مقترح ترامب لتهجير الفلسطينيين لمصر والأردن: كيف جاءت أبرز ردود الفعل العربية؟
استحوذ مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بترحيل سكان قطاع غزة إلى دول الجوار، مصر والأردن، على اهتمام سياسي واسع وأثار موجة من الجدل في المنطقة.
وجاءت هذه الفكرة المثيرة للجدل بعد أسبوع فقط من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية، حيث طرح ترامب رؤيته لما أسماه “تطهير غزة” كجزء من مساعيه المزعومة لإحلال السلام في الشرق الأوسط.
وبينما قوبل المقترح بترحيب كبير من اليمين الإسرائيلي المتطرف، تصدّت له الدول العربية، وفي مقدمتها مصر والأردن، برفض قاطع، معتبرةً أنه محاولة لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الشعوب والأنظمة المجاورة.
لا تفوّت قراءة: هددت صفقة تبادل الأسرى بالانهيار: كيف حلت أزمة الإسرائيلية أربيل يهود؟
ماذا جاء في مقترح ترامب عن تهجير الفلسطينيين؟
تطهير المنطقة برمتها
صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال حديثه مع الصحفيين على متن طائرة طائرة “إير فورس وان” الرئاسية، عن خطته المثيرة للجدل التي وصفها بـ”تطهير المنطقة”.
وأشار إلى أنه يتحدث عن تهجير مليون ونصف مليون فلسطيني من غزة، قائلاً إن القطاع “مكان مدمر”، وإن هذه الخطوة قد تكون “مؤقتة أو طويلة الأجل”.
مكالمة مع العاهل الأردني
أوضح ترامب أنه تواصل هاتفيًا مع العاهل الأردني، طالبًا منه استقبال المزيد من الفلسطينيين.
وقال: “أخبرته بأنني أحب أن تتولى المزيد، لأن الوضع في قطاع غزة يمثل فوضى حقيقية”.
وأضاف أن هذه الخطوة تهدف للتعامل مع الأزمة الإنسانية في المنطقة.
وضع غزة الحالي
وصف ترامب غزة بأنها “في حالة من الهدم”، مشيرًا إلى أن “كل شيء تقريبًا قد تم تدميره”، مما تسبب في وفاة العديد من السكان.
وأعرب عن اعتقاده بأن نقل الفلسطينيين إلى موقع آخر وبناء مساكن جديدة قد يتيح لهم العيش بسلام.
رؤية مستقبلية للتهجير
واقترح ترامب التعاون مع الدول العربية لتنفيذ خطته، قائلاً: “أفضل التعاون مع دول عربية لبناء مساكن في موقع جديد”.
واعتبر أن هذا الحل قد يمنح الفلسطينيين فرصة للعيش بأمان واستقرار بعيدًا عن الصراعات الحالية.
تدفق آلاف الفلسطينيين نحو الشمال: رسالة تحدٍ وإصرار على العودة
إصرار على العودة
في رد عملي على مقترحات التهجير، تدفق آلاف المواطنين الفلسطينيين سيرًا على الأقدام من جنوب قطاع غزة نحو المناطق الشمالية المدمرة، وذلك بعد الإعلان عن فتح شارع الرشيد غربي مدينة غزة.
وقطع المواطنون مسافات تتجاوز 6 كيلومترات سيرًا، في مشهد تاريخي يعكس إصرارهم على العودة إلى ديارهم.
مشهد مؤثر وعاطفي
ووثق الفلسطينيون هذه اللحظة التاريخية التي حملت الكثير من الأمل والإصرار على الصمود.
العائدون حملوا معهم الأغطية والوسائد و”الشوادر” لإقامة الخيام على أنقاض منازلهم المدمرة، إلى جانب زجاجات المياه وأنابيب الغاز، في ظل غياب مقومات الحياة الأساسية في شمال القطاع.
لم شمل العائلات
شهد الشارع لحظات مؤثرة حين التقت العائلات التي فرقتها الحرب لمدة تزيد عن 15 شهرًا.
واختلطت دموع الفرح مع دموع الاشتياق في مشهد يعكس تلاحم الشعب الفلسطيني ورفضه للتهجير.
حلول لوجستية وتحركات جديدة
وفي تطور متزامن، بدأت المركبات بالدخول عبر محور نتساريم من خلال شارع صلاح الدين بعد خضوعها للتفتيش الإلكتروني.
ويأتي ذلك تنفيذًا لبند من بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه، بعد حل بعض المشكلات اللوجستية عبر جهود الوسطاء.
