توترات الشرق الأوسط: مفاوضات وقف إطلاق النار إلى أين؟

بدا للجميع أن من شأن وقف إطلاق النار أن ينهي الحرب الأكثر دموية على الإطلاق بين إسرائيل والفلسطينيين، في صراع أدى إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط وأثار احتجاجات في أنحاء العالم، ولكن يبدو أن إسرائيل لا تود وقف إطلاق النار، فمنذ يومين أو أكثر صرح وسطاء أميركيون وعرب بأنهم على وشك التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم حماس منذ هجوم 7 أكتوبر، لكن المفاوضات المستمرة منذ أشهر تخللتها لحظات أمل كاذب، ولكن يبدو أنه أمل كاذب بناءًا على ما أعلنته وسائل إعلامية إسرائيلية منذ ساعات عن تعرقل المفاوضات، فمثلًا هيئة البث الإسرائيلية أشارت عن مصدر: “نتنياهو يواصل إدخال عقبات إلى غرفة المفاوضات خاصة بشأن قضية محور فيلادلفيا” ولكن ما الأزمة في محور فيلادلفيا؟ وهل هو وحده الذي يهدد أم نتساريم أيضًا؟

لماذا نتساريم وفيلادلفيا؟

تهدد مطالبة إسرائيل بالسيطرة الدائمة على محورين إستراتيجيين في غزة، وهو المطلب الذي ترفضه حركة حماس، بانهيار محادثات وقف إطلاق النار الساعية إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 10 أشهر، وتحرير عشرات الرهائن، ومنع اندلاع صراع أوسع نطاقًا، ولكن لماذا “نتساريم وفيلادلفيا بالتحديد؟ الأول يفصل بين شمال غزة وجنوبها، والثاني على طول الحدود بين مصر وغزة، لذا، إذا تم السماح بالسيطرة عليهم ضمن مفاوضات إطلاق النار قد تكون هذه نهاية المقاومة الفلسطينية، نظرًا لأنها تفصلها جغرافيًا عن كل ما يمد لها يد العون، ولكن هذه حجة تستغلها إسرائيل علمًا برفض حماس لها من قبل أن تعرضها لتمد فترة المفاوضات أطول مدة ممكنة أو لتحقق ما تريده من فكرة المفاوضات خروجها دون أي نتيجة، ولكن لماذا بالتحديد المحورين وحدهم فقط؟ ربما هذا يجيبه فكرة الموقع الجغرافي والمساحة على الأرض للاثنين.

العقدة في المنشار

العقدة في المنشار، هكذا تلعب إسرائيل على طاولة المفاوضات، تضع العقدة في منشار المحورين وهنا أبرز ما يمكن قوله عن أهمية المحورين.

محور صلاح الدين (ممر فيلادلفيا) عبارة عن شريط ضيق، يبلغ عرض بعض أجزائه حوالي 100 متر، ويبلغ طوله 14 كيلومترًا. ويشمل معبر رفح، الذي كان حتى شهر مايو الماضي منفذ غزة الوحيد إلى العالم الخارجي، غير الخاضع لسيطرة إسرائيل.

وتقول إسرائيل إن حماس استخدمت شبكة واسعة من الأنفاق تحت الحدود لإدخال الأسلحة، ما سمح لها ببناء الآلة العسكرية التي مكنتها من شن هجوم 7 أكتوبر، الذي أدى إلى اندلاع الحرب. ويصرح الجيش المصري إنه عثر على عشرات الأنفاق ودمرها منذ سيطرته على المحور في مايو.

وترفض مصر هذه الاتهامات، قائلة إنها دمرت مئات الأنفاق على جانبها من الحدود قبل سنوات، وأنشأت منطقة عسكرية عازلة خاصة بها لمنع التهريب.

أما “ممر نتساريم” فيبلغ طوله حوالي 6 كيلومترات من الحدود الإسرائيلية إلى الساحل جنوب مدينة غزة مباشرة، وبذلك يفصل أكبر منطقة حضرية في القطاع وباقي الشمال عن جنوبه.

طالبت حماس بالسماح لمئات الآلاف من الفلسطينيين الفارين من الشمال بالعودة إلى ديارهم. ووافقت إسرائيل على عودتهم، لكنها تريد تفتيشهم بحثا عن أسلحة، ولكن من النازح الذي يستطيع حمل الأسلحة؟ النازح الذي قارب على العشرة شهور يكرر نزوحه لأكثر من 4 أو خمسة مرات.

آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: تطورات وقف إطلاق النار: بين مؤتمر المفاوضات وتأخر الرد الإيراني

تعليقات
Loading...