12 يوماً هزّت الشرق الأوسط: تسلسل زمني للحرب بين إيران وإسرائيل
في لحظة هدنة نادرة، خفّت أصوات الصواريخ وهدأت السماء المشتعلة. عند السابعة صباحًا، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيّز التنفيذ، بوساطة أمريكية عاجلة قادها الرئيس دونالد ترامب، في هدنة مؤقتة تمتد لـ12 ساعة، تمهيدًا لإعلان نهاية الحرب رسميًا خلال 24 ساعة.
لكن ما لا تُظهره صور الهدوء هو حجم اللهيب الذي اجتاح المنطقة على مدى 12 يومًا غير مسبوقة.
من غارة مفاجئة أشعلت شرارة التصعيد في 13 يونيو، إلى رسائل صاروخية عبر الأجواء الإقليمية، وانفجارات هزّت العواصم، وتحرّكات دولية حبس فيها العالم أنفاسه، شهد الشرق الأوسط تصعيدًا كاد أن يجرّه إلى حافة حرب شاملة.
نأخذك في تسلسل زمني دقيق لأبرز محطات هذه الحرب القصيرة والخطيرة… 12 يومًا غيّرت قواعد الاشتباك، وخلطت أوراق اللاعبين في واحدة من أخطر جولات الصراع بين طهران وتل أبيب.
لا تفوّت قراءة: الجيش الإيراني أم الإسرائيلي؟ مقارنة القدرات الجوية والبرية والنووية بين إسرائيل وإيران
13 يونيو 2025.. “الأسد الصاعد” أولى ضربات إسرائيل على البرنامج النووي الإيراني
فجر الجمعة 13 يونيو، بدأت إسرائيل عملية عسكرية واسعة استهدفت البرنامج النووي الإيراني، ضمن حملة جوية مفاجئة أُطلق عليها اسم “الأسد الصاعد”.
جاءت الضربة الأولى باستخدام أكثر من 200 طائرة مقاتلة، استهدفت منشآت نووية ومراكز قيادة عسكرية حساسة داخل إيران.
وشملت الهجمات منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، بالإضافة إلى مواقع مرتبطة ببرامج إيران النووية والصاروخية.
وبحسب ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن العملية استهدفت أيضًا كبار العلماء النوويين الإيرانيين.
وقد أكدت طهران مقتل 78 شخصًا وإصابة عشرات آخرين في اليوم الأول من العدوان الإسرائيلي.
ومن بين القتلى نحو 10 إلى 16 علماء نوويين بارزين، أبرزهم عبد الحميد مينوشهر وأحمد رضا ذو الفقاري وأمير حسين فقهي.
كما تضمنت القائمة محمد مهدي طهرانجي، وفريدون عباسي، بالإضافة إلى العالم المطلبي زاده. وتُعد هذه العملية أكبر ضربة تُوجّه إلى البنية التحتية العسكرية والعلمية في إيران منذ سنوات.
لا تفوّت قراءة: ماذا نعرف عن القدرات النووية لطهران؟ الضربات الإسرائيلية تُشعل منشآت إيران النووية
14 يونيو.. جاء الرد الإيراني في “عملية الوعد الصادق 3” أكبر هجوم مباشر ضد إسرائيل
مساء السبت 14 يونيو، أطلقت إيران هجومًا عسكريًا واسعًا على إسرائيل باستخدام حوالي 800 طائرة مسيّرة وصاروخ كروز.
أطلقت العملية تحت اسم “الوعد الصادق 3″، في أكبر ضربة هجومية تنفذها طهران ضد أهداف داخل إسرائيل.
استهدفت الصواريخ عشرات المواقع الحيوية، منها قواعد جوية ومراكز عسكرية موزعة في مختلف أنحاء البلاد.
ووفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية، طالت الضربات تسع مناطق داخل إسرائيل بصواريخ باليستية ومسيّرات عالية الدقة. وأسفرت الهجمات عن 3 قتلى و90 مصابًا، وأضرار كبيرة في البنية التحتية العسكرية.
