الجيش الإيراني أم الإسرائيلي؟ مقارنة القدرات الجوية والبرية والنووية بين إسرائيل وإيران
ساعاتٌ حابسة للأنفاس عاشتها المنطقة العربية مؤخرًا، مع تصاعد التوتر إلى ذروته بين إيران وإسرائيل، إثر الضربة الإسرائيلية التي طالت مواقع قالت تل أبيب إنها نووية وصاروخية داخل العمق الإيراني، مستهدفة بذلك العقول وراء البرنامج النووي لطهران.
وردًا على ذلك، لوّحت إيران بانتقام غير مسبوق، وأطلقت وابلاً من الصواريخ الباليستية باتجاه الأراضي الإسرائيلية، في مشهد يقترب شيئًا فشيئًا من شبح المواجهة الشاملة.
وسط هذه الأجواء المحتقنة، يُطرح السؤال الأهم: أي الجيشين الإيراني والإسرائيلي يمتلك اليد العليا؟ وأيّهما يستطيع حسم المعركة في حال اندلاع حرب مفتوحة؟ من يمتلك التفوق في الجو، ومن يسيطر على البر؟ وأين تكمن الفجوة النووية بين القوتين المتنافستين؟
في هذا التقرير، نأخذكم في مقارنة تفصيلية بين القدرات العسكرية لإيران وإسرائيل لعام 2025، بالاستناد إلى بيانات موقع “Global Firepower” العالمي، لنكشف من يملك فعليًا مفاتيح الحسم في أي صراع قادم… وهل الشرق الأوسط على شفا الانفجار؟
لا تفوّت قراءة: حميد البقيش: إماراتي يروض الحيوانات المفترسة ويحول منزله إلى مملكة للأسود والنمور
من الأقوى عسكريًا في الشرق الأوسط؟ إسرائيل أم إيران؟

في التصنيف العالمي للقوة العسكرية لعام 2025، احتل الجيش الإسرائيلي المرتبة الـ15 بين أقوى الجيوش في العالم.
ويعكس هذا الترتيب حجم الإنفاق العسكري والتطور التكنولوجي الكبير الذي يشهده الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة.
في المقابل، جاء الجيش الإيراني في المرتبة الـ16 عالميًا، وفق قائمة تشمل 145 دولة، بحسب بيانات موقع Global Firepower.
ويُظهر تقارب الترتيب بين الجانبين توازنًا نسبيًا في القوة العسكرية على المستوى الإقليمي، رغم الفوارق في القدرات الجوية والنووية.
ويعتمد التصنيف على مؤشرات تشمل عدد القوات، سلاح الجو، قدرات البحرية، الميزانية العسكرية، والتسليح الاستراتيجي.
من يمتلك القوة البشرية الأكبر.. إيران أم إسرائيل؟
يبلغ عدد سكان إيران نحو 88 مليون نسمة، وتشير البيانات إلى أن 49 مليونًا منهم يُصنَّفون ضمن القوة البشرية القابلة للتجنيد.
في المقابل، يصل عدد سكان إسرائيل إلى 9.4 ملايين فقط، وتبلغ القوة البشرية المتاحة لديها نحو 3.9 ملايين شخص.
وتُظهر هذه الأرقام تفوّقًا واضحًا لإيران في جانب القوة البشرية، وهو عنصر حاسم في التوازن العسكري الإقليمي.
ويعني ذلك أن عدد سكان إيران يعادل عشرة أضعاف سكان إسرائيل، ما يمنح طهران ميزة بشرية مهمة في أي صراع طويل الأمد.
وتُعد القوة البشرية أحد أهم معايير تصنيف الجيوش عالميًا، خاصة عندما تترافق مع برامج تدريب وتجنيد فعالة ودائمة.
من يمتلك القوة القتالية الأكبر.. إيران أم إسرائيل؟
تضم القوات المسلحة الإيرانية نحو 960 ألف جندي، بينهم 610 آلاف في الخدمة الفعلية، و350 ألفًا ضمن قوات الاحتياط.
في المقابل، يبلغ إجمالي عدد عناصر الجيش الإسرائيلي نحو 635 ألف جندي، بينهم 170 ألفًا جنود فاعلون، و465 ألفًا في الاحتياط.
وبالتالي، تتفوق إيران في عدد الجنود الفاعلين، بينما تتفوق إسرائيل في نسبة قوات الاحتياط مقارنة بعدد السكان.
