ذكرى دخول العائلة المقدسة مصر وأيقونات الرحلة في الفن القبطي
هربت العذراء مع طفلها الوليد وزوجها يوسف من ظلم الملك هيرودس، اللي أقام مذبحة لكل الأطفال اليهود اللي عمرهم سنتين أو أقل في مدينة بيت لحم في فلسطين، وهي المذبحة اللي تمت تسميتها “مذبحة الأبرياء“، وبدأت من خوف هيرودس من ملك اليهود المنتظر بعد ما وصل المجوس لبيت لحم وسألوه: “أين هو المولود ملك اليهود؟ فإننا رأينا نجمه في المشرق وأتينا لنسجد له”.
“إذا ملاك الرب قد ظهر ليوسف في حلم قائلًا: قم وخذ الصبي وأمه واهرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك. لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبي ليهلكه. فقام وأخذ الصبي ليلًا وانصرف إلى مصر” (مت 2: 13-14). بالطريقة دي سطر الكتاب المقدس بداية رحلة العائلة المقدسة لمصر، واللي تجاوزت الجانب الديني والتاريخي فألهمت الفنانين من مختلف بقاع الأرض بإبداعات فنية مالهاش مثيل في مختلف العصور والمدارس الفنية الفكرية. ولإن مصر مركز من أهم مراكز المسيحية، كان التعبير المصري في الفن القبطي عن مسار رحلة العائلة المقدسة يُقطر إبداعًا وإلهامًا.
الفن القبطي عبر التاريخ
نشأ الفن القبطي في ظروف قهرية نتيجة القمع اللي كان بيمارسه الرومان ضد الأقلية المسيحية في العالم، ونتيجة لده نشأ الفن القبطي علشان يعبر عن كل ما يخص الكنائس والأديرة وتفاصيل الحياة القبطية في مصر. ونشأ في نهايات القرن التالت الميلادي وبقت له ملامح مميزة في القرن الرابع، ونتيجة لتأثره بملامح الفن المصري القديم، يُعتبر امتداد له ويُعتبر جزء مهم من الهوية المصرية الحضارية.
مسار العائلة المقدسة في الفن القبطي
بدأت رحلة العائلة المقدسة داخل مصر بعبور فرع دمياط للنيل لبلدة سخا، ومنها عبرت فرع رشيد إلى وادي النطرون، ووصلت لقرية المطرية، الموجودة في شرق القاهرة حاليًا، وبعدها حارة زويلة، اللي فيها دير يعتبر من أقدم أديرة الراهبات التابعة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بعدها لبابليون (منطقة مصر القديمة حاليًا)، وهناك عاشت العائلة المقدسة فترة في كهف تم التعرف عليه وأقيمت عليه كنيسة القديس سرجيوس (أبو سرجة) في القرن الرابع الميلادي.
أيقونة العذراء مريم ترضع المسيح الطفل، ومحاطة بتلات ملائكة على شمالها وحمامة على يمينها، وهي واحدة من أروع الأيقونات اللي بتعبر عن رحلة العائلة المقدسة في الفن القبطي.
أيقونة بتمثل هروب العائلة المقدسة، وبيظهر فيها المسيح الطفل مع العذراء مريم راكبين حمار، ووراهم القديس يوسف النجار، في خلفية الأيقونة تقدر تشوف واحدة ست تانية، وبتظهر فيها عناصر من المعمار المصري القديم.
أيقونة من أشهر أيقونات الفن القبطي واللي بتظهر السيدة العذراء مريم تحمل المسيح وهو صبي وفي إيده شايل مخطوطة، والاتنين لابسين تاج القديسين، والملائكة بتحيط بهم على اليمين والشمال.
لا يقتصر الفن القبطي على الأيقونات بس، ولكن بيمتد لأشكال المعمار المختلفة في الأديرة والكنائس، والمخطوطات والنقوش والألوان اللي استخدمها الفنانين الأقباط، وبيمثل جزء مهم جدًا من الهوية الحضارية المصرية كامتداد للفن المصري القديم كواحد من أوائل المدارس الفنية اللي نشأت في العالم القديم.