وصرّح مسؤول إيراني لوكالة رويترز بأن “العدو الصهيوني سيدفع ثمنًا باهظًا، ولن يكون هناك مكان آمن في إسرائيل”.
في المقابل، استهدفت إسرائيل مواقع استراتيجية في إيران، أبرزها حقل “بارس الجنوبي”، أكبر حقل غاز في العالم. كما تضرر مصنع فجر جم للغاز نتيجة الغارات، ما أحدث خسائر صناعية كبيرة في البنية التحتية الإيرانية.
وفي اليوم التالي، قُتل 60 شخصًا إثر إصابة صاروخ إسرائيلي مبنى سكنيًا في طهران مكوّن من 14 طابقًا. وأكدت طهران أن من بين القتلى 29 طفلًا، مما رفع حدة التصعيد والغضب الشعبي في الشارع الإيراني.

15 يونيو.. الحرب تشتعل تصعيد غير مسبوق بين إيران وإسرائيل
في صباح الأحد 15 يونيو، سُمعت انفجارات عنيفة تهزّ العاصمة الإيرانية طهران، مع استمرار الضربات الإسرائيلية على أهداف حيوية.
استهدفت الغارات الإسرائيلية مبانٍ حكومية بارزة، من بينها وزارة الخارجية ووزارة الاستخبارات الإيرانية في قلب طهران.
في المقابل، ردّت إيران بإطلاق مئات الطائرات المسيّرة والصواريخ باتجاه الداخل الإسرائيلي، مستهدفة منشآت استراتيجية.
ألحقت الضربات الإيرانية أضرارًا كبيرة بـمصفاة نفط قرب حيفا، تُعد من الأكبر في إسرائيل، إضافة إلى معهد وايزمان للأبحاث.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية عن مقتل 13 شخصًا نتيجة الضربات، وإصابة أكثر من 250 آخرين، بينهم عدد من الأطفال.
كما استهدفت إيران مقر القيادة العسكرية في الكريّة، والذي تعرض لضربة مباشرة بصاروخ باليستي بعيد المدى. وامتدت الضربات لتشمل قاعدة نيفاتيم الجوية قرب تل أبيب، وهي من أهم القواعد الاستراتيجية في البلاد.
كما طالت الهجمات مناطق حساسة في ميناء حيفا، من بينها مصنع الأمونيا ومحطة رئيسية لتوليد الكهرباء.
لا تفوّت قراءة: من القاهرة إلى العلمين في دقائق! تعرّف على أسعار الطائرات الخاصة والهليكوبتر
ماذا حدث في 16 يونيو؟ إسرائيل تضرب الإعلام والبنية النووية الإيرانية
في 16 يونيو، قصفت إسرائيل مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني، مستهدفة رموزًا إعلامية وأمنية في قلب العاصمة طهران.
كما ضربت غارات جوية مركز قيادة لوحدة عسكرية نخبوية، في تصعيد واضح ضد مراكز التأثير والسيطرة داخل النظام الإيراني.
وفي نفس اليوم، أعلنت إسرائيل عن تدمير طائرات F-14 إيرانية داخل مطار طهران الدولي، في ضربة جوية مركّزة.
ومن جانب آخر، كشف مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي عن تدمير أو تعطيل 15,000 جهاز طرد مركزي في نطنز.
وأشار إلى أن الغارة الإسرائيلية تسببت بانقطاع الكهرباء الكامل عن منشأة نطنز النووية، مما أدى إلى شلل شبه تام للمنشأة.
وفي غضون ساعات، شهدت طهران ازدحامًا مروريًا غير مسبوق، حيث حاول آلاف السكان مغادرة المدينة فورًا.
وجاء ذلك بعد منشور تحذيري نشره الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قائلاً: “لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي… على الجميع إخلاء طهران فوراً!”

لا تفوّت قراءة: حقائب تعزز إطلالتك الصيفية.. تعرفي على أبرز العلامات التجارية المحلية وأسعارها
هل فشلت القبة الحديدية؟ تصعيد خطير في حرب 17 يونيو
في 17 يونيو، واصلت إسرائيل قصفها لمواقع متعددة داخل إيران، مستهدفة منشآت عسكرية ومراكز تصنيع صواريخ استراتيجية.
