المزايدة بسبب أحداث غزة.. جدال لا ينتهي على مواقع التواصل الاجتماعي
في خضم الأحداث التي تعيشها غزة في تلك الأيام، بعد عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر، وبعد ما ردت إسرائيل بعملية “السيوف الحديدية” وقصفت ودمرت آلاف المنشئات واستشهد الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ والرجال، تحولت بعدها مواقع التواصل لاجتماعي لساحة كبيرة في محاولة للدعم وتوصيل ما يحدث في غزة للعالم كله، وكل شخص يفعل ما يستطيع في حدود قدراته وإمكانياته؛ من يشجب ويدين ويستنكر، من يصنع فيديوهات توعية بما يحدث بكل اللغات، من يشارك القصص من قلب الحدث، من يدعم غزة بمحتوى عنها وعن تاريخها ..
ما حدث على مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة؟
بجانب ساحة الدعم، وجدنا ساحة آخرى من المزايدات والجدل بين متابعين مواقع التواصل الاجتماعي وبعضهم البعض وخاصة مع البلوجرز والفنانين.
فبدأ البعض ينتقد فئة من الأشخاص يشاركون حياتهم الخاصة واهتمامتهم وأنشطتهم وفيديوهات من عملهم كما اعتادوا في السابق وقبل الحرب، ونتيجة لذلك بعض المتابعين لم يستوعبوا فكرة أنهم يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، وأبناء غزة في حرب ولا نعرف حتى الآن ما هو مصيرهم وكيف ستنتهي هذه الحرب.
ونفس الشيء ينطبق على مؤثرين السوشيال ميديا عندما يقومون بنشر محتوى له علاقة بعملهم، ونجوم الفن مثل أصالة وإليسا عندما اضطروا للاستمرار في حفلاتهم المتعاقدين عليها، لاقوا موجة واسعة من الهجوم من الجمهور العربي واتهامهم بعدم تقدير الوضع الحالي، بغض النظر إذا كانوا قد قدموا دعم في السابق بأي شكل من الأشكال لغزة أم لا.
فقال بعض المتابعين “هي الناس دي ليها نفس تنزل استوريز وهي بترقص وبتقدم تفاهات! في دولة عربية تقريبًا بتتمحي من الخريطة وشعبها كله بيموت.. ربنا يستر على اللي جاي”
وقالت واحدة من المؤثرين دفاعًا عن نفسها “مش شايفة أي فايدة إننا نوقف شغلنا.. معتقدش ده هيفيد القضية في شيء، مضطرين نشتغل ونكمل حياتنا ومسؤلياتنا، وكلكم عايشين يومكم وبتنزلوا شغلكم وبتخرجوا مع أصحابكم وفي نفس الوقت متأثرين وحاسين باللي بيحصل..أرجوكم بلاش ننظر على بعض وبلاش تدخلوا للناس في الكومنتات تعاتبوهم، أنا حقيقي شايفة هجوم على ناس كتير جدًا بسبب إنهم بينزلوا شغلهم.. اعذروا الناس وخليكم خفاف بلاش نضغط على بعض”.
ماذا تحتاج فلسطين منا؟
رغم خروج البعض لتوضيح الموقف، فالجدال مازال موجود حول استمرارية مشاركتهم ليومياتهم ومحتواهم الطبيعي في ظل الظروف العربية الراهنة، وتنقسم الآراء بين مؤيدين لهذه الاستمرارية ومهاجمين لها، يطالبون بإلغاء متابعة أي شخص يقدم محتواه بشكل طبيعي قبل تحسن الأوضاع في غزة على الأقل.
السؤال هنا، الشعب الفلسطيني منذ النكبة 1948 ومنذ ما حل به ومن وقتها وفي ظل معاناته وفي ظل صموده ومقاومته، هل توقفت حياته في وجود الاحتلال؟هل سمعنا يوم عن إلغاء الفلسطينين وإضرابهم عن الذهاب لعملهم وأسواقهم ومدارسهم؟ وهو من يعاني بل على العكس كنت تجد دائمًا محاولة الفرح في ظل أوجاعهم .. وهل معنى أن من يشارك أحداثه اليومية أو يمارس عمله على مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها جزء أساسي من وظيفته، أقل دعمًا ووقوفًا بجانب القضية؟ مع الأخذ في الاعتبار أن هذة التساؤولات باستثناء من يقومون أحيانًا بنشر فيديوهات استفزازية وغير مناسبة لحالة الحداد وللأوضاع الحالية.
ويبقى السؤال الأهم “ماذا تحتاج فلسطين مننا كعرب؟”