قصة انتحار موظف دار الأوبرا المصرية على ضفاف النيل: ضغط العمل يقود إلى النهاية

على ضفاف نهر النيل، حيث تجري الحياة كعادتها دون توقف، طفت على السطح قصة مأساوية أخفتها المياه لقرابة خمسة أيام كاملة. لم يكن مجرد جسد غائب، بل حكاية انتحار رجل يُدعى هاني عبدالقادر، أحد موظفي دار الأوبرا المصرية، الذي اختار أن يودع هذا العالم بصمت، تاركا وراءه ثلاثة بنات وذاكرة مليئة بالتفاصيل.

بين ضغوط العمل وأعباء الحياة، انكشفت خيوط الحكاية تدريجيًا، لتطرح سؤالًا موجعًا: ما الذي يمكن أن يدفع إنسانًا إلى هذا القرار الأخير؟

لا تفوّت قراءة: مَن هو أحمد الشرع؟: من العدو الأول لنظام الأسد إلى رئيس سوريا

قصة هاني عبدالقادر على ضفاف النيل: ضغوط العمل

في واقعة مأساوية هزت أروقة دار الأوبرا المصرية، أقدم هاني عبدالقادر، أحد موظفي الدار والعامل في قسم المراسم والبروتوكول، على إنهاء حياته بإلقاء نفسه في نهر النيل بمنطقة إمبابة جنوب القاهرة.

وتأتي هذه الحادثة المؤلمة في ظل ما تردد عن تعرضه لضغوط نفسية شديدة في العمل، الأمر الذي يُعتقد أنه دفعه لاتخاذ هذا القرار القاتل.

وبعد قرابة خمسة أيام من اختفائه، ظهرت جثته طافية على سطح المياه في منطقة الساحل، لتكشف عن نهاية مأساوية لرجل ظل غيابه لغزًا محيرًا لعائلته.

فقد انقطعت أخباره عن أسرته لمدة ستة أيام كاملة، عاشتها الأسرة في قلق وانتظار مرير دون معرفة مصيره.

وفي تطور لافت، سلّم أحد زملائه في العمل متعلقاته الشخصية، التي تضمنت هاتفه المحمول وبعض أوراقه الخاصة، إلى ابنته، مطمئنًا إياها بأن والدها ذهب إلى أحد الأماكن القريبة وسرعان ما سيعود بنهاية اليوم. إلا أن الحقيقة كانت أكثر قسوة مما توقعت الأسرة، التي وجدت نفسها أمام فاجعة لم تكن في الحسبان.

كان هاني عبدالقادر أبًا لثلاث فتيات، ورب أسرة حاول جاهدًا التوفيق بين مسؤولياته المهنية وأعباء حياته الشخصية، قبل أن ينتهي به المطاف في قصة حزينة تفتح الباب واسعًا أمام تساؤلات مؤلمة حول تأثير الضغوط النفسية في بيئة العمل، وكيف يمكن أن تدفع البعض إلى قرارات مأساوية لا رجعة فيها.

المطربة إيناس عز الدين تكشف عن انتحار موظف دار الأوبرا

عبر حسابها على منصة فيسبوك، كشفت المطربة إيناس عز الدين، عن واقعة انتحار موظف دار الأوبرا، قائلة: “زميل لينا في الأوبرا رجل على خُلق عمرنا ما شوفنا منه إلا الاحترام مات منتحر”.

وأضاف عبر منشورها: “رمى نفسه في النيل بسبب ظلم كبير وقع عليه وخلى الدنيا اتقفلت في وشه وساب الورقة دي.. تفتكروا المأساة وقفت على كده؟”.

وتابعت: “طب فيه كام واحد من الظلم والقهر تعب ومرض ولا جاله جلطة ولا عصب سابع ولا سكتة وماحدش عرف بيه؟”.

وتسائلت: “تفتكروا هاني وزميله حقهم عند مين، وهل ينفع يروح دمهم هدر ويموتوا والظالم أو الظالمة زي ما ذكر قبل وفاته يكمل عادي؟”.