بالمقابل، نجحت بعض الصواريخ الإيرانية في اختراق منظومة “القبة الحديدية” الدفاعية، ما تسبب في حالة ارتباك غير مسبوقة داخل إسرائيل.
وأفادت تقارير إعلامية أن النظام الدفاعي الإسرائيلي أسقط صواريخ بالخطأ داخل أراضيه، في مشهد اعتُبر “ضربًا للنفس”.
وكشفت صور أقمار صناعية من “ماكسار تكنولوجيز” أضرارًا كبيرة في منشآت عسكرية إيرانية، خصوصًا منشأة الصواريخ في تبريز.
وأثار هذا التصعيد مخاوف دولية متزايدة من احتمال تدخل أمريكي مباشر في الحرب المتصاعدة بين إيران وإسرائيل.
ما حصيلة الضحايا في 18 يونيو؟ الحرب تحصد أرواح المئات في يوم واحد
في 18 يونيو، دخلت الحرب الجوية بين إسرائيل وإيران مرحلة جديدة من التصعيد العنيف وسقوط الأعداد الأكبر من الضحايا.
أفادت وسائل الإعلام الرسمية في طهران بمقتل أكثر من 220 إيرانيًا، وإصابة ما لا يقل عن 1,200 آخرين خلال القصف الإسرائيلي.
في المقابل، أعلنت تل أبيب مقتل 24 إسرائيليًا جراء الضربات الصاروخية الدقيقة التي أطلقتها إيران على عدة مدن ومواقع حيوية.
وتُعد هذه الحصيلة هي الأعلى منذ بداية التصعيد بين الجانبين، ما يعكس حجم الدمار وشراسة المعارك الجوية المتبادلة.
كيف تطوّر المشهد في 19 يونيو؟ صواريخ “سجيل” وحصيلة متزايدة للضحايا
في 19 يونيو 2025، أطلقت إيران دفعة جديدة من صواريخ “سجيل” الباليستية باتجاه أهداف استراتيجية داخل الأراضي الإسرائيلية.
واعتبرت هذه الضربة تصعيدًا جديدًا في وتيرة الحرب، نظراً لقدرات هذه الصواريخ بعيدة المدى والدقيقة التوجيه.
بالتزامن، أعلنت وكالة “هرانا” الحقوقية عن إجمالي حصيلة القتلى في إيران منذ بدء الحرب الدامية.
وبلغ عدد الضحايا في إيران 585 قتيلاً، من بينهم ما لا يقل عن 239 مدنيًا، وسط قلق دولي متزايد.

لا تفوّت قراءة: دليلك لفهم قانون الإيجار القديم.. 9 أسئلة تشرح التعديلات الجديدة
21 يونيو.. واشنطن تتدخل عسكريا وتقصف مواقع نووية في إيران
في 21 يونيو، دخلت الولايات المتحدة رسميًا على خط الحرب، معلنة تنفيذ ضربات جوية على مواقع نووية داخل إيران.
جاء الإعلان عبر منشور للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على منصة “تروث سوشيال”، مشيرًا إلى “نجاح بالغ في المهمة”.
وأكد ترامب استهداف ثلاثة مواقع نووية رئيسية: فوردو، نطنز، وأصفهان، مشددًا على انسحاب الطائرات بأمان من المجال الجوي الإيراني.
وكتب في منشوره: “لا توجد قوة أخرى قادرة على تنفيذ هذا العمل… الآن هو وقت السلام، شكرًا لاهتمامكم.”
في ذات اليوم، كشفت التقارير عن مقتل 17 عالمًا نوويًا إيرانيًا خلال الضربات الأخيرة، من نخبة العقول العلمية الإيرانية.
ويُعد هذا التدخل الأمريكي تصعيدًا مفصليًا في الصراع، مع احتمالات مفتوحة لانزلاق المنطقة نحو مواجهة أوسع.
