في مصر وسوريا والجزائر.. رؤساء دول عربية لهم أصول من جنسيات مختلفة

منذ عقود كان التنقل بين الدول العربية بدون تأشيرات، وكان الزواج بين مختلف الدول أمر شائع لدرجة أنك ترى رئيسًا يحكم بلد لم يولد فيها ولا يعترض الشعب بل يدعمه، هذا ما حدث في مصر والمغرب وسوريا، التي تولى أعلى المناصب فيها أشخاص من أصول عربية أخرى.

نجيب مصر سوداني الأصل

أول رئيس لمصر بعد إعلان الجمهورية هو محمد نجيب، لكن هل تعرف أن والدته كانت من أصول سودانية وتسمى زهرة محمد عثمان، وهي من أسرة عسكرية واستشهد والدها الأميرالاي العميد محمد عثمان، في معركة عام 1885.

ولد محمد نجيب في منطقة ساقية أبو العلا في العاصمة السودانية الخرطوم، من أب مصري وأم مصرية ذات أصول سودانية، وأنجب والد رئيس مصر 9 أبناء من زهرة 3 ذكور و6 بنات، اللافت أن والده محمد نجيب كانت زهرة الزوجة الثانية في حياته، والأولى كانت سودانية أيضًا تسمى سيدة محمد حمزة الشريف بحسب موقع ذاكرة مصر المعاصرة، ولم تتوافر معلومات كثيرة عن أم الرئيس السودانية إلا أن نجيب كان يساعدها باستمرار وعلمته الاعتماد على نفسه لمساعدتها في الإنفاق على شقيقاته البنات.

أنور السادات.. ابن ست البرين السودانية

كانت والدة الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات سودانية، وتزوج والده السيدة التي تدعى ست البرين في مدينة دقلا أثناء عمل والد السادات مع الفريق الطبي البريطاني بالسودان، لكن السادات تربى وعاش في قرية ميت أبوم الكوم في محافظة المنوفية، ولا توجد معلومات كثيرة عن والدته إلا مدينتها المولودة فيها ورجاحة عقلها وحكيها لنجلها محمد حكايات الأبطال في مختلف الحروب.

فارس خوري.. لبناني تولى أعلى المناصب في سوريا

ربما لا تسمع كثيرًا عن لبناني أصبح رئيسًا لوزراء سوريا في الوقت الذي كانت فيه مختلف دول الشام تحت الاستعمار الفرنسي، وكان هناك رجلًا قلما تجد مثله، وهو فارس خوري، المولود في مدينة صيدا اللبنانية، وبسبب تفوقه في كلية الحقوق في سوريا تم ترقيته إلى أعلى المناصب، حيث أصبح عضو في بلدية دمشق، وأصبح ضمن المجلس الذي تولى حكم دمشق بعد الانسحاب العثماني منها في عام 1918

وبعد تغيرات سياسية في أربعينات وخمسينات القرن الماضي، تولى خوري منصب رئيس البرلمان قبل أن يتولى منصب وزير الداخلية والمعارف والمالية، وكان متحفظًا على الوحدة بين مصر وسوريا وتوفى بعد أشهر قليلة من الانفصال بين البلدين في عام 1962، وبسبب إسهاماته البارزة أُطلق اسم فارس خوري على شارع كبير وسط مدينة دمشق ليخلد ذكرى اللبناني الذي تولى أعلى المناصب في سوريا بل وترأس وفد بلاده الدائم والمؤسس في الأمم المتحدة في حدث لم يتكرر حتى الآن في الوطن العربي.

الجزائر.. رئيسين من أصل مغربي

بسبب تعقيدات الاحتلال الفرنسي لدول المغرب العربي، فإن المجاهدين في هذه الدول تنقلوا من دولة إلى أخرى فارين بأسرهم وعائلتهم إلى الدولة المجاورة، وهذا كان سر وراء ميلاد رئيس الجزائر الأسبق عبد العزيز بوتفليقة في مدينة وجدة في مارس 1937 بعد أن سافر إليها والديه في ظل ظروف اقتصادية صعبة عانوا منها في مدينة تلمسان الجزائرية.

التحق بجيش التحرير الوطني الجزائري في الـ 19 من عمره في عام 1956، وتولى الحكم في البلاد منذ نهاية القرن الماضي حتى عام 2019 عندما خرجت مظاهرات ضده لرفض ترشحه لولاية خامسة، ويبدو أن نشأته في المغرب دفعته لتعيين أيضًا رئيس البرلمان عبدالقادر بن صالح وهو أيضًا من أصول مغربية؛ حيث ولد هناك وأصبح بن صالح رئيسًا مؤقتًا للجزائر بعد عزل بوتفليقة، واستمر توليه المنصب 8 أشهر و10 أيام، اللافت أن بوتفليقة وبن صالح توفيا في نفس الشهر ونفس العام؛ فمات بوتفليقة في 17 سبتمبر 2021 فيما توفى بن صالح بعده في 22 سبتمبر 2021 وأعلن تنكيس العلم الوطني 3 أيام لتنتهي قصة حياة رؤساء مغاربة حكموا الجزائر.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: الرئيس السيسي يشارك في قمة “ميثاق التمويل العالمي الجديد” في باريس

تعليقات
Loading...