الموظفون في الأرض: أسباب تخلينا نقدر “الموظف النمطي”

فيلم روائى تحت عنوان “البطيخة” للراحل الكبير محمد خان صور فيه الحياة اليومية لواحد من صغار الموظفين في القاهرة سنة ١٩٧٢ من وقت صحيانه الصبح لحد ما يوصل لمكتبه الحكومي ويعيش في رتابة العمل الحكومى مع صوت الآلة الكاتبة، وفي وسط زحمة مشوار الرجوع وحر الصيف بيرجع الأفندي للبيت وبيفرغ عن نفسه وعن أهل بيته بالبطيخة، وبعد نومة القيلولة، بتشق زوجته البطيخة ويبدأو في أكلها علشان تهون على لهيب صيف القاهرة وقساوته وتزرع البسمة والرضا على الأسرة كلها.

مصطلح “الموظف أبو بطيخة ” كنا بنقوله على موظفين الحكومة زمان، اللي يمكن كانوا آهلنا هما آخر جيل فيه، كنا بنتريق عليه خصوصًا شكل الموظف اللي كنا بنشوفه في الأفلام وهو لافح الجرنال تحت باطه وهو رايح الشغل ويجيب بطيخة لمراته وعياله وهو راجع، بس دلوقتي نتمنى ننبقى زيه.

لأنه ببساطة كان بيتمتع بميزات الموظفين دلوقتي بتحفى علشان توصل لها، كان بيرجع بيته قبل آذان العصر وكان بيستمتع بلمة الأسرة حواليه وياكل لقمة وسط مراته وعياله ويشرب بعدها كوباية شاي بنعناع وبالليل يتفرجو على التلفزيون سوا بمنتهى الروقان كان بيشتغل بمواعيد ثابتة مافيهاش دقيقة زيادة وبيقبض مرتبه كامل وفي معاده، ماكنش بشتغل 12 ساعة في اليوم وأكتر.

ولا عمره بات في المصلحة الحكومية عشان يخلص شغل الكلاينت، كان بيضمن شغلانته ويتأمن عليه ويضمن معاشه بعد أول يوم من شغله ماكنش بيحتاج ياخد كورسات ويدرس عشان يطور من نفسه.

ماكنش عنده بصمة ولا تارجت ولا كان فيه إيميل! تخيل ماكنش فيه إيميل وكان أخره يبعت فاكس يقعد اسبوعين يوصل، الموظف ده بحياته البسيطة مابقاش موجود دلوقتي أو يمكن موجود وقرب ينقرض بس بنقوله يا بختك لإننا دلوقتي مش عارفين نتنهى بأكلة البطيخة.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: خرافات كبرنا عليها لحد ما بقت جزء من كتالوجنا الشعبي

تعليقات
Loading...