حكاية قرية برج الصالحي: خليط بين صمت الطبيعة والصمت الإجباري

يعتمد أغلب سكانها على صيد الأسماك كمورد رزق أساسي بمعدات بسيطة من صنع أيديهم، فلا مصانع ولا شركات ولا مرافق ولا حتى خدمات، معروفة بمناظرها الطبيعية الخلابة التي تجمع الجبل بالبحر والغابة، فعلى بعد أكثر من 100 كيلو متر عن العاصمة تونس تحديدًا في منطقة الهوارية تجدها .. قرية برج الصالحي الساحلية أو المعروفة بقرية الصمت.

فبرغم من صوت الموج أو أصوات النوارس أو أصوات طواحين الهواء ، ستشعر حال دخولك المكان بنوع من الألفة ولكن هذه الألفة مع صوت الطبيعة مصحوبة بصمت .. فالصمت في القرية هو سيد الموقف، فشيء طبيعي أن تتجول وتجد عائلة تضم 7 أفراد جميعهم صم وبكم، أو على الأقل تجد من كل عائلة فرد مصاب بإعاقة ما.

انتشار فقدان حاستي السمع والنطق في قرية برج الصالحي أرجعوها إلى زواج الأقارب الذي بدأ فيه السكان منذ سنين، فالصالحي لابد وأن يتزوج من صالحية فيلد لهم أطفال صم بكم أو يحملون تشوهات خلقية، وهناك من يعتقد أيضَا أن نوعًا من الطاقة السلبية تأتي من الرياح أو من البحر أثرت على سكان القرية، لكن هذه الرواية لا يأخذها أغلبهم على محمل الجد، و لا هذا ولاذاك فهي شيء إلهي.

عدد الصم في تونس حوالي 200 ألف شخص، وتونس الدولة العربية الوحيدة التي تعترف بلغة الإشارات كلغة رسمية،
جعلت من هذه اللغة اختصاصًا جامعيًا يُدرس بالجامعة التونسية.


أما عن أبناء وأهالي برج الصالحي، فهم يعيشون كعائلة واحدة حتى أن لغة الإشارة التي ابتكروها خاصة بهم، ولا يمكن لأحد من خارج القرية فهمها أو فك شفراتها، ولكن ظلمتهم الجغرافيا، فقريتهم معزولة بين البحر والجبال ولم يلتفت لها أحد.. ولكنها تمتلك ميزات استثنائية.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: الحداد الفنان: استطاع أن يحول الخردة المهملة بين يديه لسيارات ذات أهمية

تعليقات
Loading...