الخميس الأسود: يوم أذلت فيه إسرائيل خلال تسليم جثث الرهائن
في مشهد قاسٍ، تجاوز تسليم جثث رهائن إسرائيليين كونه مجرد إجراء، ليصبح لحظة مفصلية قلبت الطاولة على الاحتلال.
وجاءت العملية رسالة مدوية، تحمل مرارة الفشل والإهانة، لتكشف أمام العالم حقيقة الاحتلال وجرائمه التي لا تُمحى.
وفي إطار اتفاق وقف إطلاق النار، خرجت أربع جثث من غزة، لكن وقعها كان أشد من أي خسارة عسكرية.
من بين الضحايا أم وطفلاها من عائلة بيباس، إضافة إلى عودة جثمان عوديد ليفشيتز، الثمانيني الذي لم تشفع له سنواته.

وبهذا الحدث المزلزل، لن يكون يوم تسليم الجثث مجرد تاريخ عابر، بل سيبقى وصمة في الذاكرة الإسرائيلية.
ونتيجة لذلك، ستظل تداعياته حاضرة في الوجدان الإسرائيلي، مؤثرة على الخطاب السياسي والأمني في المستقبل.
فلم يكن الأمر مجرد فشل استخباراتي، بل كشف عن هزيمة نفسية ومعنوية ضربت عمق المؤسسة العسكرية والسياسية في إسرائيل.
بل وأكثر من ذلك، فقد زعزع ثقة الشارع الإسرائيلي بقيادته، وطرح تساؤلات كبرى حول قدرتها على إدارة الأزمات واستعادة الجنود الأسرى.
الخميس سيكون يومًا بالغ الصعوبة بالنسبة إلى دولة إسرائيل، يومًا مؤلمًا، يوم حداد. سنعيد إلى الوطن أربعاً من رهائننا الأحباء الذين توفوا
بنيامين نتنياهو
لا تفوّت قراءة: 8 مشاهد من عملية تسليم الأسرى: فيلم سينمائي صامت يحمل رسائل مشفّرة
توابيت سوداء ومشهد مسرحي.. نتنياهو في صورة مصاص دماء
في خطوة رمزية لافتة، وضعت حماس جثث الرهائن بتوابيت سوداء، حملت صورهم وبياناتهم، وكأنها رسالة تخاطب العالم مباشرة.

ليس هذا فحسب، بل اختارت المقاومة تقديم المشهد بأسلوب مسرحي صادم، يعكس وحشية الاحتلال وعدم اكتراثه بحياة الأبرياء.
في هذا السياق، وضعت التوابيت على منصة بارزة، لتكون شاهدًا على فشل إسرائيل في استعادة أسراها أحياء، ورسالة تحدٍّ لتل أبيب.
ما يعني أن الاحتلال لم يحقق أهدافه، بل وجد نفسه أمام صورة قاتمة لنتائج سياساته.
علاوة على ذلك، تصدّرت صورة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقدمة المنصة، تجسّده كمصاص دماء تتساقط دماء الضحايا من فمه.
بل وأكثر من ذلك، جاءت هذه الصورة لتعزز فكرة تورطه المباشر في الجرائم الإسرائيلية.
وبناءً على ما سبق، فإن هذا المشهد المروع لم يكن عشوائيًا، بل رسالة صريحة تُظهر دوره في المجازر الإسرائيلية وتعامله بوحشية مع المدنيين.
وهذا يؤكد أن المقاومة أرادت توصيل رسالتها بوضوح، مستخدمة أسلوبًا بصريًا صادمًا لا يمكن تجاهله.
لتعزيز وقع الرسالة، كُتبت عبارة لاذعة بثلاث لغات، تُحمِّل نتنياهو وجيشه مسؤولية قتل الأسرى بصواريخهم النازية، دون أي تبرير.
لم تكن مجرد كلمات، بل إدانة واضحة، وصلت لكل من يقرأ العربية، الإنجليزية، والعبرية، لتكشف وحشية الاحتلال.
كمين الفراحين.. أنت على أرض المحرقة
في رسالة أخرى تحمل أبعادًا عسكرية ونفسية، لم تكتفِ حماس بعملية تسليم جثث رهائن أسرى إسرائيل، بل استغلت الحدث لتذكير الاحتلال بهزائمه القاسية في قطاع غزة.

