122 يوم عطلة للموظفين سنويا: ما تكلفة يوم الإجازة على الاقتصاد المصري؟
بينما ينظر كثيرون إلى الإجازات الرسمية كحق مشروع واستراحة ضرورية تعيد شحن طاقات الموظفين، يزداد القلق في أوساط اقتصادية وبرلمانية من أن يتحول هذا “الحق” إلى ثغرة تُنزف من خلالها فرص الإنتاج والنمو، لذلك ظهر مقترحا برلمانيا بشأن تقليص عدد أيام الإجازات الرسمية في مصر.
هل يمكن لاقتصاد يسعى جاهدًا للخروج من أزماته وتحقيق قفزات تنموية أن يتحمل عبء 122 يومًا بلا عمل سنويًا؟
هذه الأسئلة تثار في ظل الحديث عن تقليص عدد أيام الإجازات الرسمية في مصر، حيث يعبر العديد عن قلقهم من التأثير السلبي الذي قد يحدثه هذا العدد الكبير من الأيام على الإنتاجية الاقتصادية.
مقترح برلماني تقدمت به النائبة آمال عبد الحميد لإعادة النظر في عدد الإجازات الرسمية أشعل جدلًا واسعًا بين من يرى في القرار خطوة نحو ضبط الأداء الاقتصادي، ومن يخشى أن يطال حقوق العاملين.
ما حجم الخسائر المحتملة ليوم إجازة واحد؟ وهل آن الأوان لإعادة تقييم خريطة الإجازات في مصر؟
لا تفوّت قراءة: رقم قومي موحد لكل عقار في مصر.. هل تفرض الدولة رسوما جديدة على المواطنين؟
مقترح تقليص الإجازات في مصر.. هل يحصل الموظف على راحة أكثر من اللازم؟
اقترحت النائبة البرلمانية آمال عبدالحميد تقليص عدد الإجازات الرسمية في مصر، مما أثار جدلاً في الأوساط الاقتصادية والبرلمانية.
وأشارت إلى أن الموظف المصري يحصل على 104 أيام راحة أسبوعية سنويًا، بواقع يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع.
إضافة إلى ذلك، هناك 18 يومًا من الإجازات الرسمية المرتبطة بالأعياد والمناسبات القومية، ليصبح إجمالي الإجازات 122 يومًا سنويًا، أي ما يعادل تقريبًا ثلث العام.
ولإثبات وجهة نظرها، استشهدت النائبة بشهر أبريل الماضي، الذي شهد 12 يومًا من الإجازات الرسمية، وإلى جانب العطلات الأسبوعية، مما جعل عدد الإجازات في أبريل ومايو يصل إلى 17 يومًا.
ويُذكر أن يوم 30 أبريل أُضيف كعطلة طارئة بسبب العاصفة الترابية، ما ساهم في زيادة عدد أيام الراحة.
وترى النائبة آمال عبدالحميد أن معدل الإجازات في مصر هو الأعلى في المنطقة مقارنة بالمستوى العالمي.
وأضافت أن بعض الدول العربية بدأت تمنح امتيازات بديلة بدلاً من كثرة الإجازات، فهل تعتقد أن تقليص الإجازات يمكن أن يرفع من إنتاجية الموظفين في مصر؟
الإجازات الرسمية في مصر.. خسائر بـ2 مليار دولار سنويًا!
حذّرت النائبة آمال عبدالحميد، عضو لجنة الخطة والموازنة في مجلس النواب، من التأثير الاقتصادي السلبي لكثرة الإجازات الرسمية في البلاد.
وأوضحت أن مصر تخسر نحو 150 مليون دولار يوميًا بسبب تأخر إجراءات الإفراج الجمركي عن البضائع.
وترتبط هذه الخسائر بكثرة العطلات، حيث بلغ عدد أيام الإجازات الرسمية في مصر بالعام الماضي 128 يومًا، منها 9 أيام فقط خُصصت لعيد الأضحى المبارك.
