بالأرقام والإحصاءات: إنجازات في تاريخ رحلة القضاء على ختان الإناث في مصر
6 فبراير هو اليوم العالمي لرفض تشويه الأعضاء التناسلية للإناث والمعروف بـ “ختان الإناث”، واليوم ده بنستغله للتوعية عالميًا بمخاطر الختان، وفي الرحلة دي عايزين نستغل اليوم ده علشان نشوف سريعًا احنا فين دلوقتي ونبص على رحلة القضاء على الختان في مصر، عدينا بإيه ووصلنا لإيه علشان نقضي على خطر بيهدد بنات مصر.
بديهيات أولية
حابين في بداية المقال نتفق على “حقائق غير قابلة للنقاش” ونوضح فيها نقط مهمة:
ختان الإناث مصطلح بيطلق على جميع الإجراءات اللي بيتم فيها إزالة جزئية أو كلية للأعضاء التناسلية للإناث الخارجية، أو إصابة أخرى للأعضاء التناسلية للإناث بأي شكل من الأشكال، واللي تم إثبات إنها مافيهاش أي فوائد صحية للستات، وممكن تتسبب في نزيف حاد ومشاكل في التبول، وبعد كده تكيسات وعدوى وعقم، بالإضافة لمضاعفات الولادة وزيادة خطر وفيات الأطفال حديثي الولادة.
وبالمناسبة، مابتختلفش إذا كانت اتعملت بإشراف طبي أو لأ، طبعًا مع الأخذ في الاعتبار إن الطرق اللي بيتعمل بها الختان في أماكن بيسود فيها الجهل، بتكون أكتر خطر على البنت، لكن برضه التعقيم والعلم مش هيقللوا من المضاعفات والخطر اللي بيسببه الختان للبنت طول حياتها، علشان بس الناس اللي مصممة إنه لو العملية اتعملت على إيد دكتور يبقى كده عادي.
قانونًا: القانون المصري بيجرم ختان الإناث، وتم تحديد “عقوبات مغلظة” لكل من الطبيب ومزاولي مهنة التمريض في حال إجراء عمليات الختان، وتحديدًا نص القانون بيقول: “يُعاقب بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات كل من أجرى ختانًا لأنثى بإزالة أى جزء من أعضائها التناسلية الخارجية بشكل جزئى أو تام أو ألحق إصابات بتـلك الأعضاء، فإذا نشأ عن ذلك الفعل عاهة مستديمة تكون العقوبة السجن المشدد مدة لا تقل عن سبع سنوات، أما إذا أفضى الفعل إلى الموت تكون العقوبة السجن المشدد لمدة لا تقل عن عشر سنوات”.
مش بس كده، كمان “تقضى المحكمة فضلًا عن العقوبات المتقدمة بحرمان مرتكبها، من الأطباء ومزاولي مهنة التمريض، من ممارسة المهنة مدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تزيد على خمس سنوات، تبدأ بعد انتهاء مدة تنفيذ العقوبة، وغلق المنشأة الخاصة التى أجرى فيها الختان، وإذا كانت مرخصة تكون مدة الغلق مساوية لمدة المنع من ممارسة المهنة مع نزع لوحاتها ولافتاتها، سواء كانت مملوكة للطبيب مرتكب الجريمة، أم كان مديرها الفعلي عالمًا بارتكابها، وذلك بما لا يخل بحقوق الغير حسن النية، ونشر الحكم فى جريدتين يوميتين واسعتي الانتشار وبالمواقع الإلكترونية التى يُعينها الحكم على نفقة المحكوم عليه”.
البداية
للأسف، تعرضت ٩٢% من النساء والفتيات اللي بتتراوح أعمارهم بين ١٥ و٤٩ سنة لشكل من أشكال ختان الإناث، ٧٢% منهم من قبل الأطباء، واتعرضت أكتر من ١٢٥ مليون فتاة وامرأة على قيد الحياة اليوم في ٢٩ دولة في إفريقيا والشرق الأوسط للختان، الأماكن اللي بيتركز فيها ختان الإناث، وده حسب إحصاءات صندوق الأمم المتحدة للسكان (unfpa)، لكن بفضل نشر التوعية، الأجيال اللي بعدهم ولحد النهارده نسب الختان بتقل بشكل كبير جدًا يستحق الإشادة.
اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث
اللجنة تم تشكيلها في مايو 2019 برئاسة مشتركة بين المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة والأمومة، بهدف توحيد جهود مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني المعنية للقضاء على ختان الإناث،. وبتضم في عضويتها ممثلين عن كل من وزارة التربية والتعليم، ووزارة الصحة والسكان، ووزارة التضامن الاجتماعي، والمجلس القومي للسكان، ووزارة الشباب والرياضة، ووزارة الثقافة، ووزارة الأوقاف، ووزارة العدل، ووزارة الداخلية، وعضوية كل من هيئات؛ النيابة العامة والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء والأزهر الشريف والكنائس المصرية والهيئة الوطنية للإعلام، إلى جانب كمان عضوية المجالس القومية؛ للإعاقة وللسكان ولحقوق الإنسان، بالإضافة للمجتمع المدني، والاتحاد العام للجمعيات الأهلية.
وكان من أهم إنجازاتها حملة (احميها من الختان) اللي تم تنفيذها مرتين خلال 2019 – 2021، ووصلت لحوالي 76 مليون اتصال توعوي من أنشطة التواصل؛ زي طرق أبواب وندوات ولقاءات جماهيرية وتدريب فرق عمل، ونفذت أنشطة تانية في مجال التوعية الإعلامية؛ زي إعلانات وأفلام توعوية ومؤتمرات إقليمية.
ومن أيام قليلة، نظمت اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث الاجتماع الأول للجنة التيسيرية لمبادرة (سفراء ضد الختان)، برئاسة الدكتور جابر طايع، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف سابقًا، وبيشارك في الحملة ممثلين من الأزهر والأوقاف والكنيسة المصرية بطوائفها التلاتة، وده بيأكد إن الختان من الناحية الدينية كمان مرفوض، مش زي ما بيزعم أي حد بيحاول يبرره.
إحصاءات
في أغسطس 2022، أكد عبد الحميد شرف الدين، مستشار رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، إن معدل الختان بين السيدات تراجع ليصل لـ 86% فى سنة 2021، مقارنة بحوالي 92% فى سنة 2014، وبكده يبقى انخفض الختان بمعدل أكبر وأسرع بين البنات فى العمر أقل من 19 سنة.
وقال: “النتائج الخاصة بمسح صحة الأسرة المصرية تظهر إن ختان البنات من 0 – 19 سنة يتم فى الغالب على يد طبيب، وتوضح النتائج أيضًا انخفاض نسبة الختان بين السيدات اللاتي سبق لهن الزواج لتصل إلى حوالي 86% مقابل 92% فى عام 2014، وترتفع فى الريف عن الحضر بأكتر من 10 نقاط مئوية 86.6% مقابل 76.7% على الترتيب، كما تشير النتائج إلى ارتفاع نسبة الختان فى الوجه القبلي إلى 92% و93.4% فى ريف قبلي مقارنة بمحافظات وجه بحري”.
جدير بالذكر، إن جهاز الإحصاء نفذ سبع دورات للمسح من سنة 1988، وكان آخر مسح سنة 2014، ولأول مرة يتم تنفيذه بالجهاز سنة 2021، واللي تم بالتنسيق الكامل مع كافة الجهات المعنية.