غزة 2024: أبطال حملوا الأمل رغم الألم وكتبوا حكايات لا تُنسى
منذ اندلاع طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023 واشتداد العدوان الإسرائيلي في 2024 على قطاع غزة، تحولت شوارع غزة إلى ساحة معركة بين الأمل والألم، ساحة تقودها أبطال غزة.
في قلب هذا الصراع الدموي، برزت شخصيات استثنائية، جمعها حب الوطن والشجاعة في وجه قسوة الظروف.
هؤلاء الأبطال لم يكونوا فقط محاربين يدافعون عن أرضهم، بل أيضاً هم الصحفيون، والأطباء، والناشطون الذين سجلوا الأحداث من داخل القطاع، ليصبحوا شهودًا على صمود شعب بأكمله.
رغم المآسي، ورغم الخراب الذي لحق بكل زاوية، ظلوا يحملون الأمل في قلوبهم، ويرفضون الاستسلام ويكتبون حكاياتٍ ملهمة حول العزيمة، والبطولات، والحلم بالحرية.
هؤلاء الأبطال هم من غيروا وجه غزة في 2024، ليثبتوا للعالم أن الأمل لا يموت، حتى في أحلك الأوقات.
أبطال غزة 2024: يحيى السنوار حارب الاحتلال بعصا
في أكتوبر 2024، اغتيل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، بطريقة لا تشبه الصورة التي أرادها الاحتلال.
لم يقتل بين المدنيين أو يكون محتميًا بالأسرى الإسرائيليين، بل كان يقاتل ببسالة.
وثق الفيديو لحظة استشهاده وهو يحارب طائرات “كواد كابتر” بعصا بيده اليسرى، بينما كانت يده اليمنى شبه مقطوعة.
هذه اللحظة ألهمت الجميع، حيث أراد الاحتلال أن يصور سنوار أسيرًا أو قتيلًا في نفق أو بين المدنيين، أي في مشهد إذلال كما روجوا له سابقًا.
قطع سنوار الطريق على إسرائيل لتزوير صورته، ليظل بطلًا في عيون المقاومة والشعب الفلسطيني.
عبود نجح في الافلات بعد اختطافه لساعات من قبل الاحتلال الاسرائيلي، لكن هناك الآلاف من المختطفين لم ينجحوا بالافلات بعد، والآلاف من المفقودين، وآلاف تحت الأنقاض، ومئات الآلاف من الجائعين…
أكثر من مليوني إنسان يتعرضون للإبادة والقتل والتطهير العرقي. pic.twitter.com/WXcK5yHanh— أحمد حجازي 𓂆 (@ahmedhijazee) October 25, 2024
أبطال غزة 2024: عبود الغزاوي أصغر مراسل في غزة
في 2024، أصبح الصحفي الشاب عبد الرحمن بطاح، المعروف بلقب “عبود الغزاوي”، واحدًا من أبرز شخصيات غزة.
صعد عبود في عالم الصحافة في سن صغير، متحديًا الظروف الصعبة، ليصبح أيقونة بين الإعلاميين في القطاع.
عرف بقدرته الفائقة على نقل الوقائع بطريقة مميزة، فمرة يروي الأحداث بلهجة طريفة، وأخرى بأسلوب مؤثر ومؤلم.
يختفي عبود كثيرًا عن متابعيه بسبب انقطاع الإنترنت المستمر، ما يزيد من قلقهم في كل مرة.
في إحدى المرات، أكدت الجزيرة أن قوات الاحتلال اختطفته من مستشفى كمال عدوان، ما دفع السوشيال ميديا للانتفاض بحثًا عن خبر عنه.
تحرر عبود بعد ساعات، ليظل في قلب متابعيه بطلًا ومصدر إلهام.
لا تفوت قراءة: أصوات ملهمة: نساء عربيات ضمن قائمة “بي بي سي” لأكثر 100 امرأة تأثيراً
أبطال غزة 2024: عدنان البرش أشهر جراحي غزة
كنا نتواصل مع مراكز حقوق الإنسان والمحامين لنطمئن على الدكتور عدنان الذي انقطعت أخباره منذ لحظة اعتقاله، والخبر الوحيد الذي تلقيناه كان خبره
في 2024، توفي الدكتور عدنان البرش، أشهر جراحي غزة، في سجن عوفر الإسرائيلي بعد أكثر من أربعة أشهر من الاعتقال.
