رحلة النشامى.. كيف أصبح الأردن أول فريق عربي يتأهل لكأس العالم 2026؟
في ليلة لا تُنسى من ليالي التصفيات الآسيوية، كُتب فصل جديد في تاريخ كرة القدم العربية.. عنوانه: النشامى في مونديال كأس العالم 2026.
لم تكن الأردن في مقدمة الترشيحات، ولم تُمنَح حظوظًا كبيرة في مجموعة نارية تقود إلى الحلم الأكبر. لكن ما حدث كان أقرب إلى معجزة كروية، كتبتها عزيمة اللاعبين وحنكة مدرب عربي لم تُغره الأسماء اللامعة بقدر ما آمن بروح الفريق.
في مواجهة مصيرية أمام شقيقه العماني، حسم منتخب النشامى بطاقة التأهل التاريخية بثلاثية مُبهرة، ليصبح أول فريق عربي يضمن الظهور في كأس العالم 2026، ويتحول إلى أيقونة أمل لجماهير الكرة العربية.
كيف شقّ المنتخب الأردني، الذي لطالما ظنّه العالم في الصفوف الخلفية، طريقه نحو القمة؟ وما سر التحوّل الكبير الذي أحدثه المدرب المغربي جمال سلامي في أداء منتخب لم يعرف طريقه إلى المونديال من قبل؟
نستعرض رحلة النشامى التي أبهرت القارة الآسيوية، وكشفت أن الإصرار والهوية أحيانًا أقوى من الأسماء والخطط المستوردة.
لا تفوّت قراءة: رأس شقير على ساحل البحر الأحمر كنز يعاد استكشافه.. ما أهميتها وما الصكوك السيادية؟
كيف تأهل منتخب الأردن لأول مرة في تاريخه إلى كأس العالم 2026؟

كانت مواجهة الأردن مع عمان هي مباراة الحسم، حيث نجح النشامى في الفوز بثلاثة أهداف نظيفة، ليضمنوا بطاقة التأهل التاريخية للمونديال.
وبهذا الانتصار، رفع المنتخب الأردني رصيده إلى 16 نقطة، محتلاً المركز الثاني خلف كوريا الجنوبية التي تصدّرت مجموعتها بـ19 نقطة.
المثير في هذا الإنجاز أن من قاد الأردن إلى التأهل مدرب عربي، هو المغربي جمال سلامي، وليس أحد الأسماء الأجنبية اللامعة التي سبقت.
فرغم التعاقد سابقًا مع مدربين إنجليز بارزين مثل هاري ريدناب وراي ويلكنز، لم يحقق المنتخب معهم أي نتائج تُذكر على الساحة القارية أو العالمية.
أما جمال سلامي، فرغم غياب الأندية الأوروبية الكبرى عن سيرته الذاتية، فقد أحدث نقلة نوعية بفضل رؤيته التكتيكية وقراءته الذكية للمباريات.
بفضل هذا الأداء، أصبحت الأردن أول دولة عربية تحجز مقعدها في كأس العالم 2026، المقررة في أميركا وكندا والمكسيك.
لا تفوّت قراءة: هل تشعر بالنعاس بعد وجبتك الدسمة؟ اكتشف الأسباب وطرق التخلص من الكسل والتعب
لماذا تأخرت السعودية بينما تقدمت الأردن نحو كأس العالم 2026؟

رغم مشاركة السعودية في ست نسخ من كأس العالم منذ 1994، إلا أن آمالها في التأهل إلى نسخة 2026 ما تزال معلّقة حتى الآن.
المنتخب الذي فاجأ العالم بفوزه التاريخي على الأرجنتين في مونديال قطر 2022، يعيش حاليًا مرحلة صعبة في التصفيات الآسيوية المؤهلة.
فشل “الأخضر” في حجز بطاقة التأهل المباشر عن مجموعته، ما يُلزمه بخوض مباريات الملحق المرهقة خلال الدور الرابع من التصفيات.
في المقابل، قدّمت الأردن أداءً شبه مثالي في مجموعة قوية، ونجحت في اقتناص المركز الثاني عن جدارة خلال الدور الثالث من التصفيات.
بهذا الإنجاز، قلبت النشامى التوقعات، وأصبحت أول دولة عربية تحجز مقعدها رسميًا في كأس العالم 2026.
لا تفوّت قراءة: لابوبو تشعل الترند وتفتح صندوق الذكريات: 7 دمى لا تُنسى من طفولتنا!
كيف تحوّل طموح الأردن من حلم مؤجل إلى إنجاز تاريخي؟
رغم أن الأردن بدأت مشاركاتها في تصفيات كأس العالم قبل 40 عامًا فقط، إلا أن طموحها اليوم تجاوز كل التوقعات وبلغ قمة المجد الكروي.
كادت النشامى أن تصل إلى مونديال 2014، بعد بلوغها الملحق القاري عام 2013، لكن خسارتها أمام الأوروجواي أوقفت الحلم عند أبوابه.
في التصفيات التالية، استعانت الأردن بعدة مدربين كبار، بينهم هاري ريدناب وراي ويلكنز، إلا أن بطاقة التأهل ظلت بعيدة المنال.