ضمن هذه الرسائل، رفعت المقاومة لافتات تشير إلى الكمائن التي أوقعت جنود الاحتلال في الفخ، وأبرزها كمين الفراحين، الذي وقع في منطقة الزنة شرقي مدينة غزة.
لإيصال الرسالة بوضوح، دوّنت حماس عبارة صادمة: “لم يكن نزهة، بل محرقة”، مؤكدة أن المعركة كانت قاتلة للاحتلال.
لم تكن مجرد كلمات، بل حقيقة موثقة بصورٍ تُظهر حجم الخسائر، وترسّخ مشاهد الرعب التي عاشها الجنود الإسرائيليون.
تكشف الصور عن سقوط ثمانية قتلى إسرائيليين، بينهم قائد الكتيبة 630 احتياط، ونائب قائد سرية، وجندي آخر.
لم تتوقف الخسائر عند ذلك، بل أسفرت المعركة عن عدد كبير من الجرحى، مما زاد من ثقل الهزيمة.

بهذه المشاهد، أرادت المقاومة أن تُذكر إسرائيل بأن كل خطوة داخل غزة محفوفة بالموت، وأن الاحتلال ليس سوى ضيف ثقيل في أرض تحوّلت إلى محرقة لجنوده.
عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت
في قلب ميدان تسليم جثث رهائن أسرى إسرائيل، رفعت المقاومة الفلسطينية لافتات تحمل رسالة واضحة لا تحتمل التأويل: “عودة الحرب = عودة الأسرى في توابيت”.
بهذه الرسالة القوية، حذّرت المقاومة نتنياهو من أن استئناف الحرب سيعني مصيرًا قاتمًا للأسرى الإسرائيليين المتبقين في غزة.
بالتزامن مع التصعيد، جاءت تهديدات متكررة من نتنياهو، مدعومًا بترامب، لإلغاء الاتفاق وعرقلة الصفقة، في محاولة لإفشال الهدنة.
لكن المشهد في الميدان كان أكثر بلاغة، حيث لم تكن الكلمات وحدها كافية، بل جاءت التوابيت السوداء، والرسائل المرفقة، لتجعل الصورة أكثر وضوحًا: الخيار بيد الاحتلال، فإما التفاوض وإما المزيد من الجثث.

