تحويل قصص السفاحين لأعمال درامية: بين الرغبة الفنية الملحة والتأثير الاجتماعي

قضايا القتلة المتسلسلين “السفاحين” بتحتل جزء كبير من اهتمامتنا من أول ما يبدأ الناس تداولها وبتبقى هي المحور والحدث الرئيسي لكل مواضيعنا، ولأن القضايا دي بيتوافر فيها عناصر الجريمة وكل الأركان والتشويق اللازم، صناع الدراما والأفلام بيلاقوها قدامهم على طبق من فضة كمادة خصبة لتحويلها لعمل درامي، ومعاها الجمهور بيدخل في دوامة من القيل والقال، هل المفروض نوثق حياتهم ولا ده بيضر المجتمع؟

في فئة من الجمهور بيقلق من فكرة تحويل قصص حياة السفاحين لـ”أعمال درامية” تتعرض على الشاشات والعيلة كلها تشوفها وتنمي الحس الإجرامي عند البعض منهم خصوصًا الأطفال اللي ماعندهمش لسه ثقافة انتقاء المعلومات، وزاد الخوف أكثر مع تصريحات سابقة لسفاح التجمع بيقول فيها أن الطريقة اللي كان بيستخدمها في استدراج الضحايا وطريقة القتل استلهمها من فيلم، فإذا كان السفاح نفسه العمل الفني ساعده على التخيل ومد له الخيط اللي يكمل بيه، الجمهور المستقبل يعمل إيه؟ لأ نقوم عاملين له عمل فني ونخلي السفاح بطل للعمل الدرامي.

حالة ريا وسكينة

لو أخدنا مثال على اللي بنقوله مش هنلاقي أحسن من ريا وسكينة، المسلسل رغم عرضه من أكثر من 15 سنة إلا إنه كل ما بيقدم بيزداد توهج وحالة تعلقه عند الجمهور لحد ما بقت الشخصيات أشبه بالـ”رول مودل”، بنحبها وبنحب إيفهاتها والتركيبة كلها، وده مش تمجيد في الشخصيات على قد ما كانت شطارة صناع العمل الفني، بس الشطارة دي بقت سلاح ذو حدين أنك العمل المفروض تتفرج عليه ممكن تطلع منه بحكم ما بس الخوف أنك تطلع من العمل شبه متعاطف مع السفاح أو القاتل! خصوصًا أن مش بس قضية السفاح اللي بتظهر للصورة في قضايا تانية بتظهر معاه أشد رعبًا زي قضية الدارك ويب اللي كان بينشر عليها سفاح التجمع فيديوهات قتل وتعذيب ضحاياه.

وبغض النظر عن إن البعض شايف إنك لما تقدم أعمال لهم وتبلور قصتهم كده تبقى بتكترهم في المجتمع لأنهم بقى عندهم المرجع اللي ييجوا له خاصًة لو الشخص عنده أفكار شيطانية، ولكن في فئة معترضة على كل الكلام ده لأنها ببساطة تعريفها للفن مختلف، وتكون نظرتها من فكرة “هل هو رسالة ولا متعة، ولا الاتنين؟”

وبالتالي اللي شايف أن تقديم قصص حياة السفاحين زيها زي أي عمل فني بيتم تقديمه لتشبيع شعور نفسي معين عند بعض الناس، هيشوف برضه أن الموضوع كله بيتمحور حسب الطريقة اللي هيتقدم بيها، وده برضه يدخلنا في دائرة عايزين نهرب من المناقشة فيها “هو الفن له حد ولا يقدر يقدم لما لا حدود؟”

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: هل الميمز والكوميكس سبب في إن أفلام تعيش لحد النهارده؟

تعليقات
Loading...