حقوق غير قابلة للتصرف: الموقف المصري من مقترح ترامب
التأكيد على دعم الشعب الفلسطيني
أكدت وزارة الخارجية المصرية، في بيان رسمي، تمسك مصر بدعم الشعب الفلسطيني وصموده على أرضه، وحقه في وطنه وأرضه.
وشددت الوزارة على رفضها القاطع لأي محاولات للمساس بهذه الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف.
وسبق أن حذّر مرارا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من أن التهجير سيكون هدفه “تصفية القضية الفلسطينية”.
ويعتبر السيسي هذا الأمر “خطا أحمر” من شأنه أن يهدّد الأمن القومي المصري.
رفض التهجير والاستيطان
وأوضحت الخارجية المصرية أن أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، سواء مؤقتة أو طويلة الأجل، تشكل انتهاكًا صارخًا لحقوقهم.
وأكدت رفض مصر التام لممارسات الاستيطان، وضم الأراضي، أو أي خطوات تهدف إلى اقتلاع الفلسطينيين من وطنهم.
تحذير من تداعيات الخطة
وشدد البيان على أن مثل هذه المقترحات تهدد الاستقرار الإقليمي، وقد تؤدي إلى تصعيد الصراع وامتداده في المنطقة. كما أنها تقوض بشكل كبير فرص السلام والتعايش بين شعوب الشرق الأوسط.
الدعوة لحل الدولتين
واختتمت الخارجية المصرية بيانها بدعوة المجتمع الدولي إلى العمل على تنفيذ حل الدولتين.
وشددت على أهمية تحقيق الوحدة بين قطاع غزة والضفة الغربية، بما يشمل القدس الشرقية، استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية وخطوط الرابع من يونيو 1967.
الأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين: رد وزير الخارجية الأردني
رفض قاطع لمقترح التهجير
في أول تعليق رسمي على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين، شدد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي على موقف بلاده الرافض بشكل قاطع لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.
الحل الوحيد لتحقيق السلام
خلال مؤتمر صحفي، قال الصفدي: “نؤكد مجددًا موقفنا الثابت برفض تهجير الفلسطينيين من غزة”.
وأضاف: “الحل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل هو حل الدولتين، الذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967”.
وسبق للأردن الذي يعيش فيه نحو 2,3 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين وفقا للأمم المتحدة، أن أعلن مرارا رفضه أن يكون وطنا بديلا للفلسطينيين.
رسالة واضحة
وأكد الوزير أن القضية الفلسطينية تخص الشعب الفلسطيني وحده، قائلاً: “الأردن لأبنائه، وفلسطين للفلسطينيين”.
وأوضح أن الأردن سيواصل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني على أرضه حتى يتم التوصل إلى حل عادل ومستدام يحقق السلام في المنطقة.
لا تفوّت قراءة: بلا رحمة أو إنسانية: 7 جرائم بشعة هزت الشارع المصري في يناير 2025
حماس ترد على مخطط التهجير: سنقوم بإفشال أي مخطط
أعلن باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، رفض الحركة القاطع لمقترح ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين.
وتوعد بإفشال المخطط قائلاً: “شعبنا، كما أفشل على مدار عقود كل خطط التهجير والوطن البديل، سيُفشِل كذلك مثل هذه المشاريع”.
اتهام بجرائم حرب
وفي بيان رسمي، اعتبرت حماس أن مقترح ترامب يشجع على ارتكاب “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
وأكدت أن هذه الأفكار تتعارض مع حقوق الفلسطينيين المشروعة وتهدد استقرار المنطقة بأكملها.
الرئاسة الفلسطينية ترفض “أي مشاريع لتهجير” سكان غزة
ومن جانبها، أعلنت الرئاسة الفلسطينية أن الرئيس محمود عباس يجري “اتصالات عاجلة” مع قادة الدول العربية والأوروبية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لمواجهة هذا المقترح.
وتهدف هذه التحركات الدبلوماسية إلى تعزيز موقف المجتمع الدولي الرافض لمثل هذه المشاريع التي تهدد الحقوق الفلسطينية.
حركة الجهاد الإسلامي: “تنكر لوجود الشعب الفلسطيني”
أدانت حركة الجهاد الإسلامي تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول ترحيل سكان غزة، ووصفتها بأنها استمرار للتنكر لوجود الشعب الفلسطيني.
وأكدت في بيانها أن “تصريحات ترامب تتسق مع أسوأ أجندة اليمين الصهيوني المتطرف”.