التسليم في مقبرة الشهداء.. رسالة فشل للاحتلال
في خطوة ذات دلالات قوية، بدأت إجراءات تسليم جثث رهائن إسرائيل من “مقبرة الشهداء” ببني سهيلا، قبل نقلها إلى الصليب الأحمر.
لم يكن اختيار الموقع عبثيًا، إذ اجتاح الجيش الإسرائيلي بني سهيلا مرارًا لأربعة أشهر، لكنه فشل تمامًا في العثور على جثامين الأسرى.
ولم يكن هذا الفشل عابرًا، بل كشف مجددًا عجز تل أبيب عن استعادة جثث جنودها، رغم استخدامها تقنيات استخباراتية وعسكرية متقدمة.
كيف لها أن تستعيد الأسرى الأحياء، بينما جثث شهداء غزة تملأ الأرض في كل مكان دون أن تحظى حتى بفرصة الدفن اللائق؟
بهذه الرسالة الواضحة، لم يكن التسليم مجرد إجراء، بل تأكيدًا لفشل الاحتلال في استعادة قتلاه، بينما تبقى اليد العليا للمقاومة.
لا تفوّت قراءة: تحديات تيك توك المميتة.. 9 حوادث هزت المجتمع العربي
ظهور مفاجئ لقائد أعلن الاحتلال مقتله!
في مشهد صادم للاحتلال، تولى قائد المنطقة الشرقية في كتائب القسام بنفسه تسليم جثث رهائن أسرى إسرائيل إلى الصليب الأحمر.
والأكثر إثارة أن إسرائيل سبق وأعلنت مقتله خلال الحرب، لكنه ظهر حيًا، ليؤكد أن روايات الاحتلال ليست سوى وهم.
إلى جانبه، حضر أيضًا قائد الكتيبة الشمالية، الذي نجا من محاولات اغتيال إسرائيلية، ليعزز من رمزية المشهد.
ولم يقتصر الحضور على القادة، بل شمل فلسطينيين فقدوا أطرافهم بسبب العدوان، إضافة إلى أسرى محررين.
بهذا الترتيب الدقيق، أثبتت حماس أن كل تفصيلة في عملية التسليم كانت رسالة مدروسة بعناية.
النازية الصهيونية في أرقام.. مجازر تتجاوز وحشية هتلر
في رسالة قاتلة، ربطت حماس جرائم الاحتلال بوحشية النازية، عبر لافتة تضمنت أرقامًا صادمة عن حرب غزة، تكشف حجم الكارثة.
وتكشف الأرقام المأساوية أن الجيش الإسرائيلي ارتكب 9268 مجزرة، خلّفت أكثر من 111 ألف مصاب، في تصعيد دموي غير مسبوق.
أما حصيلة الشهداء فكانت مرعبة، إذ سقط 61 ألفًا، بينهم 13 ألفًا ما يزالون تحت الأنقاض، في مشهد مأساوي يعكس وحشية الاحتلال.
ولم تسلم العائلات من الإبادة الجماعية، حيث جرى محو 2092 عائلة من السجلات المدنية، بينما بقي فرد واحد فقط من 4889 عائلة.
الأطفال كانوا الضحية الأوضح، إذ قتل الاحتلال 17881 طفلًا، بينهم 214 رضيعًا ولدوا وماتوا تحت القصف قبل أن يروا الحياة.
بهذه الأرقام المفزعة، أرادت المقاومة أن تُذكّر العالم أن الاحتلال لم يكن يومًا إلا وجهًا آخر للنازية الحديثة.


ما كنا لنغفر أو ننسى.. الطوفان موعدنا!
في ميدان التسليم، الذي تحول إلى ساحة مواجهة إعلامية، خاضت حماس معركتها بلا طلقة واحدة، بل عبر الرسائل القاتلة.
في رد مباشر على الاحتلال، رفعت المقاومة لافتة كتب عليها: “ما كنا لنغفر أو ننسى.. الطوفان موعدنا”، رسالة تحدٍ واضحة.
وجاءت العبارة مواجهة مباشرة لتهديدات الاحتلال، الذي دوّن على ملابس الأسرى المحررين جملته الاستفزازية: “لن نغفر ولن ننسى”.
لكن المعنى كان أعمق، فجملة “الطوفان موعدنا” لم تكن مجرد شعار، بل إشارة مباشرة إلى “طوفان الأقصى”، العملية التي جاءت كردٍ على عقودٍ من الجرائم الصهيونية.
ولتعزيز الرسالة، وضعت حماس على المنصة صورًا من مجزرة صبرا وشاتيلا، لتذكّر العالم بأن الاحتلال لم يتوقف يومًا عن سفك الدماء، وأن الطوفان سيبقى حاضرًا ما دامت المذابح مستمرة.
بيان موجع.. حافظنا على حياة الأسرى لكن الاحتلال اختار قتلهم!
لم تكتفِ حماس بالرسائل الميدانية، بل أصدرت بيانًا شديد اللهجة، أكدت فيه أنها بذلت كل الجهود للحفاظ على حياة الأسرى الإسرائيليين، لكن الاحتلال اختار قتلهم بدم بارد.
وفي رسالة مباشرة لعائلات بيباس وليفشيتس، قالت المقاومة إنها كانت تأمل في عودتهم أحياء، لكن إسرائيل فضلت التخلص منهم، تمامًا كما قتلت 17 ألف طفل فلسطيني خلال الحرب.
ولم تقف المفارقة عند هذا الحد، فقد شددت حماس على أنها حافظت على حرمة الجثث، بينما لم تحترمهم حكومتهم أحياء، بل أرسلت نيرانها لتقتلهم هم ومن أسرهم.
أما نتنياهو، فلم يكن استثناءً، إذ اتهمته الحركة بالبكاء على قتلاه فقط للتنصل من مسؤوليته عن قتلهم، في محاولة بائسة لتبرئة نفسه أمام الداخل الإسرائيلي.
لا تفوّت قراءة: سيدة سوريا الأولى لطيفة الدروبي: من هي زوجة أحمد الشرع؟

