بالصور: القصص الخفية وراء جمال المعمار اللبناني
منذ بدء الخليقة، كانت بلاد المشرق أو زي ما بنقول عليها الشرق الأوسط هي مركز الحضارات والأرض الخصبة، كانت هي مفترق الطرق ما بين المراكز الحضارية المختلفة في العالم القديم. قبل بداية عملية التأريخ، حضارات كتير اتبنت واختفت، البعض منهم ساب بواقي آثاره على الأجيال المتعاقبة، بس كل حضارة فيهم سابت أثرها الثقافي على الأراضي القديمة، لحد النهاردة في لبنان، سوريا، الأردن وفلسطين تقدر تشوف آثار حية لأجدادنا اللي عاشوا في البلاد دي.
وزي كل الحضارات، شعوب الدول دي النهاردة بيبنوا هما كمان صروح وآثار علشان يثبتوا مكانهم في كتب التاريخ. الرغبة الفطرية دي في إننا نسيب علامة في المكان اللي كنا فيه من خلال أبنية وآثار تقدر تقول إنها مشتركة ما بين كل البشر في كل العصور تقريبًا. الكلمة الأدق اللي بتوصف العملية دي هي المعمار أو أسلوب البناء الخاص بكل شعب أو حضارة، لأنه بالنسبة للبعض المبنى هو مبنى مش أكتر من كده، بس للبعض الآخر المبنى هو قطعة فنية بتحكي حكاية عبر الزمن.
ومن ضمن دول المشرق، بيبرز اسم دولة لبنان بمعالمها القديمة اللي بترجع لعصر ما قبل الإغريق لحد عصرنا الحالي. ودول مجموعة من التصميمات والأشكال اللي بتميز أبرز وأجمل الآثار اللبنانية على مدار التاريخ.
· المعمار الروماني
في العصور القديمة، كل دول البحر المتوسط كانت تحت حكم الرومان. وبطبيعة الحال فالمهندسين المعماريين الرومان من كل أرجاء المدينة -اللي تحولت إلى إمبراطورية روما الضخمة فيما بعد- كانوا بيساهموا كل واحد بنصيبه في بناء الآثار والمعابد الرومانية العملاقة على طريقتهم الخاصة. لبنان كانت واحدة من الدول دي، وإحدى أهم معالم الحضارة الرومانية هناك هي مدينة بعلبك التاريخية اللي بتشهد لحد النهاردة على براعة المعماريين الرومان.
المعابد الرومانية في المنطقة هناك بتُعتبر من أكتر المعابد اللي قدرت تحافظ على نفسها وقوامها عبر السنين. مدينة بعلبك نفسها اعتبرتها منظمة اليونسكو الدولية أحد مناطق التراث العالمي في العصر الحاضر بسبب المعابد والآثار الرومانية اللي بيصنفها البعض على إنها أعظم إنشاءات المعمار الروماني على الإطلاق.
بست أعمدة فقط من أصل 52 عمود أصلي، لسه بيبرز معبد جوبيتر الروماني في مدينة بعلبك -واللي بيبلغ طوله 22 متر- كأحد أشهر معالم المدينة حتى الآن، المعبد مبني على ما يشبه المنصة وبيتمركز تقريبًا في وسط المدينة محاط بمعابد أخرى صغيرة، وبيعتبر دليل حي على مدى دقة التفاصيل والحس الجمالي في المعمار الروماني.
· القلاع الحجرية من القرون الوسطى
أثناء الحملات الصليبية، انتقل عدد لا يحصى من فرسان مختلف الدول الأوروبية إلى الشرق الأوسط. وبالرغم من طبيعة الهدف اللي كانوا جايين عشانه -واللي كان سبب مؤقت- لكنهم قرروا يكملوا حياتهم هنا وبنوا ما عُرف فيما بعد بالمدن الصليبية. كمان المهندسين من بلاد أوروبا تبعوهم إلى بلاد الشرق الأوسط وهناك بنوا عدد من الأديرة والقلاع القوطية أو كما تُعرف بال”Gothic castles” اللي محافظ جزء كبير منها على نفس شكله ورونقه لحد يومنا دا.
القلاع الحجرية دي من ضمنها قلعة صُور، قلعة الشقيف، قلعة موسى وقلعة صيدا البحرية. مدينة صيدا اللبنانية بتُعتبر واحدة من أهم معالم لبنان التاريخية واللي بتقدر تشوف في كل ركن فيها آثار من مختلف الحقبات التاريخية بالذات وقت الإغريق والمصريين القدماء. قلعة صيدا البحرية اتبنت عن طريق الصليبيين سنة 1228 على حُطام قبر من أيام الفينيقيين وهو مزار الإلهة ملكارت.
القلعة بتبعُد عن شاطئ البحر المتوسط ب80 متر لكنها متصلة بيه عن طريق كوبري مكون من 9 سدود صخرية. القلعة كمان بتتميز بسطح تقدر تطلعه وبيوفرلك منظر رائع للميناء وبقايا معالم المدينة القديمة.
· معمار القرن التاسع عشر
كتير من مباني لبنان الشهيرة حاليًا اتبنت خلال الفترة دي، واحد من أبرزهم هو مُجمّع قصر بيت الدين اللي بناه الأمير العثماني بشير الثاني الشهابي. الحاكم العثماني كمان بنى قصور أخرى لأولاده لكن متبقاش منهم غير قصر بيت الدين وقصر مير أمين اللي تحول فيما بعد لفندق.
أول ما بتدخل من بوابة قصر بيت الدين بتقابل ساحة واسعة كانت بتُستخدم زمان لتعلم فن الفروسية بالإضافة لعمل الاحتفالات الضخمة اللي كان بيحضرها عامة الشعب. حاليًا، قصر بيت الدين هو متحف مهم بيعكس حالة لبنان في تلك الفترة، وبيحتوي على عدد من الصور التاريخية والملفات القديمة وحتى مجموعة من النصوص والأشعار القديمة.
· معمار القرن العشرين
مع بداية القرن العشرين، لبنان ماكانتش في أحسن أحوالها بسبب الصراع ضد الاحتلال الفرنسي أو اللي كان بيتقال عليه ساعتها “الوصاية” أو الانتداب. خلال الفترة دي عمل مهندسو الانتداب من فرنسا على تحديث البنية التحتية في لبنان وتحديدًا في العاصمة بيروت اللي فيها أُقيمت مباني كتير جديدة إعلانًا عن بدء عصر جديد. المباني دي تضمنت بنك لبنان المركزي اللي تم تصميمه عن طريق المهندس السويسري “أدور جويلارد”، جامعة لبنان اللي صممها الفرنسي “أندريه ووجنسكي” ومبنى وزارة الدفاع اللبنانية اللي اتصمم على إيد المهندس اللبناني موريس هندي بالتعاون مع الفرنسي ووجنسكي.
· المعمار المعاصر
شهد القرن الواحد وعشرين عدد ضخم من المشروعات المعمارية العملاقة اللي انتشرت في أنحاء لبنان؛ المشروعات دي بتتضمن أسواق بيروت الجديدة، حديقة رفيق الحريري التذكارية وخليج زيتونة الشهير. أصول المعمار المعاصر تم إدماجها مع المبادئ المعمارية القديمة فكانت النتيجة -زي ما انتوا شايفين- مباني من أروع التصميمات في العالم الحديث.