيأكد: “أي حاجة بتمشي على الأرض أو بتطير في السما هتلاقيها في مزارعنا بإذن الله”.
وبيضيف عم حسن: “وفي حاجات بنشتريها من العرابوة زيّ الحيوانات الصحرواية”، وبيوضح: “هما الجماعة العراباوية بيصطادوا الحاجات دي وبيجوا يبيعوها لنا”.