دليلك لاتخاذ القرار: الاستثمار في الذهب أم العقارات أم شهادات ادخارية؟
في ظل التوترات الجيوسياسية والصراعات الاقتصادية العالمية، يتجه العديد من المواطنين نحو الاستثمار في الذهب كأحد الخيارات الآمنة، خاصة مع التزايد المستمر في شراء البنوك المركزية للذهب.
يعتبر الذهب من أقدم وأهم الأصول المالية التي يمكن اللجوء إليها في أوقات الأزمات كاستراتيجية للحد من هيمنة الدولار، بعيدًا عن تقلبات أسواق العملات والموارد الأخرى.
يشغل هذا السؤال العديد من المواطنين في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، حيث يتساءل الكثيرون عن أفضل وسيلة للاستثمار في الوقت الحالي.
وفي مواجهة الخيارات المتعددة مثل الذهب، العقار، أو شراء الشهادات الادخارية، تختلف الإجابة حسب الأهداف المالية والمخاطر المحتملة.
ماذا لو استثمرت مليون جنيه في الذهب 2014؟
إذا كنت قد استثمرت مليون جنيه في شراء الذهب عام 2014، عندما كان سعر الجرام عيار 21 يبلغ 236 جنيهًا، يمكنك حساب العائد الحالي بناءً على سعر الذهب اليوم البالغ 3850 جنيهًا للجرام.
تقدر عدد الجرامات المشتراة في 2014 4237 جراما مقابل مليون جنيه، وحاليا قد تبلغ نحو 16.3 مليون جنيه، مما يعكس عائدًا كبيرًا بنسبة 1532%.
الذهب أم العقار أم شهادات الادخار؟
الذهب: يُعتبر الذهب استثماراً آمناً في فترات التوترات الاقتصادية والجيوسياسية، إذ يحتفظ بقيمته عبر الزمن.
يعتبر الذهب خياراً جيداً لحفظ القيمة بعيداً عن تقلبات العملات أو السياسات النقدية. لكنه قد لا يحقق عوائد عالية مقارنة ببعض الاستثمارات الأخرى.
العقار: الاستثمار في العقار يمكن أن يكون مجزياً على المدى الطويل، خصوصاً في الأسواق التي تشهد نموًا مستدامًا. العقار يوفر استقراراً مالياً مع إمكانية التمتع بعوائد من الإيجارات أو تقدير قيمة الملكية.
ومع ذلك، يتطلب الاستثمار العقاري رأس مال كبير وقد يواجه بعض المخاطر مثل التغيرات في الطلب أو تقلبات السوق العقاري.
الشهادات الادخارية: تعد الشهادات الادخارية من أبسط وسائل الاستثمار وأكثرها أمانًا، حيث تضمن عوائد ثابتة بفضل الفائدة المدفوعة.
لكنها قد لا تتفوق على خيارات أخرى مثل العقار أو الذهب في تحقيق عوائد مرتفعة، خاصة في ظل التضخم أو انخفاض معدلات الفائدة.
لماذا الاستثمار في الذهب أفضل؟
في ظل المخاوف العالمية من حدوث ركود اقتصادي وتذبذب أسعار الفائدة، يبرز الذهب كملاذ آمن لعدة أسباب:
- الطلب العالمي: يشهد الذهب طلبًا متزايدًا في الأسواق المالية وكذلك في صناعات مختلفة مثل المجوهرات والإلكترونيات.
- احتياطيات البنوك المركزية: تحتفظ البنوك المركزية بكميات كبيرة من الذهب كجزء من احتياطياتها، مما يعكس الثقة في قدرة الذهب على الحفاظ على قيمته.
- عدم الارتباط بالأسواق المالية: يعتبر الذهب من الأصول التي تتحرك في اتجاه معاكس للأسواق المالية.
- الحفاظ على القيمة: مع ارتفاع معدلات التضخم وفقدان العملات لقيمتها الشرائية، يبقى الذهب خيارًا موثوقًا.
الذهب هو معدن نادر لا يتأثر بشكل كبير بالتقلبات الاقتصادية.
وبالرغم من حدوث انخفاضات مؤقتة في سعره، إلا أنه سرعان ما يعود للارتفاع مع مرور الوقت.