جرى اعتقاله أثناء تأديته عمله في مستشفى العودة، حيث استمر في عمله رغم ظروف الاحتلال، ثم انتقل إلى المستشفى الإندونيسي.
الأنباء المحزنة تفجرت عندما نشرت شبكة “سكاي نيوز” البريطانية تقريرًا يكشف تفاصيل معاناته داخل السجون، مشيرة إلى الاعتداءات التي تعرض لها.
أوضحت التقارير أن البرش وصل إلى سجن عوفر في حالة صحية سيئة، مع إصابات واضحة على جسده، ما يلمح إلى تعرضه للتعذيب والاغتصاب.
وفقًا لشهادات الأسرى، ألقاه الحراس في ساحة السجن وهو غير قادر على الوقوف، ثم سمعوا صراخ السجناء معلنين استشهاده بعد دقائق.
أبطال غزة 2024: الشيخ خالد نبهان جد “ريم روح الروح”
في 16 ديسمبر 2024، استشهد الشيخ خالد نبهان، صاحب العبارة المؤلمة “روح الروح”، التي أصبحت رمزًا للمأساة الإنسانية في غزة.
وقالها الشيخ خالد وهو يحتضن جثة حفيدته الصغيرة ريم، التي استشهدت في نوفمبر من العام الماضي.
وظهر خالد في مشهد مؤثر، حيث كانت حفيدته ترتدي فردة حلق واحدة فقط، بينما ضاعت الأخرى بسبب القصف.
وأخذ الشيخ الحلق وعلقها في جلبابه، كأنه يريد قطعة من حفيدته ترافقه حتى يلحق بها.
واستشهد بعد ذلك، ليقدم للعالم صورة مليئة بالحنان والصبر، من رجل أثبت أن من يرتدي الجلباب ويحمل الذقن ليس “إرهابيًا”، بل رمزًا للإنسانية.
لا تفوت قراءة: أم كلثوم: مسحت بمنديلها الحريري دموع النكسة وساندت المقاومة بصوتها العذب
الأسير بدر دحلان، دخل إلى السجن، وخرج إنسان آخر لا نعرفه، تعرض للتعذيب والعنف الشديدين، وترك ذلك آثارًا جسدية ونفسية واضحة لنا، وعميقة عليه. لم يكن مجرد سجن جسدي، بل كان أيضاً سجن نفسي وعقلي، فالتغييرات الجسدية واضحة على بدر، فقد أصبح وجهه شاحبًا وعيناه تحملان نظرةَ تَشتُّتٍ… pic.twitter.com/Rj4UiFIXmE
— رَشَاد (@iiiRashadMsabeh) June 20, 2024
أبطال غزة 2024: بدر دحلان .. قال كل شيء بدون أن ينطق بحرف
في 2024، أصبح بدر دحلان رمزًا للمعاناة بعد شهر واحد من الاختطاف والتعذيب في السجون الإسرائيلية.
ظهر في مقاطع فيديو وهو في حالة نفسية وصحية كارثية، بآثار التعذيب واضحة على وجهه وجسده النحيل.
كان يعاني من صعوبة في إكمال كلماته، حيث تلعثم وتبدت على وجهه علامات الاضطراب والهلوسة، وعيناه جاحظتان.
رغم كل ما مر به، قدم بدر للعالم صورة مؤلمة عن معاناته، دون أن ينطق بحرف واحد.
حتى الآن، يظل السؤال قائمًا: كيف تحمل هذا الوجع العظيم؟
أبطال غزة 2024: أميرة العسولي .. امرأة بـ”أمة”
في 2024، وصفها الجميع بأنها امرأة بـ”أمة”، الدكتورة أميرة العسولي التي تجسدت بطلة في قلب نيران القناصة.
أظهرت شجاعة غير مسبوقة عندما أنقذت شخصًا مصابًا عالقًا في خيمة بمستشفى ناصر بخان يونس.
ركضت بسرعة بين باب المستشفى والخيمة، حاملة المصاب، مع خفض رأسها لتفادي رصاص القناصين، في لحظات مليئة بالخطر.
أميرة العسولي أثبتت في تلك اللحظات أنها ليست مجرد امرأة، بل بطلة حقيقية تجسد معنى الشجاعة والصمود.