تونس: مشروع نسائي بالكامل لزراعة أغلى التوابل في العالم
تجربة متفردة في مجال الزراعة وريادة الأعمال حققت نجاح كبير في تونس، بعد ما نجحت صديقتين في زراعة أغلى أنواع التوابل في مناطق من البلاد، وقدروا بالفعل ينتجوا كميات كبيرة من التوابل المزروعة ويحققوا الغرض التجاري من المشروع.
بدأت التجربة بحلم إيمان وخولة؛ اتنين صحاب متخصصين في علم أحياء النباتات، اللي بذلوا مجهود كبير علشان يجيبوا بذور الزعفران الأحمر (البيولوجي) من هولندا وزراعتها في مناطق من تونس.
بتقول خولة بن بعزي، واحدة من الصديقتين الباحثتين في المشروع: “زراعة وإنتاج الزعفران تتطلب عملًا دقيقًا ومضنيًا حتى أننا نحتاج لـ 250 زهرة زعفران لتوفير جرام واحد من الزعفران المجفف”، وبيعتبر الزعفران من أغلى التوابل في العالم، وسعر الكيلو جرام الواحد منه ممكن يوصل لـ 43 ألف دولار.
جت فكرة إنشاء مزرعة لتوفير الزعفران العضوي في السوق التونسية، بعد ما فازت الصديقتين بجائزة مسابقة الاتحاد الأوروبي لمرافقة الشباب باعثي المشاريع المبتكرة في إفريقيا، وبعدها بدؤوا يزرعوا زهور الزعفران، وحصل المنتج بتاعهم على شهادة الجودة الأوروبية.
بتقول خولة: “نحرص في مشروعنا الزراعي على الالتزام بنمط زراعي يحترم البيئة ويوفر مواطن عمل للنساء الريفيات، حيث تؤمن النساء يدويًا كل الأعمال داخل حقول الزعفران من الغراسة إلى القطف فتجفيف زهور الزعفران ثم تعبئته”.
بتقول إيمان إن زراعة الزعفران في تونس مغامرة اختارت تكمل فيها رغم إن المزارعين مش بيمارسوها، ولكن خلال أبحاثها في الجامعة اكتشفت أدلة عن زراعة السلف في تونس للزعفران.
درس الصديقتين نفس التحصص في جامعة تونس، واتقابلوا مرة تانية في معامل البحث في جامعات فرنسا، وهناك قرروا يخوضوا تجربة زراعة وإنتاج الزعفران، وقرروا يجيبوا البذور من هولندا بسبب عدم توفرها في تونس.
بيتزرع الزعفران في أرض خفيفة غير طينية، وبيزهر مرة واحدة في السنة، وبتفتح زهوره البنفسجية في الساعات الأولى من الفجر، ولازم تتقطف في أول ساعات الصبح قبل ما تبدأ تدبل، بعد القطف بيتاخد من الزهرة تلات شعيرات بس ويدخلوا مرحلة التجفيف.
أثناء التجفيف، بتخسر شعيرات الزعفران حوالي 80 في المية من حجمها، وبتتحول لمسحوق من التوابل، اللي بيتم استخدامها في الوصفات التجميلية والطبية وفي تحضير الأكلات العربية وأكلات أفخم المطاعم في العالم.