وأعربت عز الدين عن صدمتها الشديدة إزاء الواقعة، مؤكدة : كان “رجلًا محترمًا” ولم يُعرف عنه إلا الطيبة والاحترام طوال فترة عمله في دار الأوبرا.

لا تفوّت قراءة: المصممون العرب الأكثر تأثيرًا في عالم الموضة: 10 أسماء تلمع عالميا

زوج شقيقة موظف دار الأوبرا عن رسالة الانتحار: رسالة مزورة

على منصات التواصل الاجتماعي، انتشرت رسالة منسوبة لموظف دار الأوبرا، هاني عبدالقادر، تحمل طابع المظلومية والانتقام ممن ظلمه.

حملت الرسالة عنوان “رسالة من مظلوم إلى ظالمه”، وجاءت كلماتها “ستراني في عقوق أبنائك، وفي هجر أصحابك، وفي غدر من حولك، وستراني في أحلامك المحطمة والتي لا تتحقق، وستراني مرضك وضعفك وفشلك، والله العظيم أسألك بأنك ستراني”.

لكن حسن إبراهيم، زوج شقيقة هاني عبدالقادر، نفى هذه الرسالة أن تكون بخط يده، قبل إلقاء نفسه في النيل

وأوضح حسن إبراهيم أن “هناك فرق كبير بين خط هاني والورقة المنتشرة تحت عنوان رسالة من مظلوم إلى ظالمه، لا نعرف من الذي نشر هذه الورقة ولا نعلم عنها شيئا”.

وأكد أيضا أن موظف دار الأوبرا تعرض لضغط قهري شديد، وأن هاني عبدالقادر لم يخبر أي شخص من عائلته بتعرضه لضغوطات في العمل.

زوجة موظف دار الأوبرا: هاني لم تظهر عليه علامات ضعوط قبل الحادث

وقالت رضوى زوجة هاني، أن زوجها اتصل بها في يوم الحادث ليطمئن على ابنته في أداء امنتحانات منتصف العام.

وأشارت إلى أنه لم تظهر عليه أي علامات ضعوط عليه.

وأكدت رضوى زوجة هاني، أن الرسالة المنسوبة لزوجها “مزورة”، مستبعدة فكرة إقدام زوجها على إنهاء حياته، ومؤكدة أنه كان طبيعيا خلال الفترة الماضية.

شقيق موظف دار الأوبرا: لا يعاني من أمراض نفسية

وفي هذا الإطار، قال شقيق هاني، إن هناك غموضا في الواقعة، مؤكدا أن شقيقه لم يكن يعاني من أية أمراض نفسيه، وكام متدينا، وليس من المنطقي أن يفكر في الانتحار بهذه الطريقة.

وأضاف أنه لم يعلم إذا كان الأمر به شبهة جنائية أم لا، مؤكدا أنه لا يتهم أحدا في الوفاة، ويريد أن يعرف الحقيقة التي تصل لها تحقيقات النيابة.

رئيس الأوبرا المصرية: الانتحار ليس حلا

ونعت الدكتورة لمياء زايد، رئيس دار الأوبرا المصرية، باسمها وباسم جميع العاملين والفنانين، الزميل الراحل هاني عبدالقادر، أحد العاملين في الإدارة العامة للمراسم والبروتوكول.

وفي هذا الإطار، أكدت الدكتورة لمياء أنه جارٍ اتخاذ الإجراءات اللازمة لصرف المستحقات المالية لعائلته، مشيرة إلى أن هناك دراسة شاملة لدعمهم ورعايتهم بما يتناسب مع الجهود الكبيرة التي قدمها الراحل طوال فترة خدمته.

وعلى صعيد متصل، أوضحت زايد أن المكانة المرموقة التي حققتها الأوبرا المصرية على الساحة الإبداعية لم تكن لتتحقق لولا إخلاص وتفاني جميع العاملين في مختلف إداراتها.