وأضافت النائبة أن هذا التأخير الجمركي لا يؤثر فقط على سلاسل التوريد، بل يتسبب أيضًا في أضرار مباشرة للمستثمرين والمستهلكين على حد سواء.
ووفقًا لتقديراتها، فإن هذه العوامل مجتمعة تؤدي إلى خسائر اقتصادية تصل إلى 2 مليار دولار سنويًا. ما يثير تساؤلات حول ضرورة إعادة النظر في جدول الإجازات لضمان الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي.
وزير الاستثمار: إجراءات عاجلة لتقليص تأثير الإجازات على الإفراج الجمركي
المهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، تحدث في وقت سابق عن تأثير عدد أيام الإجازات الرسمية في مصر على إجراءات الإفراج الجمركي.
وأشار إلى أن عدد الإجازات في مصر كان له تأثير سلبي، كما وضحت النائبة آمال عبدالحميد بالأرقام، مما تسبب في تأخير عملية الإفراج الجمركي.
وقال الخطيب إن الحكومة اتخذت خطوات عاجلة لتقليص زمن الإفراج الجمركي، بما في ذلك إلغاء الإجازات المتعلقة بالإفراج الجمركي منذ 6 ديسمبر الماضي.
كما جرى تشكيل لجنة من 27 جهة مسؤولة عن الإفراج الجمركي، بهدف تنسيق الجهود وتسريع الإجراءات. وأوضح الوزير أن هذه الخطوات تهدف إلى تحسين تنافسية مصر في مجال التجارة الدولية.
وفي إشارة إلى الوضع السابق، قال الخطيب إن متوسط فترة الإفراج كان يتراوح بين 14 إلى 16 يومًا بسبب الإجازات، وهو ما وصفه بأنه غير موجود في أي مكان بالعالم.
لا تفوّت قراءة: قانون الإيجار القديم.. كيف تُحسب زيادة الإيجار ومتى يحق للمالك طرد المستأجر؟
تكلفة يوم الإجازة في مصر.. 25 مليار جنيه خسائر اقتصادية

في تصريحات سابقة، كشف الدكتور فخري الفقي، الخبير الاقتصادي، عن تكلفة يوم الإجازة في مصر. وأوضح أن يوم الإجازة الواحد يكلف الاقتصاد المصري 25 مليار جنيه.
وأشار إلى أن الإنتاج المحلي المستهدف سنويًا يصل إلى 4.5 تريليون جنيه مصري، وبناءً على هذا الرقم، جرى حساب خسارة يوم الإجازة استنادًا إلى نسبة الإنتاج المفقود.
تعتبر هذه الأرقام مؤشرًا على التأثير الكبير للإجازات على الاقتصاد الوطني، ما يعزز الدعوات لإعادة النظر في تنظيم الإجازات الرسمية لمواكبة التحديات الاقتصادية الراهنة.
أزمة الموانئ في مصر بسبب الإجازات: غرامات تصل إلى 1500 دولار للحاوية
في تصريحات سابقة لمصادر في قطاع الصناعة، جرى الإشارة إلى تأثير الإجازات الطويلة على الموانئ المصرية.
وأوضح المصدر أن الواردات من الخامات الخاصة بالمصانع تتراكم في الموانئ، ما يؤدي إلى غرامات يومية على كل حاوية.
وتُفرض غرامة قدرها 150 دولارًا يوميًا على كل حاوية، وهو ما يعني أن الغرامة قد تصل إلى 1500 دولار بعد 10 أيام.
وتعتبر هذه الغرامات عبئًا إضافيًا على المصانع التي تنتظر وصول الخامات اللازمة للإنتاج، ما يؤثر سلبًا على إنتاجيتها.
وتستمر الآلاف من الحاويات المتراكمة في الموانئ، مما يشكل تحديًا كبيرًا أمام الصناعة المصرية، ويعكس حجم الضرر الناجم عن الإجازات الطويلة في الفترة الماضية.