تنادي لحلول مناخية وتدفع إسرائيل لارتكاب كارثة بيئية .. فتلك قضية وتلك قضية

“ينقذ في سلاحف بحرية .. يقتل حيوانات بشرية .. تلك قضية وتلك قضية”

في المشهد الأول يدور حول آلاف الأشخاص في مختلف المدن الغربية يتظاهرون للمطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، والمشهد التاني داخل حكومات بعضهم وهم في حالة من الشجب والاستنكار حول عدم تحقيق هدف خفض مستوى انبعاثات الغازات الدفيئة.

وعلى الجانب الآخر ومن سخرية القدر معظم هذه الدول على رأس قائمة مصدري الأسلحة إلى إسرائيل، وتشمل هذه الأسلحة تلك المضادة للدبابات، والذخيرة، والسفن الحربية، ومحركات الدبابات، فعن أي أهداف مناخية تحكي عنها هذه الدول وهي تدعم وتنحاز لإسرائيل انحياز تام ومطلق في حربها على غزة؟ الحرب التي تسبب حاليًا كارثة بيئية.

الأشهر الأولى من الحرب خلفت كميات من الغازات المسببة للاحتباس الحراري أكثر مما تنتجه 20 دولة معرضة لخطر التغير المناخي خلال عام واحد، وبحسب الدراسة الأولى من نوعها التي أجراها باحثون في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، فإن 99٪ من أصل281 ألف طن متر من ثاني أكسيد الكربون قد بعثت في أول 60 يومًا بعد السابع من أكتوبر، نتيجة القصف الجوي الإسرائيلي والغزو البري لغزة.

فأكبر تحد تواجهه المؤسسات الدولية، يتمثل في الخطر البيئي للجيش الذي عادة ما يكون مسؤولًا عما يقارب 5.5 % من انبعاثات الغازات الدفيئة على مستوى العالم سنويًا، إذ تعد البصمة الكربونية العسكرية العالمية رابع أكبر مسبب للانبعاثات.

ففي الوقت الذي يكافح فيه العالم لخفض الانبعاثات وتوفير بيئة آمنة ونظيفة وصحية ومستدامة، تتبع إسرائيل -بدعم من دول- سياسة “الأرض المحروقة” على قطاع غزة وتدمير كل فرص الحياة فيها، فما يفعلوه لم يتعارض فقط مع أهداف اتفاق الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغير المناخ واتفاق باريس، بل يجر العالم نحو كارثة مناخية تشجب منها الدول المنقذة للسلاحف البحرية والمنادية بخفض الانبعاثات الآن.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءالرواية الأخرى لـ”كل العيون على رفح”: هل كانت كافية لنقل المعاناة؟ة:

تعليقات
Loading...