المقاطعة الكروية: هل مازال يمكن طرح أن الكرة لا علاقة لها بالسياسة والقضايا الإنسانية؟

People hold anti-war placards during a protest to call for a ceasefire in Gaza to mark 100 days since the start of the conflict between Israel and the Palestinian Islamist group Hamas, in Madrid, Spain, January 20, 2024. REUTERS/Isabel Infantes

أثناء متابعة مباراة نصف نهائي اليورو بين المنتخب الفرنسي والمنتخب الإسباني، لاحظت حماس شديد على وجوه المتفرجين، حماس موجه ناحية المنتخب الأسباني الذي بحوزته فريق أغلبه من الشباب وأغلبهم عدا اسم أو اثنين لا يمثلون فريقي برشلونة وريال مدريد فقط أي الفرق التي يهتم العرب بمشاهدتهم ويتعصب لهم، وتسائلت عن أسباب هذا الحماس لدرجة أنني سمعت أحدهم يسب المنتخب الفرنسي داعيًا أن يسحقه نظيره الإسباني، ولم أهتم بالبحث عن إجابة، لحظة ما خطر لي السؤال، ولكن عند العودة إلى المنزل وجدت الإجابة لسؤالي وعدة أسئلة فرضتها هذه الإجابة.

عن تقاطعات السياسة مع اللعبة

بدت السياسة تتقاطع مع صناعة الرياضة في العالم بأسره، ولكن لم يكن يتصور أحد أن تتقاطع السياسة مع الرياضة في اختيار تشجيع فريق بأكمله، عادة ما يقاطع الجمهور لاعب بعينه كونه دعم شيء عنصري أو ارتكب جريمة أخلاقية كالاغتصاب أو التحرش أو غيرهم، ولكن بالأمس كان الجميع يشجع إسبانيًا كأنه يشجع منتخب عربي الهوية أو يشجع منتخب نظرًا لأنه ينتمي عرقيًا أو دينيًا لهذا المنتخب، ولكن الأمر بالأمس كان مختلف العرب يشجعون إسبانيا لأنها أعلنت دعمها لفلسطين، وينفرون من فرنسا كونها تدعم الكيان المحتل والعنصرية، رغم أن تاريخيًا يمثل الفريقين بلاد مستعمرة استعمرت دول عربية، أي أن المفترض أن تكون الكفة متساوية، ولكن يبدو أن الأمر أضحى مختلف بعد “طوفان الأقصى”، وظهر هذا على الحماسة التي كانت تظهر على وجه الجماهير وأيضًا ظهر في تعليقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

المقاطعة لم تُبق على شيء

عقب “طوفان الأقصى” شهدت المنطقة العربية أكبر موجة مقاطعة للمنتجات التي تساهم في دعم الكيان المحتل، لم تخفت هذه الموجة وشدد البعض على إنه لن يعود إلى شراء أي من منتجات المقاطعة مرة أخرى، طال الأمر ماركات عالمية وعربية، ولكن لم يتبادر في الأذهان أن يبحث البعض عن الأنظمة الداعمة للكيان حتى يقاطعها ويقاطع تشجيع فرقها في المحافل الدولية، وطبعًا اليورو واحد منها، وشهد هذا على مستوى مقاطعة العرب مشاجعة ألمانيا وفرنسا لأنهم يدعمون الكيان المحتل سواء بالدعم الشفهي أو المادي، أي أن أمر المقاطعة بدا أساسه إنسانيًا ليس قائمًا على أساس ديني أو عرقي بل على أساس قومي، أنت تختار تشجيع هذه الفرق بناءً على موقع حكومتها من ما يحدث بغزة.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: أولمبياد باريس: البعثة الأكبر في تاريخ مصر الأوليمبي هل ستتوقف عند رقم 149 أم سيزداد العدد؟

تعليقات
Loading...