سندات لبنان: هل تحسين الاستثمار ستدفع ثمنه المقاومة؟
يبدو أن لبنان ستكون محل رهانات من البعض، وليست لبنان بالتحديد، بل (المقاومة اللبنانية) ويكشف هذا مجازفة مستثمرون بشراءٍ سندات من لبنان، مما ترتب ارتفاع في السندات السيادية بنسبة 44%.
ارتفاع مفاجىء
شهدت السندات السيادية ارتفاع مسبوق لم يشهده الاقتصاد اللبناني منذ عامين، وهذا يرجع طبعًا لثمنها الزهيد، ولكن هذا أيضًا يرجع إلى توقع بسبب توقع إزاحة “حزب الله” عن المشهد بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان، أو التمني بأن تستقر الأوضاع بعد الحرب بإزاحة “حزب الله”، ولكن الحقيقة أن الرهان الوحيد لازدياد ارتفاع السندات، هو إزاحة المقاومة من المشهد، وجعل “لبنان” بدون مقاومة وفقط بقوات عسكرية كما تناول هذا “نجيب ميقاتي” أول أمس، لذا، هذا ارتفاع لن يكن مفيدًا على المدى البعيد إذا استمر هكذا، ولكن يدفع لفهم كيف تدفع عجلة الاستثمار في الأراضي اللبنانية، وهذا يظهر بوضوح في الأرقام التي تحملها هذه الزيادة.
رهان على إزاحة المقاومة
وفقًا لموقع “الشرق” تأتي هذه الأرقام على النحو التالي:
“ارتفع سعر تسعة من سندات البلاد الدولارية التي تتراوح آجال استحقاقها بين 2026 و2037 لتتداولها السوق بالقرب من 9 سنتات مقابل الدولار، مقارنة بمتوسط بلغ نحو 6.5 سنت في معظم العام الجاري.
وعلى الورق، يترجم ذلك حصول حاملي السندات خلال الشهر الماضي على عائد يقارب 40%، وهو الأعلى في الأسواق الناشئة، رغم أن هذه الأوراق المالية لا تزال متعثرة، دون أن يحدث تقدم يُذكر على صعيد إعادة هيكلة الديون أو تخفيف الأعباء”، وهذا بدوره يفتتح تساؤلًا حول كيف سيتم هذا الأمر؟
كيف للسندات أن ترتفع
تخلفت لبنان عن سداد ديونها في مارس 2020 بعد أن أعلن رئيس الحكومة اللبنانية آنذاك “حسان دياب” أن بيروت لن تدفع 1.2 مليار دولار من اليوروبوند المستحقة في 9 مارس 2020، واتخذت الحكومة اللبنانية قرارًا في الشهر نفسه بوقف تسديد جميع سندات اليوروبوند بالعملة الأجنبية والعمل على اتفاقيات إعادة الهيكلة بسبب الأزمة المالية المتصاعدة التي أضرت باحتياطيات العملات الأجنبية، مما جعل اقتصادها يتأرجح للأبد، وهذا بدوره جعل الرهان على إصلاح الأمر بإزاحة حزب الله من الصورة نهائيًا وهو ما يترتب عليه إعادة جدولة الديون الخارجية من قبل صندوق النقد الدولي، كإنه شرطًا غير معلن، لذا، تعد هذه الزيادة بلا معنى في ظل بلد تعاني من الحرب، وللمرة الأولى تشهد نزوح أكثر من مليون ونصف إنسان.
آخر كلمة ماتفوتوش قراءة:البودكاست في عالم الاستثمار: بين الماضي القريب والحاضر