تاريخ الحركة النسوية في مصر: المحاربة لتحرير مصر من الاحتلال البريطاني وتحرير المرأة المصرية من قيودها
بدأت الحركة النسوية في مصر كحركة تحرير مزدوجة، وكانت السيدات المصريات بيطالبوا بتحرير مصر من الاحتلال البريطاني، وتحرير المرأة المصرية من القيود الاجتماعية والسياسية. وبكدة تكون الست المصرية قدرت تدافع عن الوطنية والنسوية في نفس الوقت.
كانت المرأة المصرية أول من استخدم كلمة “النسوية” علناً في سنة ١٩٢٣، واستخدم قاسم أمين مصطلح “تحرير المرأة” كعنوان مثير للجدل لكتابه في سنة ١٨٩٩ اللي بيعتبر من أول الأعمال النسوية. وفي عهد مفتي الديار المصرية الشيخ محمد عبده، انتقد استبداد الرجال علي النساء باسم الإسلام، وده إدى الفرصة لنهج أو حركة نسوية داخل الفئات المتدينة في البلد.
وبدايةً من سنة ١٨٨٠، بدأت نساء الطبقة العليا يتجمعوا في “صالون النساء” عشان يناقشوا أوضاع المرأة اللي مفروضة عليهم تحت اسم الإسلام، وقالوا إن الإسلام منحهم حقوق حرمتها منهم العادات والتقاليد اللي بيفرضها المجتمع والسلطة الذكورية.
وظهر الوعي النسوي لنساء الطبقة الوسطى عن طريق الكتب والمجلات، ومن أبرز الكتاب زينب فواز اللي كانت بتدعو لتعليم المرأة، وعملها خارج المنزل، وهند نوفل مؤسسة أول جريدة نسائية “الفتاة” في ١٨٩٢. وفي آخر القرن ال١٩، بدأت نساء الطبقة الوسطى بالعمل كناظرة مدرسة، ومُدرسة في مدارس البنات الجديدة.
وبعد فتح الجامعة المصرية، اللي وهبتها الأميرة فاطمة إسماعيل، في ١٩٠٨، بدأ جزء من الطالبات الأجانب والتابعين للطبقة العليا يحضروا المحاضرات في قسم السيدات. ونظمت سيدات الطبقة العليا محاضرات خاصة ألقتها سيدات الطبقة الوسطى لجمهور النساء من مخلتف الطبقات، وده خلق ساحات جديدة لتنمية الوعي النسوي، واتنقلت المحاضرات دي تحت رعاية الجمعية الفكرية للمرأة في سنة ١٩١٤.
وكان أول مؤشر علني لظهور الحركة النسائية في مصر، تقديم ملك حفني ناصف لمطالب النساء في أول اجتماع قومي – المؤتمر (الذكروي) المصري في سنة ١٩١١. ودعت لزيادة الفرص التعليمية والمهنية للنساء في المجالات الخاصة بيهم، ومنها فتح مدرسة طبية للنساء اللي ارتبطت كمان بطلب تحسين الخدمات الصحية للنساء. وكانت أول مظاهرة سياسية عامة بتشارك فيها السيدات المصريات في ١٦ مارس ١٩١٩ بعد أسبوع من بداية الثورة الوطنية.
خرجت نساء الطبقة العليا المحجبات لشوارع القاهرة للمشاركة في الاحتجاجات النسائية ضد الاحتلال البريطاني. وفي خلال الأشهر الأولى للثورة في سنة ١٩٢٠، شكلت سيدات الطبقة الوسطى و العليا أول منظمة قومية رسمية للنساء وهي لجنة الوفد المركزية للسيدات برئاسة هدي شعراوي، ولكن تجاهل قادة الوفد الذكور لجنة السيدات ومطالبها مع نهاية سنة ١٩٢٠.
ومع استقلال مصر الرسمي في سنة ١٩٢٢، انتقدت سيدات الوفد شروط الاستقلال خاصةً نقطة ترك قوات بريطانية في مصر، وترك مسألة علاقات مصر بالسودان غير مؤكدة. وفي ١٩٢٣، أنشأت سيدات الطبقة العليا والمتوسطة أول منظمة رسمية نسوية “الاتحاد النسائي المصري” برئاسة هدى شعراوي. وشعرت النساء بالغدر وقتها بعد حصر حق الاقتراع علي الذكور فقط، وبعت الاتحاد النسائي المصري وفد منه مكون من هدى شعراوي، ونبوية موسى، وسيزا نبراوي لاجتماع التحالف الدولي لحق المرأة في التصويت في روما، وبعد عودتهم من روما، خلعت هدى شعراوي وسيزا نبراوي حجابهم في محطة القاهرة كطريقة لأعلان نهاية عزل المرأة، والفصل بين الجنسين وبداية حركة نسوية عامة، ومنفتحة، ومنظمة في مصر. وزادت موجة النشاط النسوي، والمطالبة بحقوق أكتر زي درية شفيق اللي يُنسب ليها الفضل في حصول المرأة على حق الانتخاب.