المعارضة الإسرائيلية والحريديم: ترفض اقتحام الأقصى ولكنها لا ترفض الإبادة

هم يبكي وهم يضحك، الجملة الأنسب بعد ما نُشر في الصحيفة الدينية لـ”الحريديم” “يتد نئمان”، الأمس الأربعاء تقريرًا تصدر صفحتها الأولى، تدين فيه انتهاك الوضع القائم في الحرم القدسي بقيادة وزير الأمن القومي الإسرائيلي “إيتمار بن غفير” وكتبت في عنوانها الرئيسي: “التجول في جبل الهيكل (الاسم التوراتي للحرم القدسي) يعرض حياة اليهود للخطر”، مضيفة أن “حاخامات وشخصيات عامة تطالب بإعادة النظر في الشراكة الائتلافية؛ بسبب السلوك المنفلت لأعضاء الائتلاف؛ جماعة بن غفير التي يمكن أن تؤدي إلى مضاعفة سفك الدماء، بسبب صمت وتقاعس رئيس الحكومة”، وربما هذا يفتح بابًا لتأمل آثار “7 أكتوبر” على الداخل الإسرائيلي.

المعارضة الإسرائيلية والخوف من تهاوي المشروع

آثار السابع من أكتوبر بدت واضحة للجميع خلال الشهور الماضية عالميًا، ولكنها يبدو أنها أثرت على الجانب المحلي أيضًا، بعد سنين طويلة كانت فيها أحزاب “اليهود المتدينين (الحريديم)” “أغودات يسرائيل” و”ديغل هتوراه” المنضويان تحت كتلة “يهوديت هتوراه” لليهود “الأشكناز”، وحزب “شاس” (لليهود الشرقيين المتدينين) قد بايعت “نتنياهو” وأقامت معه حلفًا متينًا، كشف رئيس المعارضة الإسرائيلية “يائير لبيد”، ورئيس حزب (شاس)، “آرييه درعي”، عن مباحثات تجري بينهما في الأيام الأخيرة للتعاون المحتمل في عدد من القضايا، في مقدمتها طرح مشروع قانون مشترك يحظر دخول اليهود إلى باحات الحرم القدسي الشريف وإقامة صلاة يهودية فيها، ويقول متابعون للسياسة الإسرائيلية إن هذا الرد من “الحريديم” يجب أن يقلق نتنياهو؛ فهذه أول مرة يخرجون فيها بموقف حاد كهذا.

وإذا أضيف هذا إلى عجز نتنياهو عن إقناع بن غفير بالتصويت على قوانين يحتاجها “الحريديم” في الكنيست، مثل إعفاء شبانهم من الخدمة العسكرية وقانون الحاخامات، فإن هناك احتمالًا لإدخال نتنياهو أزمة ائتلافية لم يتعرض لها منذ 10 سنوات، وربما لا يأتي هذا كونه احترامًا لوجود هيكل النبي”سليمان” كما يظن الإسرائيليون في ساحة المسجد الأقصى، بل يأتي هذا في ضمن ما تعيشه تل أبيب من قلق حيال الردود الإيرانية-اللبنانية على إسرائيل من جانب ومن حركة “حماس” من جانب آخر، وقرب تهاوي مشروع الصهيونية كما يذكر المتابعين لهذا المشروع، ليست هذه المشكلة الأولى بين الجانبين الإسرائيلي متمثلًا في الأحزاب الدينية ورئيس الوزراء، بل شهد الشهر الماضي أيضًا خلافًا حادًا.

أزمة التجنيد شعلة الشرارة

هددت الأحزاب الدينية واليمينية المتحالفة مع نتنياهو بإسقاط حكومته حال المضي قدما في تجنيد “الحريديم” الشهر الماضي، خاصة بعد قرار المحكمة العليا الشهر الماضي، حيث قضت بفرض تجنيد “اليهود الحريديم” في الجيش على الحكومة، كما نص القرار على تجميد ميزانية المدارس الدينية، وقالت في قرارها إنه لا يوجد أساس قانوني لمنع الحكومة تجنيد اليهود الحريديم في الجيش الإسرائيلي، وهذا أيضًا يضرب مفكًا في إدعاءات الشعب والجيش الإسرائيلي حول الجيوش العربية بأنها جيوش إرهابية لأنها تقوم على العقيدة الدينية، وكل هذا وأكثر ومازال الكيان المحتل يفكر في جر أمريكا لحرب مع الجانب الإيراني، وعلى الجانب الآخر اعتبرت بعض الدول الأجنبية وبالتحديد “ألمانيا وإنجلترا” أن زيارة الوزير للمسجد الأقصى “استفزاز متعمد”.

آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: أمريكا تعلن عن صفقة أسلحة مكتملة بقيمة 102 ونصف مليار لإسرائيل

تعليقات
Loading...