تخيل لو قابلنا نجوم الغناء العربي.. كنا هنسألهم عن إيه؟
كلنا شغالين في البحث والتدوير إننا نعمل لقاءات صحفية وناخد السبق من أشخاص موجودين معانا على أرض الواقع، بس عمرنا ما فكرنا نسرح ونتخيل لو عملنا لقاء صحفي مع نجوم من الزمن الجميل، وليكن نجوم الغناء العربي من اللي أثروا فينا وكنا من ضمن معجبينهم قبل ما نفكر نكتب عنهم، هيبقوا مين وليه هما بالذات؟ ويا ترى ممكن يخطر على بالنا أسئلة عاملة ازاي مناسبة لوقتنا الحالي؟
عبد الحليم حافظ
وجدت في صوته نسيجًا يشبه القطيفة فهو ليس مجرد نعومة كالحرير بل في نعومته متانة القطيفة، وكنت كلما سمعته ثم راقبته وهو يغني، وجدت أن الصوت لا يخرج من فمه كأغلب المطربين، ولكنه يصعد مباشرة من أعماق قلبه.
توفيق الحكيم
ملحمة غنائية متنقلة، موهبة وذكاء خلت منه أيقونة الغناء في الوطن العربي، شخص ماجاش له شبيه، في حركة إيديه وهو بيغني وعينيه دايمًا المليانة شجن مع كل كلمة حب بيقولها في أغنية، وتسريحة شعره، صدقه خلاه يبقى أيقونة للرومانسية، البنات كانت بتستنى شرايطه علشان تشوف حليم هيقدم معاني الحب ازاي، وهيغني لها إيه.
وزي ما بيتقال “من رحم المعاناة يولد الإبداع” حليم مش بس كان فنان مشهور وله معجبين، على مستوى حياته الشخصية كان عنده ما هو خفي، ومن المعاناة دي كان له آراء ونظرة في الحياة كنت تحب تسمع لها، وده اللي خلاه من أوائل الشخصيات اللي نحب نعمل معاها لقاء وأهم سؤال هيبقى عن الرومانسية “يا ترى يا عندليب شايف شكل التعبير عن الرومانسية ازاي دلوقتي؟ ومن وجهة نظرك مين من نجوم الجيل الحالي واحنا في 2023 قدر يقرب شوية من سكتك؟” ومافيش مانع لو سألناه على الصورة اللي اتاخدت له في الخباثة قبل كده ولحد دلوقتي بتطلع على السوشيال ميديا وهو بيبص فيها للفنانة سعاد حسني وهي بترقص مع شخص تاني، وقدم فيها نظرة بألف معنى على رأي مجلة الكواكب.. عايزين نعرف سر النظرة دي والجمهور دلوقتي حابب يعرف.
أم كلثوم
كوكب الشرق وست الكل، مجلة أمريكية صنفتها ضمن أعظم 200 مطرب على مر التاريخ، لما تتفرج على حفلاتها واندماج الناس اللي جاية من آخر الدنيا وبتقول “عظمة على عظمة يا ست” هتعرف إنها ماكانتش مجرد مطربة، كانت قيمة وقامة على المستوى الفني والسياسي، باحث مصري رصد حوالي 80 قصيدة كتبها شعراء مصريون وعرب في مديح سيدة الغناء العربي.
بيقول الشاعر أحمد رامي في 1924، إن بعد استماعه لقصيدة غنتها، كتب لها قصيدة تانية بيتغزل في القصيدة اللي سمعها عنوانها (إليها) وبيقول في مطلعها: “صوتك هاج الشجو في مسمعي، وأرسل المكنون من أدمعي”.
وبما إن غناءها كان شعر وقصائد لأهم وأكبر الشعراء، لما نحب نقابلها هيبقى عندنا فضول نعرف رأيها في الأنواع المختلفة للغناء اللي ظهرت على الساحة، وده هيبقى محور اللقاء: “رأيك إيه يا ست الكل في مهرجان العبد قال للشيطان، ولا في أغنية البخت لويجز؟”.
فريد الأطرش
أفضل عازف عود عربي، لقب بملك العود، كان صوته وأسلوبه الحزين فريد من نوعه زي اسمه، وكان له عادات مثيرة للاهتمام منها إنه عمره ما كان بيلحن بالنهار، دايمًا كان بياخد عوده في مكان بعيد بعد غروب الشمس ويبدأ في التلحين والدندنة.
ابتكر موضة غريبة، كان بيحب يلبس الحذاء الأبيض على البدلة الكحلي في عز الشتاء، وكان دايمًا مهتم بلبسه وأناقته وله استايل خاص، وأشهر حاجة كانت بتميزه القميص الساتان المشجر والمزخرف، وبالنسبة للقائنا معاه هينقسم لجزئين، ففي الجانب الفني كنا هنسأله: “إيه الأدوات الإلكترونية الحديثة اللي تحب تشتغل بها مع العود؟ ومين مصمم الأزياء اللي تحب تشتغل معاه ويصمم لك هدومك؟”.
وردة
بدأت قصة نجاحها الفني من أغنية (يا مروح على بلادي سلملي عليهم) واختتمت بأغنية (أيام) من يوم يومها وهي بتغني للوطن وبلادها الجزائر، وبسبب الموقف ده صدر بحقها حكم بالإعدام في فرنسا، واضطرت هي وأسرتها للهروب على لبنان، وراحت تنطلق بالأغاني المؤيدة للثورة؛ منها أغنية (جميلة بوحيرد) يعني في حياتها قصص ممكن تتحكي، والجمهور يحب يعرف عنها خصوصًا إن المعلومات عن قضية الإعدام دي مش منتشرة إعلاميًا.
هنسألها: “مين من الملحنين تحبي تشتغلي معاه دلوقتي؟” وده هنخليه مدخل للسؤال عن علاقتها بالموسيقار بليغ حمدي، وقصة الحب اللي جمعت بينهم.
محمد عبد الوهاب
موسيقار الأجيال وواحد من أعلام الموسيقى العربية، اسمه كان مرتبط بالأناشيد الوطنية وواحد من أهم الأركان الموسيقية الخمسة، كان شخصية مثيرة للاهتمام على كل المستويات، لحن لنفسه ولأهم الشعراء والمغنيين العرب، وغير من شكل الموسيقى العربية حتى في وقت التسعينيات لما بدأت الموسيقى الغربية تطغى، فقدر إنه يواجهها ويضيف لهوية الموسيقى العربية.
بس لقاءنا معاه هيبقى مختلف، بعيد عن الفن والموسيقى، محمد عبد الوهاب معروف عنه إنه من أشد المهتمين بالنظافة، واتهم بالوسوسة وخوفه من الفيروسات والأمراض وما أنكرش على نفسه الصفة دي، ومن أطرف المواقف اللي اتروت عن الفنان إنه لما يكون خارج البيت وييضطر لغسل إيده، فكان بيغسل الصابونة بقطعة صابونة تانية معاه.
فكان عندنا فضول نسأله: “لو كنت عاصرت فيروس كورونا 2020، كنت هتتعامل معاه ازاي؟ كنت هتنعزل عن العالم كله؟ وكنت هتستخدم الكحول كام مرة في الدقيقة؟”.
أسئلة كتير ومواضيع ممكن نفتحها مع نجوم الزمن الجميل، لأنهم مش بس كانوا مثقفين على المستوى الفني، لأ دول كانوا على مستوى عالي من الثقافة والإلمام بكل شيء.