أما فيما يتعلق بالموضوعات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن ملابسات وفاة هاني عبدالقادر، فقد شددت على أن الأمر قيد التحقيق من قبل الجهات المختصة، لضمان الوصول إلى الحقيقة بكل شفافية ووضوح.

وفي ختام كلمتها، جاء التحذير من مخاطر الاستسلام للضغوط النفسية، حيث أكدت أن الانتحار ليس حلًا، بل هو إنهاء لحياة ثمينة كان من الممكن أن تجد طريقها نحو التحسن مع مرور الوقت وتوافر الدعم المناسب.

لا تفوّت قراءة: ما مصير طلاب المنح بالجامعات الأمريكية في مصر؟ أزمة التمويل بين قرار ترامب والاستجابة المصرية

وزير الثقافة عن انتحار موظف دار الأوبرا: “لو اتعرض لظلم هنجيب له حقه”

قال وزير الثقافة، الدكتور أحمد فؤاد هنو، إن “الجميع في حالة حزن على فقدان زميل لهم تربطهم علاقة عمل ومحبة كبيرة بدار الأوبرا المصرية”.

وأكد وزير الثقافة أنه جرى تشكيل لجنة تضم نخبة من المتخصصين للتحقق من أسباب الوفاة، وهي لجنة من خارج دار الأوبرا لكي يكون هناك شفافية في استعراض الموقف، قائلا: “لو الموظف اتعرض لظلم هنجيب له حقه”.

وأضاف أنه في حالة وجود ظلم إداري سيكون هناك تحرك سريع وسيجرى التحقق منه، مشيرا إلى سرعة إنهاء المستحقات المالية لأسرة موظف دار الأوبرا.

لا تفوّت قراءة: خطة ماسبيرو 2030: لماذا اختار أحمد المسلماني “موليوود” بدلًا من “النيل”؟

تأثير الضغوط النفسية في العمل وكيفية التعرف على مؤشرات الخطر

يؤكد أستاذ الطب النفسي واستشاري إدارة الضغوط النفسية، الدكتور عبدالعظيم الخضراوي، أن الضغوط النفسية في العمل تُعد من أشد أنواع الضغوط، خاصة لمن يتحملون مسؤوليات تجاه أسرهم.

ويوضح أن الشعور الدائم بالاضطهاد قد يدفع البعض للتصرف بطريقة متوترة، إلا أن ممارسة الضغوط لا تعني بالضرورة وجود اضطرابات نفسية.

كما يشير إلى أن بعض الشخصيات تنشر التوتر في محيطها، سواء عن قصد أو نتيجة تراكم الضغوط لديها، مما يدفعها لتفريغ هذا الضغط على الآخرين.

وهناك من يمارس الضغوط عمدًا كنوع من الانتقام أو بسبب تأثيرات التنشئة، بينما يسعى آخرون لفرض معايير الكمال على من حولهم نتيجة شخصياتهم الوسواسية.

ويختتم الدكتور الخضراوي بالتأكيد على أن الانتحار غالبًا ما يكون نتيجة تراكمات نفسية سابقة، لذا يجب الانتباه لأي مؤشرات مثل التعبير عن الرغبة في الموت أو فقدان الرغبة في الحياة، وطلب المساعدة النفسية عند الضرورة.

الدولة تقدم الدعم النفسي وتحذر من مخاطر الانتحار: خطوط ساخنة

وتحذر “سكوب إمباير” من مخاطر الانتحار، مشيرة إلى جهود الدولة في تقديم الدعم النفسي للمرضى، من خلال خطوط ساخنة لمساعدة من يعانون من مشاكل نفسية أو يفكرون في الانتحار.

ومن أبرز هذه الخطوط، الخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة والسكان، عبر الرقمين 08008880700 و0220816831.

لا تفوّت قراءة: مقترح ترامب لتهجير الفلسطينيين لمصر والأردن: كيف جاءت أبرز ردود الفعل العربية؟

تعليقات
Loading...