روجيرو ميكالي: عن الرجل الذي قاد منتخب مصر الأولمبي لنصف نهائي الدورة الأولمبية
عن الرجل الذي قاد سفينة، أصر الجميع على إغراقها ونجا هو بها، البرازيلي “روجيرو ريس ميكالي” الرجل الذي تولى قيادة المنتخب الأولمبي المصري في نهاية ٢٠٢٢ واستطاع أن يثبت أهمية اختيار المديرين الفنيين بناءً على مسيرتهم مع نفس المراحل العمرية، استطاع البرازيلي الوصول بالمنتخب المصري نهائي بطول إفريقيا للشباب ثم الآن إلى نصف النهائي للدورة الأولمبية، وبالرغم مما واجهه “ميكالي” من صعوبات في الحصول على خدمة بعض اللاعبين من أنديتهم وتحديدًا رفض الأندية المحلية منحه بعض اللاعبين إلا أن “ميكالي” قرر أن هذا الوقت المناسب لتأريخ لحظة تاريخية في تاريخ المشاركات الأولمبية وهي صعود المنتخب إلى نصف النهائي بعد تأهله على حساب “باراجواي” بركلات الترجيح، ولكن ما فعله “ميكالي” يفتح تساؤلًا عن ما يسمى بعقدة الخواجة أو ما يندد به المدرب الوطني بأن طلبات الخواجة مجابة بينما طلبات المدرب الوطني مرفوضة قبل أن تطلب، هذه الرحلة تفتح مقارنات عدة بين هذا الفريق بقيادة “ميكالي” والفريق الذي سبقه بقيادة “شوقي غريب”.
الفارق بين طوكيو وباريس
ليس المقصود هو الفارق بين مدينتين، بل المقصود هو الفارق بين ما يعنيه العمل الجاد الذي يحفز على الإيمان بالفوز، وبين ما تعنيه كلمات تبرر الهزيمة قبل بدأ المنافسة، وفي هذا يأتي دور المقارنة بين كتيبة طوكيو وكتيبة باريس، كل ما طلبه “ميكالي” من اتحاد كرة القدم المصري لم ينفذ وحتى على مستوى استدعاء ثلاثة لاعبين من الأندية المحلية أو من المحترفين تم رفضه، في حين أن كتيبة “شوقي غريب” تم تلبية كل ما تحتاجه، فحصل “شوقي غريب” على خدمات “أحمد حجازي ومحمد الشناوي ومحمود الونش” والذين كانوا في قمة توهجهم وقتها، مع لاعبين أقوياء ويعدوا نجوم الساحة حاليًا مثل “رمضان صبحي وأحمد فتوح وأكرم توفيق” وغيرهم، وبالرغم من ذلك كان الأداء سيئًا للغاية، أداء على المستوى التكتيكي غير مفهوم بالمرة، على مستوى الروح ربما هذا ما أنقذ الخروج دون فضيحة.
ولكن على الجانب الآخر كل ما توفر لشوقي لم يوفر لميكالي، ولا يقتصر الأمر فقط على اختيار اللاعبين بل حتى على مستوى الفئة العمرية الممتلئة بالمواهب في حال شوقي غريب، وشحيحة في كتيبة “ميكالي”، خرج المنتخب المصري في طوكيو بعد الهزيمة من البرازيل بهدف مقابل لا شيء في أداء هو الأسواء ربما في تاريخ المشاركات رغم أن الخروج أتى من ربع النهائي، ولكن حتى الأداء في مبارايات المجموعة لم يعط أي بادرة أمل أو فكر للمدرب الوطني، ولكن لنعيد الدفة إلى الرجل الذي نجا بسفينة لم يساعدها أحد لتنجو، في حين قرر هو أن الأمر يستحق أن ينجو بها بحثًا عن إنقاذ جيل بأكمله.
باريس 2024
لماذا علينا أن نفرح بكتيبة ميكالي، هل لأنه صعد بنا للمرة الثالثة في تاريخنا، أم لأنه تحدى صعوبات تعنت الأندية ضده؟ أم حتى إعلان الإعلام بأن هذا الجيل الأقل في تاريخ المشاركات الأولمبية؟ كل هذه أسئلة ستختلف إجاباتها، ولكن علينا أن نفرح ببساطة لأن “ميكالي” أستطاع تأسيس جيل من الشباب على عزيمة افتقدتها المنتخب في مختلف الفئات العمرية بعد اعتزال جيل “حسن شحاتة” التاريخي، جيل يواجه المنتخب الأقوى في هذه الفئة العمرية على مستوى العالم ويهزمه بأداءٍ واضح على المستويين التكتيتي والفني، لم يكن الأداء في المباراة الأولى متوقعًا لضعف المنافس، ولكن أستطاع “ميكالي” بكتيبته أن يختم أدوار المجموعة دون هزيمة واحدة، واستطاع التعامل مع “باراجواي” المنتخب الذي أقل فنيًا بالتأكيد من “إسبانيا” ولكنه على مستوى الالتحامات منتخب قوي ويعتمد على التدخلات العنيفة في كل تدخل.
ثم العودة في نتيجة المباراة في اللحظات الأخيرة، بعد ضياع عدد من الفرص المؤكد تسجيلها والتي تم إضاعتها برعونة من اللاعبين، علينا أن نفرح أيضًا لأن أخيرًا هناك أنباء عن تمسك الاتحاد بالبرازيلي حتى أولمبياد 2028 بلوس أنجلوس، وفي الوقت نفسه لا تهم فعلًا إذا حصل “ميكالي” على ميدالية مع هذا الجيل أم لا، المهم إن هذه البطولة عرفت العالم كله على أكثر من لاعب لم يشارك أغلبهم مع فريقهم، لذا ربما ما يختصر سيرة “ميكالي” على الأقل معنا إنه الرجل الذي صنع من الفسيخ شربات كما يقولون بغض النظر عن نتيجة مباراة نصف النهائي، وإذا نتفائل جميعًا بأن كتيبة الفراعنة قادرة بقيادة “ميكالي” والقائد “النني” على هزيمة الديوك الفرنسية في قلب باريس.
آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: ندى حافظ.. بطلة مبارزة أولمبية في مرمى الفخر والهجوم اللاذع