بدراسات علمية: ما العلاقة بين الاضطرابات النفسية والأمراض الجلدية؟
يبدو أن هناك علاقة بين الأمراض النفسية وبعض الإصابات بالأمراض الجلدية، وهذا ما تكشفه وتؤكده الدراسات من حين لآخر، وآخرها دراسة أجراها باحثون من مصر والسعودية وليبيا، وتؤكد طبيبة نفسية وأخرى تخصص الجلدية الأمر.
أحدث الدراسات
كشفت دراسة أجراها باحثون في 5 جامعات مصرية بالتعاون مع باحثين في السعودية وليبيا، عن وجود ارتباط محتمل بين اضطراب طيف التوحد ومرض التهاب الجلد التأتبي أو “الإكزيما”.
والتوحد هو حالة عصبية تؤثر على التواصل والسلوك، أما “الإكزيما” فهي حالة جلدية مزمنة تتسبب في حكة الجلد واحمراره وجفافه.
واستهدفت الدراسة التي نشرتها دورية “بدياتريك ريسيرش” (Pediatric Research) فحص العلاقة بين التوحد و”الإكزيما”، وتوضيح الروابط المحتملة والآليات الأساسية التي قد تفسر هذا الارتباط.
وأجرى الفريق مراجعة شاملة لدراسات نُشرت حتى أغسطس 2023، باستخدام قواعد البيانات الإلكترونية مثل “سكوبوس” (Scopus) و”ببميد” (PubMed)، وتضمنت المراجعة تحليلًا لـ30 دراسة سابقة شملت مرضى التوحد والإكزيما.
وتم تقسيم التحليل إلى قسمين، في القسم الأول، تم تحليل 23 دراسة شملت “147 ألفًا و430 مريضًا” بالإكزيما ممن يعانون من التوحد، و8 ملايين و895 ألفًا و446 مريضًا بالإكزيما فقط دون الإصابة بالتوحد.
وتم حساب نسبة الخطر للإصابة بالإكزيما في كلتا المجموعتين، وأظهرت النتائج زيادًة ملحوظًة في خطر الإصابة بالإكزيما لدى المصابين بالتوحد بنسبة 1.34 ضِعف، مقارنةً بالمجموعة غير المصابة بالتوحد.
وفي القسم الثاني، تم تحليل 7 دراسات شملت 3 ملايين و570 ألف و449 مريضًا بالتوحد يعانون من الإكزيما، و3 ملايين و253 ألفًا و973 مريضًا بالتوحد فقط دون الإصابة بالإكزيما، وأظهرت النتائج عدم وجود زيادة في خطر الإصابة بالتوحد لدى المرضى المصابين بالإكزيما.
كما تقترح فرضية اضطراب الجهاز المناعي أن التغيرات في وظيفة الجهاز المناعي قد تكون سببًا في العلاقة بين الاضطرابين؛ إذ يظهر خلل مناعي في كلتا الحالتين، مع استجابات مناعية مائلة نحو الالتهاب التحسسي في الإكزيما وتغيرات في بروتينات “السيتوكين” وزيادة الالتهاب في التوحد.
ورغم هذه الأطر النظرية القيمة، تظل العلاقة السببية بين بعض الأمراض والاضطرابات النفسية وبعض الأمراض الجلدية مثل “التوحد والأكزيما” مُعقّدة، مما يتطلب مزيدًا من البحث لفهم التفاعلات بين العوامل الجينية والمناعية والبيئية، وفق ما تقول “ن.ال” طبيب جلدية مقيم بمستفى المنشاوي بطنطا
وأوصى الباحثون بإجراء دراسات طبية طولية لفهم العلاقة الزمنية بين الاضطرابين، وتطوير طرق تشخيص وعلاج أفضل، نظرًا لزيادة تكرار حدوث المرضين وتزايُد انتشارهما.
الطب النفسي بين المناعة والاضطرابات الجلدية
بينما على الجانب الآخر تؤكد الدكتورة “لمياء عصام” الطبيبة بمستشفى الأمراض النفسية بالعباسية، أن يوجد علاقة بين تشخيص بعض الأمراض النفسية بناءً على ظهور تغيرات على مستوى الجلدية، وتؤكد طبيبة الجلدية التي ذكرت أعلاه ” ن.ال” أن العامل النفسي يزود الأعراض في أمراض مثل “الثعلبة والصدفية وال SEBORRHEIV”، وربما هذا يوضح العلاقة بشكلٍ أكبر.
آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: الاختراعات في الحلويات: هل تمحو الأسماء الغريبة خطر الإصابة بالأمراض؟