بالتفرد المعماري والهوية.. 8 استادات عربية شاهدة على أهم لحظات كروية
منذ بدايتها وكرة القدم سفيرة للشعوب ووسيلة للتعارف والتقارب والشهرة، والاستادات التي تحتضن تلك المبارايات جزء أساسي من اللعبة، لاستضافة الجمهور ولإضفاء روح على اللعبة من خلال الهتافات، وعلى مدار التاريخ الكروي للدول العربية هناك استادات ضمت أهم اللحظات واستادات اكتسبت شهرتها من ابتكار وتفرد تصاميمها.
استاد الأمير محمد بن سلمان – السعودية
تم الإعلان عنه مؤخرًا وهو واحد من المواقع المقترحة لاستضافة مباريات كأس العالم 2034، مزود بتقنيات وإمكانات غير مسبوقة تجعله متعدد الاستخدامات، وقادرًا على استضافة أكبر الأحداث، ومن المقرر أن يكون أول مكان متكامل في العالم، بسقف مشترك قابل للفتح وملعب وجدار بتقنية LED، وهو ابتكار معماري يسمح للمساحة بالتحول لتتناسب مع مختلف الفعاليات في غضون دقائق.
ومن اللافت للانتباه أيضَا إنك ستجده على قمة جبل طويق بارتفاع 200 متر، حتى يشعرك وكأنك في قلب الحدث، بجانب إنه سيحتوي على تقنية تحكم مناخي، ستسمح بإقامة الفعاليات فيه على مدار العام دون استهلاك معدلات كبيرة من الطاقة، وذلك من خلال إنشاء بحيرة تبريد صديقة للبيئة تحت الاستاد مباشرة، ستقوم تضخ مياه الأمطار التي تجمع من الاستاد إلى حائط ثلجي، مما يؤدي إلى تبريد الهواء الداخل إلى نظام التكييف المركزي فيه.
استاد الجنوب – قطر
تحفة معمارية على شكل صدفة خارجية بداخلها مركب تقليدي، صممته المعمارية العراقية الراحلة زها حديد، بعد ما استوحت التصميم من التاريخ البحري لمدينة الوكرة التي ارتبط سكانها بالبحر سواء الصيد أو استخراج اللؤلؤ، كما أنه يتميز بكونه أول ملعب مكيف عمليًا بالطاقة مع سقف قابل للسحب، حصل على جائزة الفئة الأولى للمنظومة العالمية لتقييم الاستدامة.
اتسع ملعب الجنوب لأكثر من 40 ألف مشجع، ويعتبر واحد من ملاعب مونديال 2022 في قطر، استضاف 7 مباريات في دوري المجموعات وثمن النهائي،واستضاف بعض مباريات بطولة كأس العرب 2021.
استاد الثمامة – قطر
تم افتتاحه في 2021، أيقونة معمارية مستوحاة من تراث الوطن العربي، صمم من خيال المعماري القطري إبراهيم الجيدة من شكل القحفية التقليدية البيضاء (الطاقية التي تلبس تحت الغترة والعقال) في الوطن العربي، مع إبراز الخيوط والفتحات التي تميز القحفية.
وتضاف لميزاته إنه صديق للبيئة ونجحت أعمال بنائه في توفير 40% من المياه النقية، مقارنة بمشاريع إنشاء الملاعب التقليدية، كما تمت إعادة استخدام المياه المعاد تدويرها في ري المساحات الخضراء المحيطة بالملعب على شكل حديقة تبلغ مساحتها 50 ألف متر مربع، تضم حوالي 400 شجرة.
ويعتبر واحد من الاستادات التي ضمت مباريات كأس العالم في قطر، ومن أشهرهم مباراة من دور الـ16 بين منتخب فرنسا وبولندا، ومباراة ربع النهائيات بين المغرب والبرتغال، كما استضاف ملعب الثمامة عدة مباريات من بطولة كأس العرب لعام 2021.
استاد العاصمة الإدارية – مصر
يقع في مدينة مصر الأوليمبية للألعاب الرياضية بالعاصمة الإدارية الجديدة،و يعتبر واحد من أهم المشاريع القومية الكبرى التي تشهدها مصر في الوقت الحالي، حيث يُعد من أكبر الملاعب في أفريقيا وينافس أكبر وأضخم الملاعب الأوروبية حول العالم، قدرته الاستعابية 90 ألف مشجع، ليكون مصدر قوة كبيرة لأى نادٍ مصرى ضد أى منافسة.
