دفن الجثامين أصبح رفاهية: جثث غزة تتبخر بسبب الأسلحة المحرمة دوليًا

نهش للجثث في القبور وحرق لها وتحولها لأشلاء والآن الحديث عن تبخرها نهائيًا، بعد ما أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة أنه رصد “تبخر جثامين 1,760 جثة”، لم يجدوا لها أي أثر بسبب استخدام الجيش الإسرائيلي أسلحة محرمة دوليًا ولم يتم تسجيلهم في وزارة الصحة في السجلات المختصة، كما تمكنوا من رصد اختفاء 8,240 جثة قسرًا لا يُعلم مصيرهم منذ اندلاع الحرب في غزة.

المعضلة لا تكمن فقط في تحلل الجثث أو تبخرها بسبب خرق إسرائيل كعادتها بالقوانين الدولية، ولكن في الكوارث البيئية التي تنتج وتؤذي باقي الفلسطينيين في القطاع وعاصرنا ذلك مع مريض فلسطيني وصل إلى مصر قادمًا من غزة مصابًا بمرض في قدمه “التهاب في نسيج القدم” إثر تعرضه ولمسه لجثة متحللة.

حيث تسبب الجثث المتحللة في إصابة سكان قطاع غزة بالكثير من الأمراض، كذلك انتشار مخلفات الجرحى وما يتبعه من إفرازات يؤثر على صحة الأحياء، حيث ينتج عنها غازات ومواد كيميائية سامة تنتشر في الجو وتتطاير حتى تصل مع الرياح إلى مناطق أخرى، وهو ما يصيب البشر والكائنات الحية بأمراض خطيرة.

تحت مسمى “البكتيريا اللاهوائية” وهي الالتهابات الجلدية الخطيرة وقروح صديدية وذلك بسبب وجود بيئة خصبة لانتشار عدوى ميكروب الجرب سريع الانتشار، ومع نقص المياه اللازمة التي يمكن استخدامها في النظافة الشخصية فقد ينتشر المرض بصورة رهيبة بسبب التلامس.

فتخيل أنه كتب عليك أن تدفن عائلتك واحد تلو الآخر وأنت راضي، ولكن حتى دفن الجثامين الآن أصبح من ضمن الرفاهيات فلم تعد هناك جثث، فهي إما مشوية أو مقطعة لا يسعى كفن على حملها فتعبيء في أكياس أو متبخرة لا وجود لها من الأساس.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: ابتكارات توفي احتياجات: أطفال غزة مخترعون ومهندسون بالفطر

تعليقات
Loading...