لا تفوّت قراءة: 7 مطاعم في مصر تتألق في قائمة أفضل 50 مطعماً بالشرق الأوسط 2025.. هل جرّبتها؟
22 يونيو.. إيران تلوح بغلق مضيق هرمز
في 22 يونيو 2025، أعلن عضو بلجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني أن الحرس الثوري مستعد لإغلاق مضيق هرمز إذا لزم الأمر.
جاء ذلك بعد ساعات من قصف أميركي جديد استهدف ثلاث منشآت نووية داخل إيران، ضمن تدخل مباشر متواصل في الحرب.
في المقابل، ردّت طهران بإطلاق دفعتين صاروخيتين جديدتين، في تصعيد صاروخي لافت عقب الضربات الأميركية.
وذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن الهجوم الإيراني شمل نحو 30 صاروخًا، استهدفت مواقع إسرائيلية حيوية.
من جهته، حذّر نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، قائلًا: “تعطيل الملاحة في المضيق سيكون انتحارًا بالنسبة لإيران”.
ويُعد مضيق هرمز شريانًا حيويًا لتصدير النفط العالمي، مما يرفع من خطورة التهديد الإيراني على الأمن الاقتصادي الدولي.
لا تفوّت قراءة: إيران ترفع الراية الحمراء “علم الثأر” بعد الهجوم الإسرائيلي.. ما الذي كُتب عليها؟
23 يونيو.. إيران تستهدف القواعد الأميركية بقطر
في 23 يونيو، أطلقت إيران عملية “بشائر الفتح”، معلنة استهدافها المباشر للقاعدة الأميركية في قطر، ردًا على القصف الأميركي لمنشآتها النووية.
جاء التصعيد بعد دخول واشنطن رسميًا على خط الحرب، دعماً لإسرائيل، عبر ضرب ثلاث منشآت نووية إيرانية خلال الأيام الماضية.
استهدفت إيران قاعدة العديد الجوية في قطر بصواريخ باليستية، بالإضافة إلى قاعدة أميركية في العراق بصاروخ دقيق التوجيه.
وعلى الفور، أطلقت صافرات الإنذار في الكويت، والسعودية، والبحرين، وسوريا تحسبًا لهجمات إيرانية محتملة على مصالح أميركية في المنطقة.
وأكدت مصادر عسكرية أن إيران أطلقت 10 صواريخ باتجاه قطر وصاروخًا نحو العراق، ما يشير إلى اتساع رقعة الصراع الإقليمي.
وتُعد هذه المرة الأولى التي تضرب فيها إيران قواعد أميركية بشكل مباشر منذ بدء الحرب، ما يهدد بمواجهة إقليمية أوسع.

لا تفوّت قراءة: شيكولاتة دبي الجديدة بنكهة المانجو “Time to Mango”.. هل تتفوق على جنون الفستق؟
24 يونيو.. هل انتهت الحرب بين إيران وإسرائيل؟ وقف إطلاق نار وتفاؤل حذر
في 24 يونيو، دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بعد 12 يومًا من التصعيد بين إيران وإسرائيل، بوساطة مباشرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
أعلنت الحكومة الإسرائيلية موافقتها على المقترح الأميركي، بينما أكدت وسائل إعلام إيرانية أن “الدفعة الأخيرة من الصواريخ” أُطلقت قبل دخول التهدئة حيّز التنفيذ.
وفي منشور على منصة “تروث سوشيال”، قال ترامب: “لم يُصب أي أميركي بأذى… نأمل أن يتلاشى الشعور بالكراهية ونمضي نحو السلام.”
وأكد ترامب أن إيران أخطرت واشنطن مسبقًا قبل ضرب قاعدة عسكرية أميركية في قطر، مما ساعد على تجنّب وقوع خسائر بشرية.
وأضاف: “سأشجع إسرائيل على أن تفعل الشيء ذاته وتمضي نحو السلام والوئام”.
ومن جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي أن نظام الدفاع الجوي اعترض 99٪ من الطائرات الإيرانية المسيرة منذ بدء النزاع.
وأوضح المتحدث العسكري أن إسرائيل أسقطت أكثر من 470 طائرة هجومية مسيرة من أصل 1000 أطلقتها إيران خلال الحرب.