اليمين المتطرف الفرنسي ونقط التحول التاريخية.. كيف يؤثر على العرب؟

تعتبر “فرنسا” من أقدم الجيوش المستعمرة والتي استعمرت دول مختلفة من العالم العربي، وبالطبع أبرز هذه الدول هما “مصر والجزائر”، ولكن لم يعد الاستعمار كما كان في السابق ولم يعد هو الذي يسبب الخوف، أخذ يتغير الخوف من المستعمر للخوف من صعود بقاياه، بقاياه المتمثلة في صعود اليمين المتطرف ورغبته في الوصول إلى السٌلطة والسيطرة عليها، محطات مختلفة من الماضي، يجب التوقف عندها لفهم اللحظة الحالية وأخطارها على العالم العربي.

أسس “جان ماري لوبان” ما سماه بـ “الجبهة الوطنية” وهو حزب يميني متطرف يتألف من المحاربين القدامى الذين خاضوا حرب الجزائر، وبقايا النظام الفيشي “النظام الحاكم في الفترة من 1940 إلى 1944” عام 1972 وظل في الفترة من 74 إلى 81 بلا عدد كبير من المؤيدين، حتى أتت نقطة التحول في عام 1986 لحظة فوز الحزب بأول مقاعده في البرلمان المعروف باسم “الجمعية الوطنية”، وتبع هذا بعامين ترشحه للانتخابات الرئاسية حصوله على 14.4 بالمئة من الأصوات، وعقب هذا الترشح بعام فاز الحزب بأكثر من 10 بالمئة في الانتخابات الأوروبية وبدأ الحزب من وقتها حرب ضد المسلمين والمهاجرين العرب واعتبار هذه الحرب أحد أهم الركائز الأساسية التي عبرها يمكن الحصول على دعم من نخب مختلفة من المواطنين.

تنامت الحرب بالتزامن مع تنامي الشعبية والتي كانت كقنبلة فُجرت عام 2002، شهد العام وصول “لوبان” إلى مرحلة الإعادة مع “شيراك” وبالرغم من الوصول إلى مرحلة الإعادة إلا أن فوز “شيراك” كان كفيلًا بأن يقلل حدة الصعود أو يشتتها للفترة الزمنية بين 2008 حتى 2015، حتى أتت نقطة تحول جديدة بداية من عام 2017 مع ترشح “مارين لوبان” ابنة “لوبان” ورئيسة الحزب وبعدها بعامٍ غيرت اسمه إلى “التجمع الوطني” وبعدها بعدة أعوام أي عام “2022” اختير “جوردان بارديلا” ليكون رئيسًا للحزب، وفي عام 2024 هزم حزب “بارديلا” حزب “ماكرون” ودفع ذلك الأخير ليعلن عن انتخابات تشريعية مبكرة، والتي شهدت تصدر اليمين بفارقٍ كبير في الدورة الأولى، وهذا لا يقتصر آثاره على المهاجرين المسلمين، وتعتبر فرنسا الدولة التي تحتوي على العدد الأكبر من المسلمين في العالم الغربي بنسبة من 4 إلى 8 بالمائة، ويأتي خطر صعود اليمين المتطرف على هذه النخبة العربية المهاجرة، وأيضًا على لاعبي المنتخب الفرنسيين المجنسين من جنسيات عربية وإفريقية، وقد تشهد فرنسا نفسها حرب أهلية بين المواطنين، وبالتبعية تؤثر هذه الأحداث على الأمان الشخصي للأفراد والجاليات العربية الموجودة هناك.

تعليقات
Loading...