رفض فلسطيني رسمي
أدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة التصريحات، واعتبرها تماهيًا مع مخططات الاحتلال المعلنة للتهجير القسري.
وأكد المكتب أن هذه المواقف تعزز سياسات الإبادة الجماعية التي تستهدف الشعب الفلسطيني.
ألمانيا عن مقترح ترامب: “لا يجب تهجير الفلسطينيين”
تعليقاً على مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن أهالي غزة الذي لاقى ردود فعل واسعة، علقت الخارجية الألمانية على فكرة نقل فلسطينيين من القطاع إلى الأردن أو مصر.
وقالت وزارة الخارجية الألمانية اليوم الإثنين إنه يجب عدم طرد السكان الفلسطينيين من غزة.
ترحيب إسرائيلي بالخطة
وعلى الجانب الآخر، رحب وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، بفكرة تهجير الفلسطينيين من غزة، واصفًا إياها بـ”الفكرة العظيمة”.
ووافقه الرأي وزير الأمن القومي الإسرائيلي السابق إيتمار بن غفير، الذي أيد مبادرة ترامب لنقل السكان إلى دول الجوار.
ردود فعل شخصيات بارزة على مقترح ترامب لتهجير الفلسطينيين
الأخ ترامب عايز يهجر الفلسطينيين لمصر و الاردن …لا حل و لا سلام الا بحل الدولتين .. و حل الدولتين ايضا سيفتح الباب لحكم غزة و الضفة لممثلي الشعب الفلسطيني المنتخب و ينهي انفراد حماس بحكم غزة و يسهل عملية اعادة تعمير غزة و ينهي معاناة سكانها
— Naguib Sawiris (@NaguibSawiris) January 26, 2025
نجيب ساويرس: “لا حل ولا سلام إلا بحل الدولتين”
أعرب رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس عن رفضه الشديد لمقترح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن.
وقال ساويرس عبر حسابه الرسمي على منصة إكس: “الأخ ترامب عايز يهجر الفلسطينيين لمصر والأردن… لا حل ولا سلام إلا بحل الدولتين”.
فوائد حل الدولتين
وأكد ساويرس أن تطبيق حل الدولتين سيحقق استقرارًا سياسيًا واجتماعيًا، قائلاً: “حل الدولتين أيضًا سيفتح الباب لحكم غزة والضفة لممثلي الشعب الفلسطيني المنتخب”.
وشدد على أن هذه الخطوة ستنهي انفراد حماس بحكم غزة، مما يسهل إعادة إعمار القطاع ويضع حدًا لمعاناة سكانه.
دعوة لتحقيق السلام
واختتم ساويرس منشوره بتأكيد أن السلام الدائم في المنطقة لن يتحقق إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة بجانب دولة إسرائيل، في إطار حل الدولتين الذي يحظى بإجماع دولي.
عمرو أديب: الإجابة لأ يا ترامب
وعلق الإعلامي عمرو أديب، خلال برنامجه الحكاية على قناة إم بي سي مصر، على مقترح ترامب لتهجير الفلسطينيين، مشيدًا ببيان الخارجية المصرية، قائلاً: “بيان الخارجية وطني فاخر، يعبر عن قيمة وقوة مصر”.
رفض التهجير بشكل قاطع
وأكد أديب أن موقف مصر واضح وثابت، مضيفًا: “سيناء مصرية، ولن نكون سببًا في تهجير الفلسطينيين… منذ 7 أكتوبر وحتى الآن، مصر تقول: لأ”.
وأشار إلى أن القيادة المصرية رفضت بشكل قاطع هذا المقترح، وجرى إيصال موقفها الرسمي إلى البيت الأبيض، مضيفًا: “ترامب علم موقفنا”.
رد ساخر على ترامب
واختتم أديب حديثه بتعليق ساخر، قائلاً: “الإجابة لأ يا ترامب… حاج أبو حنان.. هنا مصر”.
معاناة سكان غزة
في سياق متصل، أشار إلى المعاناة المستمرة لسكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، مشيرًا إلى تقارير اليونيسف التي تفيد بأن عدد النازحين من القطاع ارتفع إلى 1.9 مليون شخص نتيجة الحروب المستمرة منذ 2023.
حرب إبادة مستمرة
تأتي هذه التصريحات في سياق حرب شنتها إسرائيل بدعم أميركي على غزة منذ أكتوبر 2023 وحتى يناير 2025. وخلّفت الحرب أكثر من 158 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى 14 ألف مفقود.