بشكل دوري ومنتظم يتم الإعلان عن الإكتشافات الأثرية والتحف والتماثيل والبرديات، ولكن على غير العادة هناك اكتشاف نادر وغير مسبوق نادر أعلنت عنه وزارة السياحة والآثار بشأن المقابر الرومانية التي عُثر عليها في مرسى مطروح، فبجانب القطع الأثرية المميزة، عثروا على”المدامع” أو زجاجات الدموع الرومانية.
دموع رومانية أثرية؟
المدامع هي عبارة عن قوارير زجاجية متعددة الأشكال والأحجام، كانت تصنع خلال العصر الروماني وملك النساء الرومانيات اللاتي استخدموها في تعبئتها بالدموع التي تساقطتت على وجوههن بعد ذهاب أزواجهن إلى الحرب كرمز للوفاء حتى عودتهم.
وعند وفاة أزواجهن كانت تدفن تلك الزجاجات مع أحبائهن الذين رحلوا عن الحياة، وإذا كنت تعتقد أن الدموع تظل طوال هذه السنوات، فالأمر مختلف الحداد على المتوفي يستمر حتى تختفي الدموع من الزجاجة ومن ثم يتم غلقها بسدادة محكمة الغلق.
كثرة زجاجات الدموع في القبر دلالة على أن الميت كان محبوبًا ويتمتع بمكانة كبيرة ومنزلة عالية، وبحسب المعتقدات الرومانية، أن المتوفى يبعث بعد الموت؛ لذلك كان يدفن معه أغلى ما كان يملك في الحياة، وكانت دموع الزوجة تعتبر أغلى تلك الهدايا وأكثرها قيمة، تدفن بالقرب من رأس المتوفى، وتختلف زخارفها وطرق صناعتها بحسب المستوى المادي للأسرة.
كما كان في معتقد المصريين القدماء باستخدامهم الندابة للنواح أو الصياح طوال مراسم دفن الميت وكانت تؤجر على ذلك وكلما استخدمت حنجرتها وزاد الصياح، أكرمها أهل المتوفي أكثر.