التغيير الحقيقي بدأ عام 2023، حين تولى المدرب المغربي الحسين عموتة قيادة المنتخب، واضعًا أسس مرحلة جديدة كليًا.
في كأس آسيا 2023، تألّقت الأردن بشكل لافت، وأقصت كوريا الجنوبية 2-0 في نصف النهائي، في مفاجأة مدوية هزّت القارة.
صحيح أن الخسارة أمام قطر في النهائي كانت مؤلمة، لكن مجرد الوصول لأول نهائي قاري أثبت أن الأردن تسير في الاتجاه الصحيح.
رغم رحيل عموتة المفاجئ، وجدت الأردن البديل المثالي في جمال سلامي، الذي استثمر الفريق الجاهز وأضاف لمسته التكتيكية الخاصة.
سلامي ورث فريقًا متماسكًا يعتمد على الترقب، والانضباط الدفاعي، والهجمات المرتدة القاتلة، وهي فلسفة أثبتت فعاليتها في التصفيات.
لا تفوّت قراءة: فساتين البحر الصيفية 2025: كيف تختارين إطلالتك على الشاطئ مستوحاة من نجمات الفن؟
من هم أبطال تأهل الأردن التاريخي إلى كأس العالم 2026؟

بفضل أسلوب لعب منضبط وفعّال، شقّت الأردن طريقها نحو التأهل بعد أن حصدت 16 نقطة من 10 مباريات، خلف كوريا الجنوبية مباشرة.
قاد النجم علي علوان حملة التصفيات بتسجيله تسعة أهداف، بينما أحرز موسى التعمري سبعة أهداف، وأضاف يزن النعيمات خمسة أخرى.
بفضل الدفاع القوي، استقبلت شباك الأردن ثمانية أهداف فقط في الدور الثالث، وهو ثاني أقوى خط دفاع في المجموعة بعد كوريا الجنوبية.
جاءت لحظة الحسم أمام عمان، حين سجّل علوان هاتريك تاريخيًا منح الأردن فوزًا بثلاثية وضعت قدميها على أبواب المونديال.
لاحقًا، ضمن فوز كوريا الجنوبية على العراق تأهل الأردن رسميًا، لتبدأ الاحتفالات في عمّان وعموم البلاد دون توقف.
في مشهد وطني مؤثر، ظهر الملك عبد الله الثاني من لندن مرتديًا قميص المنتخب، مشاركًا الشعب فرحتهم من الخارج.
وتزامن التأهل التاريخي مع عيد الأضحى المبارك، ما أضفى بُعدًا عاطفيًا خاصًا على الفرحة الوطنية الشاملة.
وقال المدرب جمال سلامي إن هذا التأهل هو نتاج سنوات من العمل الجاد والإيمان بالمشروع من الاتحاد واللاعبين والجمهور.
وأكد: “هذا الإنجاز ليس فقط للمنتخب، بل لكل أردني آمن بأن الحلم ممكن، وأن المستحيل لم يعد له مكان”.
لا تفوّت قراءة: أفضل 10 شواطئ مجانية في دبي وأبوظبي.. متعة البحر بلا تكلفة دون إنفاق درهم واحد
كيف غيّر رحيل عدنان حمد ومجيء المدرسة المغربية مسار المنتخب الأردني؟
في يونيو 2023، أقال الاتحاد الأردني المدرب العراقي عدنان حمد، وعيّن المغربي الحسين عموتة مدربًا أولًا للمنتخب، إيذانًا ببدء مرحلة جديدة.
كان ذلك أول ظهور لمدرب مغربي على رأس الجهاز الفني للنشامى، وجاء حاملاً فلسفة واقعية وانضباطًا تكتيكيًا عاليًا.
ركّز عموتة على بناء منظومة جماعية متماسكة تُعبّر عن طموحات الجماهير، لا على الفرديات أو الأداء العشوائي.
رغم البداية الصعبة، إذ لم يحقق سوى فوز ودي وحيد في 9 مباريات، احتفظ الاتحاد بثقته في مشروعه الفني طويل المدى.
دخلت الأردن بطولة كأس آسيا 2024 في قطر دون ضغوط كبيرة، لكنها حملت معها أملاً صامتًا في صناعة المفاجأة.
لا تفوّت قراءة: تاريخ إنجازات العرب في كأس العالم للأندية 2025.. من يتفوق هذا العام؟
ما الإنجاز المزدوج الذي حققه الحسين عموتة قبل رحيله؟

