من بداية الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير من العام الماضي 2022، كثفت المملكة العربية السعودية من جهودها لإقناع الطرفين بالتحاور من أجل السلام، وتدخلت أكثر من مرة لمحاولة إنهاء الحرب من خلالها دورها الدبلوماسي.
مع بدأ شرارة الحرب الأولى، عرضت السعودية الوساطة لإنهاء النزاع، وفي 3 مارس 2022، تلقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اتصال هاتفي من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لبحث العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها.
وأكد الأمير محمد بن سلمان على “دعم المملكة للجهود التي تؤدي إلى حل سياسي يؤدي إلى إنهائها، ويحقق الأمن والاستقرار، وأن المملكة على استعداد لبذل الجهود للوساطة بين كل الأطراف”.
صفقة إطلاق سراح أسرى برعاية سعودية
بعد حوالي 8 أشهر من بداية الحرب، وفي سبتمبر 2022، تدخلت المملكة بدور الوساطة بين البلدين المتحاربتين، ونجحت في إتمام عملية تبادل أسرى بينهما، بالإضافة إلى إطلاق سراح عشرة أسرى من خمسة دول أخرى هي؛ بريطانيا والولايات المتحدة والمغرب وكرواتيا والسويد.
نجحت العملية نتيجة جهود ولي العهد السعودي، وشكر البيت الأبيض وقتها كلًا من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وولي العهد السعودي، على جهودهم في إتمام عمليةإطلاق سراح الاسرى.
السعودية تبدي استعداد للوساطة بين روسيا وأوكرانيا: هل تنجح مساعي السلام؟
خلال فعاليات القمة العربية الثانية والثلاثون والتي اختُتِمت في 19 مايو الجاري، عرض ولي العهد السعودي الوساطة بين روسيا وأوكرانيا لحل النزاع بشكل سلمي. وقد حضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بهدف حشد الدعم الدولي للشعب الأوكراني في أزمته الحالية.
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في كلمته الافتتاحية: “نجدد تأكيد موقف المملكة الداعم لكل ما يسهم في خفض حدة الأزمة في أوكرانيا، وعدم تدهور الأوضاع الإنسانية، واستعداد المملكة للاستمرار في بذل جهود الوساطة، بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا، ودعم جميع الجهود الدولية الرامية إلى حل الأزمة سياسيا، بما يسهم في تحقيق الأمن”.
وفي التاسع من مارس الماضي أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، خلال جولة دبلوماسية في موسكو، أن السعودية جاهزة لبذل المجهود اللازم لحل الصراع في أوكرانيا من خلال تسهيل الحوار بين موسكو وكييف. ورحب وزير الخارجية الروسي بموقف السعودية، وأكد أنها تسعى لإيجاد حل مناسب للأزمة.
زيارة وزير الداخلية الروسي للسعودية وترتيبات لوساطة محتملة
بعد كلمة الرئيس الأوكراني في القمة العربية، وعرض السعودية لدور الوساطة في حل الأزمة، التقى وزير الداخلية الروسي فلاديمير كولوكولتسيف أمس الثلاثاء، في زيارة للعاصمة السعودية الرياض، نظيره السعودي الأمير عبدالعزيز بن سعود.
وصرحت وكالة الأنباء السعودية “واس” أن ولوكولتسيف بحث مع الأمير عبدالعزيز “سبل تعزيز مسارات التعاون الأمني بين وزارتي الداخلية في البلدين، إلى جانب بحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك”، دون توضيح تفاصيل أكثر.
ولكن لا يمكن فصل زيارة وزير الداخلية الروسي للرياض عن أحداث القمة العربية الأخيرة، مما يثير التساؤل؛ هل تنجح الوساطة السعودية بين طرفي الصراع الروسي والأوكراني، وهل ننتظر نتائج نقاش حقيقي يجري حاليًا، قد يؤدي إلى نهاية الحرب؟