رحلة مكاسب الذهب خلال 2023
خلال عام 2023، أجرت بعض الصحف مقارنة لرصد تحركات الأسعار من سبتمبر 2022 إلى سبتمبر 2023، بهدف تحديد حجم الأرباح المحققة.
فقد بلغ سعر أوقية الذهب 1739 دولارًا في سبتمبر 2022، ليصل إلى 1912 دولارًا في نفس الشهر من عام 2023.
أما بالنسبة لأسعار الذهب في مصر، فقد سجل متوسط سعر جرام الذهب عيار 21 في سبتمبر 2022 نحو 1123 جنيهًا.
بينما ارتفع في سبتمبر 2023 إلى 2195 جنيهًا للجرام، بزيادة تقدر بـ 1072 جنيهًا، أي بنسبة تزيد عن 100%.
أما سعر جرام الذهب عيار 24، فقد بلغ 1283 جنيهًا للجرام في سبتمبر 2022، ليصل إلى 2509 جنيهًا في نفس الشهر من عام 2023، محققًا زيادة قدرها 1226 جنيهًا للجرام الواحد.
رحلة مكاسب الذهب خلال شهر واحد
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا بنحو 18% لجميع الأعيرة بين سبتمبر وأكتوبر من عام 2023، على النحو التالي:
- عيار 18: ارتفع سعر الجرام بمقدار 334 جنيهًا (10.8 دولار)، حيث صعد من مستوى 60.19 دولار إلى 71 دولارًا.
- عيار 21: سجل زيادة قدرها 390 جنيهًا (12.62 دولار)، حيث ارتفع السعر من 70.22 دولار إلى 82 دولارًا.
- عيار 24: حقق مكاسب بلغت 446 جنيهًا (14.43 دولار)، ليصعد من 80.25 دولار إلى 94 دولارًا.
تعكس هذه الأرقام اتجاهًا تصاعديًا قويًا في أسعار الذهب خلال تلك الفترة.
رحلة الذهب في 2024
منذ بداية عام 2024 وحتى نهاية الربع الثالث، سجل الذهب في مصر ارتفاعًا بنسبة 12.3% لعيار 21، ما يعادل مكاسب قدرها 390 جنيهًا للجرام.
بدأ الذهب تداولات العام عند مستوى 3170 جنيهًا للجرام، ليصل بنهاية شهر سبتمبر إلى 3560 جنيهًا للجرام.
والآن، وصل عيار 21 من الذهب لـ3850، وعيار 24 لـ4200، وعيار 18 لـ3150. وسجل الجنيه الذهب 29400، حتى كتابة هذه السطور.
ماذا عن 2025؟
توقع نادي نجيب، سكرتير عام شعبة الذهب السابق،أن يشهد سعر الذهب العالمي ارتفاعًا ملحوظًا مع نهاية 2024 وبداية 2025، مدفوعًا بزيادة الطلب على الشراء.
وأشار إلى أن سعر الأوقية قد يصل إلى 2850 دولارًا، مما يعكس الاتجاه التصاعدي للذهب كملاذ آمن في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية.
جميع الطرق تؤدي إلى الذهب
وعن الاستثمار في الذهب، رشح عدد من رجال الأعمال وخبراء الاقتصاد الذهب كخيار أول للاستثمار:
صرّح ريان ماكنتاير، الشريك الإداري في شركة سبروت المتخصصة في استثمارات المعادن الثمينة، قائلاً: “الذهب سيقفز إلى 3000 دولار للأوقية… إنها مسألة وقت فقط”.
وأضاف: “نحن غير قادرين على تحقيق النمو اللازم للتغلب على هذا الوضع المالي، أعتقد أن جميع الطرق تؤدي في النهاية إلى الذهب”.
من جانبه، أكد رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس على أهمية الذهب كملاذ آمن، قائلاً: “الذهب دائمًا آمن لأنه يكون ملاذاً في الأوقات الاقتصادية الصعبة”.
وأضاف: “فالزوجة، إذا كان لديها أموال بسيطة، تسارع إلى شراء جنيه ذهب أو حلق”.
تلك التصريحات تسلط الضوء على الدور المحوري للذهب كأداة لحفظ القيمة وضمان الأمان المالي في أوقات الأزمات.
آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: الهيئة السعودية للمدن الصناعية: كيف تعزز استراتيجيات المملكة في 2030؟