لم يقتصر إنجاز الحسين عموتة على قيادة الأردن إلى نهائي كأس آسيا 2024 لأول مرة في تاريخها، بل امتد إلى تصفيات المونديال.
فقد تصدّر منتخب “النشامى” مجموعته الآسيوية، متفوقًا على المنتخب السعودي، ليضمن التأهل إلى الدور الحاسم للمرة الثانية فقط في تاريخه.
ورغم هذا النجاح، أبدى عموتة ترددًا في الاستمرار، ليقرر الاتحاد الأردني إنهاء التعاقد معه بعد نهاية مشواره الناجح.
اختار الاتحاد مواصلة المسار نفسه، فعين المدرب المغربي جمال سلامي، ليقود فريقًا ناضجًا، وطموحًا، وواثقًا بقدراته.
سلامي ورث مجموعة جاهزة، مبنية على أسس صلبة وضعها عموتة، وأكمل الرحلة نحو الإنجاز التاريخي والتأهل إلى كأس العالم.
لا تفوّت قراءة: 10 ترقيات جديدة ومزايا مذهلة في iPhone 17.. المواصفات والتصميم والسعر وفقا لأحدث التسريبات
كيف قاد جمال سلامي الأردن إلى التأهل التاريخي لمونديال 2026؟

رغم البداية المتعثرة للمدرب جمال سلامي بالتعادل ذهابًا وإيابًا أمام الكويت، لم يفقد النشامى الأمل في تحقيق الحلم الكبير.
نجح المنتخب في تحقيق فوز مهم على فلسطين، ثم عاد بنقطة ثمينة من كوريا الجنوبية، ما عزز حظوظه في المنافسة.
وجاءت اللحظة التاريخية بفوز صريح على عمان في مسقط، ليحسم منتخب الأردن بطاقة التأهل إلى كأس العالم 2026 رسميًا.
بهذا الإنجاز، أصبح النشامى أول منتخب عربي يضمن التأهل إلى النسخة الموسّعة من المونديال، والتي تضم 48 منتخبًا لأول مرة.
وتُعد هذه المرة الأولى التي يحجز فيها الأردن مقعده بين كبار العالم، في إنجاز غير مسبوق بتاريخ الكرة الأردنية.
لا تفوّت قراءة: أبطالنا في كأس العالم للأندية 2025.. أفضل 10 لاعبين عرب قد يصنعون التاريخ في المونديال
كيف غيّر جمال سلامي هوية النشامى بخطة غير مألوفة؟

اعتمد جمال سلامي، كما فعل سلفه عموتة، على تكتيك 3-4-3، وهو أسلوب لم يكن شائعًا في الكرة الأردنية من قبل.
لكن هذا النهج التكتيكي أثبت فاعليته، بفضل الانضباط الجماعي والروح القتالية العالية التي أظهرها اللاعبون في مختلف المباريات.
تحت قيادة سلامي، تغيّرت شخصية الفريق بشكل لافت، إذ أصبح يلعب من أجل الفوز لا الاكتفاء بالمشاركة الشرفية.
الهجوم بات أكثر جرأة، والدفاع أكثر تركيزًا، والنشامى لا يتراجعون حتى اللحظة الأخيرة من كل مباراة يخوضونها.
لا تفوّت قراءة: شيكولاتة دبي الجديدة بنكهة المانجو “Time to Mango”.. هل تتفوق على جنون الفستق؟
كيف ترك جمال سلامي بصمة إنسانية داخل منتخب الأردن؟
عبّر النجم يزن النعيمات عن العلاقة الخاصة التي تجمع اللاعبين بالمدرب جمال سلامي، واصفًا إياه بأنه “أب لجميع اللاعبين داخل المعسكر”.
قال النعيمات في تصريحات تلفزيونية: “الكابتن جمال جاد في التدريبات، لكنه يمازحنا لاحقًا ويخفف عنا الضغوط”.
وأضاف: “يعطينا حرية كبيرة في المباريات، خاصة ثلاثي الهجوم، حيث نلعب بلا مركزية ونتبادل المراكز حسب مجريات اللعب”.
هذه الروح المرنة والقيادة الإنسانية ساهمت في خلق أجواء إيجابية داخل الفريق، ما انعكس على الأداء والنتائج التاريخية للنشامى.