باتا باتا متانة وخياطة: حاجات وقعت قلوب أجيال في حبها
زي ما الأماكن اللي بنروحها والأشخاص اللي بنقابلها والأغاني اللي بنسمعها والشوارع اللي بنمشي فيها يقدروا يسيبوا جوانا ذكريات، في كمان حاجات مرتبطة بأيام طفولتنا بتفضل محفورة مهما عدى الزمن، ومهما روحت وجيت وعملت ذكريات جديدة، وكإنها مكتوب عليها “ماركة مسجلة” لزمن الطفولة، وأول ما تفتكرها أو تعيد تجربتها تاني بتحس بقشعريرة وحنين للماضي، بتشم بعدها ريحة الكيكة اللي كانت بتتعمل يوم الجمعة الصبح، وتبقى عايز بعدها تركب مكوك فضائي يوديك للأيام دي تاني.
كولونيا 555
ملكة الكولونيات.. كولونية تلات خمسات” مافيش أي بيت مصري ماعداش عليها، حمزة الشبراويشي قدر يحول الكحول (السبرتو) من مادة طيارة لأشهر عطر عرفته مصر والوطن العربي، من خلال معمله الصغير اللي كان بيستغل فيه موهبته في صنع “أسنسات العطور”، وكان بيستخدم فيها ريحة الليمون اللي كان بيزرعه في جنينة بيته، وعمل قاعدة جماهيرية كبيرة وفتح فروع له في الموسكي ووسط البلد، وخلق ذكريات معانا أول ما بتشم إزازته بترجعك لسنين ورا.
صفية زغلول روجت لها من خلال إعلانات، تحت شعار “لكي تكوني ساحرة استعملي، رائحة صفية زغلول”
كنت هتلاقي على الأقل 90% من العيلة بتستخدمها، وفي فترة ما اختفت شوية، وظهر تاني في وقت كورونا كبديل للكحول.
باتا
باتا باتا متانة وخياطة.. بيقول محمد: “اتعودت إن والدي يشتري لي كوتشي باتا كل سنة مع بداية دخول المدرسة، بس كنت بلعب به كورة في الشارع علشان كان أصيل وبيستحمل”. كوتشي باتا ماكانش موجود غيره في الوقت ده، وكان بيلبسه الشباب والرجال والأطفال، وكان سعره على قد الإيد، ولحد دلوقتي لسه عنده قاعدته الجماهيرية اللي مش بترتاح غير عليه، حتى بعد تأميم فروع الشركة العالمية في مصر، وانفصلت الفروع التجارية في القاهرة عن الشركة الأم في أوروبا.
فيات 128
العربية اللي لمت وجمعت عائلات معاها في كل الرحلات، شالت وراحت مشاوير واستحملت معانا، لحد دلوقتي عائلات رغم إنها اشترت عربيات أحدث منها بس لسه محتفظة بها ومافرطتش فيها كإنها عيل من عيالها، وشها كان حلو على ناس كتير وكانت فتحة خير عليهم.
قدمت فيات الإيطالية فصل طويل في تاريخ صناعة وتجارة السيارات في مصر من 1971، ودي السنة اللي أبرمت فيها الحكومة المصرية ممثلة في شركة النصر للسيارات عقد مع الشركة الإيطالية لإنتاج السيارة فيات، واللي امتلكها غالبية المصريين في الفترة اللي قبل التمانينيات وبعدها.
كورونا وبيمبو
لسه فاكرة لما جدتي كانت بتحب تكافئني بتجيبلي علبة من شوكولاتة كورونا، وكنت بخلصها في نفس القعدة، طعمها كان مميز وسعرها على قد الإيد، صاحب الفضل في دخول كورونا مصر هو خريتستو، اللي أسس الشركة في مصر، كان قاعد في إسكندرية وأخد حتة أرض بـ 2000 جنيه، وعمل عليها مصنع، وكان بيختار اللي بيشتغلوا في تصنيعها بعناية، وبقت أول شركة لإنتاج الحلويات والشوكولاتة في السوق المصري، وعملت منتجات تانية، اللي منها بيمبو.
صندوق الحاجة الساقعة
صندوق كوكاكولا أو بيبسي أو صندوق حاجه ساقعة، مش مهم الاسم، المهم إن وجوده في البيت كان مرتبط بالفرحة؛ فرحة نجاح، فرحة عيد ميلاد، فرح أو خطوبة. وكل صندوق كان بيتعامل بنظام المقايضة يفضل الصندوق رايح جاي لمدة أيام وسنين، كل ما يفضى كنت تروح تبدله بالمليان، ماننساش طبعًا صوت التكة لما تفتح غطا الحاجة الساقعة بالفتاحة اللي كان بيعلقها الراجل في محله ويربطها بحبل علشان خايف تتسرق.
لو لاحظنا، في الفترات الزمنية اللي ظهر فها المنتجات دي والناس بدأت تشتريها، مش هتلاقي وقتها كم التنوع والاختيارات اللي موجودة دلوقتي، كنت هتلاقي زمان نوع شوكولاتة واحد كل الناس بتاكله، وهتلاقي نوع برفان واحد أو اتنين الناس بتستخدمه، وده يمكن اللي خلق الربطة العاطفية مع منتجات بعينها، لإن وقتها ماكانش في بدايل كتير.. وكولاتة يعني كورونا وجزمة يعني هنروح نجيب من باتا.. كانت بديهيات أجيال.