رسالة لمخطط ترامب: مقاتل فلسطيني تجذّرت قدماه في الأرض!
قبل أسابيع، كشف دونالد ترامب عن مخطط خبيث لتهجير سكان غزة إلى مصر والأردن، وهو ما قوبل برفض قاطع من الفلسطينيين والعالم.
لم يكتفِ ترامب بذلك، بل تحدث عن سيطرة أمريكية على غزة، بهدف استغلال موقعها وتحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، متجاهلًا حق الفلسطينيين في أرضهم.
لكن الرد جاء من ميدان التسليم، حيث وُضعت صورة تعبيرية على يسار المنصة، تُظهر مقاتلًا فلسطينيًا أعزل، تجذّرت قدماه في الأرض، ليبدو وكأنه نبتٌ من تربة غزة.
بهذا المشهد الرمزي، أرسلت المقاومة رسالة واضحة: لا تهجير، لا اقتلاع، لا تنازل، ليذكّرنا ذلك بمقولة محمود درويش: “ثبّت جذورك في التراب فأنت باقٍ ها هنا.. الأرض أرضك يا فتى!”
غنيمة 7 أكتوبر.. مقاتل يحمل سلاحًا إسرائيليًا!
في مشهد استثنائي خلال عملية تسليم الجثث، ظهر عدد من مقاتلي المقاومة وهم يحملون غنائم حرب 7 أكتوبر، التي كانت شاهدًا صامتًا على الحدث.
هذه الغنائم لم تكن مجرد أسلحة، بل ضمت بنادق ومدرعات إسرائيلية، استولت عليها المقاومة خلال العملية التي هزّت الاحتلال.
وجاء حضورها في مراسم التسليم ليحمل رسالة واضحة: ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة، وليشهد العالم كله على حجم الفشل الإسرائيلي أمام المقاومة الفلسطينية.
رسالة إلى مفتي سلطنة عمان.. تقديرٌ لموقف ثابت!
“قضية الأرض الفلسطينية هي قضية كل مسلم”، بهذه الكلمات عبّر مفتي عمان عن موقفه الثابت، مؤكدًا دعمه الدائم لغزة.
وفاءً لهذا الموقف المشرف، رفعت كتائب القسام صورته في ميدان التسليم، تعبيرًا عن الحب والتقدير العميقين.
وبذلك، جاءت هذه اللفتة رسالة امتنان لمواقفه الصادقة، التي كرّسها طوال حياته دعمًا للقضية الفلسطينية.

مقاتل على كرسي متحرك.. “اليوم التالي طوفان”!
وسط مشهد يعكس التحدي والإصرار، ظهر مقاتل ملثم مبتور القدم، يجلس على كرسي متحرك، ممسكًا بسلاحه، ورافعًا لافتة كتب عليها: “اليوم التالي طوفان”.
لم تكن هذه مجرد لافتة، بل رسالة قوية للاحتلال، تؤكد أن غزة لن تُهزم، والمقاومة مستمرة رغم الجراح والصعوبات.
وعلاوة على ذلك، لم يكن هذا الشعار فرديًا، بل رفعه معظم المقاتلين خلال استعدادات التسليم، تعبيرًا عن وحدة الموقف.
وبالتالي، جاء المشهد بمثابة تحذير واضح بأن أي مخططات إسرائيلية لما بعد الحرب لن تمر دون مقاومة شرسة.