بعد إلغاء شرطة الأخلاق: هل ده هيساعد في تهدئة الاحتجاجات في إيران؟
بعد شهرين ونص عشناها مع إيران، من اشتباكات لاحتجاجات لاعتقالات لوفيات وإصابات، بعد وفاة مهسا أميني واعتقالها بسبب عدم التزامها بارتداء الحجاب، أعلن المدعي العام التخلي عن (شرطة الأخلاق) وقال في بيان له يوم الأحد إن دورية الإرشاد هتتلغي، أو المعروفة بالاسم التاني (شرطة الأداب) وفك ربطها عن القضاء، وتابع إنها اتلغت من الجهة نفسها اللي كانت مسؤولة عن تأسسيها في الماضي.
إيه هي شرطة الأخلاق؟
بعد الثورة الإسلامية في إيران سنة 1979، اتشكلت دوريات مختلفة للتعامل مع القضايا الاجتماعية واللي كانت بتعتبرها الحكومة خط أحمر، زيّ ملابس النساء والاختلاط والعلاقة بين الشباب والبنات، وبعد أربع سنين من الثورة وسقوط النظام الملكي الحجاب بقى إلزامي، واتشكلت دوريات لجان الثورة الإسلامية، ودوريات (جند الله) في الستينيات، ودوريات (ثار الله) التابعة للحرس الثوري بالتعاون مع قوات (الباسيج) قوات شعبية بتضم متطوعين.
في وقت رئاسة السياسي الراحل علي أكبر هاشمي في 1996، ومع اندماج اللجان الثورية مع الشرطة والدرك، استمرت الدوريات على شكل قوة شرطة، وفي السنة نفسها وزارة الداخلية عملت خطة (مكافحة عدم ارتداء الحجاب) في طهران، ونفذت مشروع (محاربة الحجاب السيئ) في العاصمة طهران، واستمرت الدوريات دي تقوم بنفس المهام مع تغييرات في الشكل والاسم، لحد ما تمت الموافقة على قوات (شرطة الآداب والأخلاق).
دورية الأخلاق بشكلها الحالي تم تشكيلها في أواخر أيام حكومة الرئيس الإصلاحي الأسبق محمد خاتمي سنة 2005، ومن وقتها وقوات الشرطة بتوجه إنذارات للنساء قبل اعتقالهن ودورها كان بيتطور، خصوصًا في فترة الرئيس السابق حسن روحاني.
في مقابلة نادرة لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) مع واحد من أفراد شرطة الأخلاق بيحكي عن تجربته في العمل مع شرطة الأخلاق من غير الكشف عن هويته، قال: “قالوا لنا إن سبب عملنا في وحدات شرطة الأخلاق هو حماية النساء، لأنهم إذا لم يرتدين الملابس المناسبة، فقد يستفز ذلك الرجال ويعتدون عليهن، وبدا الأمر كما لو أننا ذاهبون للصيد” لإن القائد كان بيتهمه لو ماجبش عدد كافي من الأشخاص المخالفين لقواعد اللبس إنه مش بيقوم بشغله على أكمل وجه، وإنه كان بيواجه صعوبة خصوصًا لما الناس كانت بتقاوم الاعتقال.
وبيختم كلامه “إنهم يتوقعون منا أن نجبرهم على ركوب سيارة الدورية، هل تعرف كم مرة كنت على وشك البكاء أثناء القيام بذلك؟ أريد أن أقول للناس إنني لست واحدًا منهم، معظمنا جنود عاديون نؤدي خدمتنا العسكرية الإلزامية، أشعر بمرارة شديدة”.
هل إلغاء شرطة الأخلاق هيساعد في تهدئة الاحتجاجات في إيران؟
بيقول الصحفي في الخدمة الفارسية سيافاش أردلان، إن حل شرطة الأخلاق مش معناه تغيير القانون المتعلق بالحجاب، وتوقع إن تلمحتجين يشوفوا الخطوة على إنها غير كافية ومتأخرة، وإنهم غاضبين من قضايا كتير من بينها الفقر والفساد، وبالخطوة دي هيشعروا “بضعف في النظام”، ووفاة مهسا كان الشرارة اللي زودت الغضب حول بعض القضايا، واللي من ضمنها القيود المفروضة على الحريات الشخصية والقواعد الصارمة المتعلقة بملابس المرأة.
وقالت الصحفية والناشطة في حقوق المرأة، مسيح علي نجاد، على تويتر: “هل تلغون (شرطة الأخلاق)؟ هذه فقط الخطوة الأولى؛ الناس يريدون أن تُلغى (تُحل) الجمهورية الإسلامية القسرية، نقول نحن الإيرانيات “لا للحجاب الإجباري” فهذا يعني.. لا للجمهورية الإسلامية.
الرئيس الحالي لو نفتكر في يوليو السنة دي أعلن عن تعبئة “جميع مؤسسات الدولة من أجل تطبيق قانون ارتداء الحجاب” واتهم وقتها “أعداء إيران وأعداء الإسلام” باستهداف القيم الثقافية والدينية للمجتمع وإشاعة الفاحشة.