تم اختيار موقعه الجغرافى بعناية، والذى يتواجد على طريق “القاهرة – العين السخنة”، كما تم تصميم الاستاد على 70 فدانًا، ليشمل كل الملاعب والصالات المغطاة لاستقبال كل البطولات على المستوى المحلى والعالمى، وليكون جاهزًا لأى بطولة، لم يشهد بعد أي بطولة ولكن استضاف تدريبات المنتخب المصري قبل بطولة أمم أفريقيا هذا العام.
استاد محمد بن راشد – الإمارات
وكان قد ازيح عنه الستار في 2016، يتسع لـ60 ألف متفرج، وبصمته المختلفة والمميزة تكمن في كونه، أول ملعب في العالم مرتفع على الأرض حيث يتخذ شكل نصف كرة محمول على قواعد، وهذا التصميم يحفظ الملعب باردًا بشكل طبيعي في الصيف دون السماح له بأن يصبح ساخن بفعل أشعة الشمس، كما أن مدخل الملعب لديه طريقة مميزة في تبريد الهواء الساخن القادم إلى الملعب من الخارج بواسطة الماء.
ويعتبر من أهم البطولات التي أقامت عليها، بطولة كأس العرب 2021 حيث استضاف خمس مباريات في البطولة.
استاد رأس أبو عبود – قطر
يعد هو الآخر تجربة رائدة وغير مسبوقة في تاريخ إنشاء وبناء الملاعب في العالم، إذ أنه أول ملعب قابل للتفكيك في العالم، حيث جرى تشييده باستخدام حاويات الشحن البحري وتفكيكه بالكامل بعد انتهاء بطولة كأس العالم 2022 للاستفادة منه في المشاريع الرياضية وغير الرياضية الأخرى في دولة قطر، الفكرة مستمدة من نهج التنمية المستدامة والإرث الحضاري المستمد من تنظيم المونديال.
ويتسع الاستاد لـ40 ألف متفرج ويمتاز بإطلالته المميزة على كورنيش الدوحة وناطحات السحاب في منطقة الخليج الغربي بالدوحة، واستضاف 7 مباريات خلال المونديال من مرحلة المجموعات حتى ثُمن النهائي.
استاد هزاع بن زايد – الإمارات
ظهر للنور عام 2014 وكانت أول مباراة تقام عليه بين نادي عين ونادي مانشستر سيتي الانجليزي، وكثير من المباريات العالمية، خلال بطولات ومباريات كأس العالم للأندية 2017 و2018، وبعض مباريات كأس آسيا 2019 بالإمارات.
فاز بلقب أفضل استاد في العالم، لاختيار موقعه المتميز والعناصر الجمالية فيه حيث تتغير ألوانه الخارجية بإضاءة مميزة تنافس الملاعب العالمية، حيث يوفر تجربة فريدة لمشاهدة المباريات بشكل مختلف، ومصمم خصيصًا لتوفير الظل للمشاهدين طوال العام، ويتمتع بتجهيزات متطورة منها 600 لوحة ضوئية على شكل جزع نخيل توفر إضاءة خلابة تتيح له استقبال أبرز الفعاليات الرياضية في العالم .
استاد القاهرة الدولي – مصر
وختامه مع الاستاد التاريخي، استاد القاهرة، الذي تم افتتاحه في عيد ثورة يوليو 1952 ولكن فكرته بدأت في 1948، عندما طرأت الفكرة على ذهن طاهر باشا، وهو طبيب مصرى فى العلوم السياسية، حتى أصبح جزء مهم من ذاكرة مصر الرياضية، خاصة أنه أول قرية أوليمبية متكاملة تعرفها قارة أفريقيا والشرق الأوسط.
واختياره في القائمه لتفرده من الجهة التاريخية، استاد القاهرة الدولي المعروف باسم “استاد الرعب” بفضل الحالة التى يخلقها المشجعون داخل المدرجات والتى ساعدت الكثير من الأندية المصرية والمنتخبات الوطنية في إحراز البطولات والسيطرة على كرة القدم الأفريقية.
حيث سجل الملعب أرقامًا قياسية عديدة على المستوى الإقليمي والعالمي، حيث سجل الملعب أكبر حضور جماهيرى مرتين في نهائى بطولة أفريقيا للأندية عام 1969 بقرابة 100 ألف متفرج، والثانية في نهائى كأس الأمم الأفريقية عام 1986 بين مصر والكاميرون حيث اتسع لقرابة 120 ألف متفرج، واستضاف الملعب 3 بطولات أمم إفريقيا في 74 و86 و2006، وشهد بطولة كأس العالم تحت 17 عامًا في عام 97، ومن أرضه تأهلت مصر إلى مونديال 90.