وتُعد القوات الإيرانية من بين أكبر الجيوش في غرب آسيا، بحسب صحيفة “The New York Times”، خاصة لتنوعها بين الجيش النظامي والحرس الثوري.
هذا التباين العددي يعكس اختلاف العقيدة العسكرية بين البلدين: إيران تعتمد على الكم، بينما تركز إسرائيل على الجاهزية السريعة والاحتياط المدرب.
الطيران العسكري.. من يمتلك التفوق الجوي الحقيقي بين إيران وإسرائيل؟
تُعد القوة الجوية من أهم عناصر الحسم العسكري، وغالبًا ما تشكل الفارق في المعارك الحديثة بسبب دقتها وسرعتها في تنفيذ المهام.
يمتلك سلاح الجو الإسرائيلي 611 طائرة حربية موزعة بين مقاتلات، طائرات هجومية، نقل، تدريب، ومهام خاصة، بجانب أسطول مروحي كبير.
تضم هذه القوة 240 مقاتلة، منها 192 جاهزة للتشغيل، إلى جانب 38 طائرة هجومية، يعمل منها 30 طائرة بالفعل.
كما تملك إسرائيل 159 طائرة تدريبية، من بينها 127 طائرة في حالة تشغيلية، ما يعزز الجاهزية المستمرة للقوات.
وتملك إسرائيل 14 طائرة للتزود بالوقود جوًا، 11 منها في حالة تشغيلية، ما يمنحها تفوقًا لوجستيًا طويل المدى.
أما المروحيات، فعددها 147 مروحية عسكرية، بينها 48 هجومية، وتصل الجاهزية التشغيلية إلى 118 مروحية.
في المقابل، تمتلك إيران 551 طائرة عسكرية، لكن الجاهزية التشغيلية تنخفض إلى 331 طائرة فقط، ما يحد من فعاليتها القتالية.
تشمل القوة الإيرانية 188 مقاتلة، منها 113 فقط جاهزة للعمل، و21 طائرة هجومية، يعمل منها 13 طائرة فعليًا.
تمتلك إيران 87 طائرة نقل عسكري، منها 52 طائرة في الخدمة، وتضم الأسطول أيضًا 103 طائرات تدريب.
لكن أسطول التزود بالوقود محدود، إذ لا يضم سوى 6 طائرات، منها 4 فقط جاهزة للعمل، ما يؤثر على نطاق العمليات الجوية.
تملك إيران 128 مروحية عسكرية، بينها 13 هجومية فقط، ولا تتجاوز الجاهزية التشغيلية 77 مروحية عادية و8 هجومية.
ورغم امتلاك إيران عددًا كبيرًا من الطائرات، إلا أن ضعف الجاهزية التشغيلية يقلص من قدرتها على حسم المعارك جوًا.
لا تفوّت قراءة: رأس شقير على ساحل البحر الأحمر كنز يعاد استكشافه.. ما أهميتها وما الصكوك السيادية؟
الخدمات اللوجستية: من يتفوق ميدانيًا بين إيران وإسرائيل في 2025؟
تتمتع إيران ببنية لوجستية ضخمة تدعم عملياتها العسكرية، إذ يبلغ عدد القوى العاملة المتاحة لديها نحو 29.1 مليون شخص.
ويمتلك الأسطول التجاري الإيراني 965 سفينة، ما يمنحها مرونة كبيرة في دعم خطوط الإمداد والشحن البحري عبر شبكة واسعة.
تضم إيران 18 ميناءً ومحطة تجارية، مما يعزز قدراتها على التحرك والتوزيع اللوجستي داخليًا وخارجيًا.
أما على مستوى النقل البري، فتغطي شبكة الطرق الإيرانية أكثر من 223 ألف كيلومتر، مع شبكة سكك حديدية تمتد لـ8,484 كيلومترًا.
وتدعم هذه الشبكات 173 مطارًا صالحًا للاستخدام، بالإضافة إلى 850 كيلومترًا من الممرات المائية الداخلية.
في المقابل، تمتلك إسرائيل نحو 4.5 مليون شخص فقط ضمن القوى العاملة المتاحة للتجنيد والدعم اللوجستي.
ويتكوّن الأسطول البحري الإسرائيلي من 41 سفينة فقط، لكنه يعتمد على إدارة مينائية فعالة عبر 5 موانئ ومحطات تجارية.
أما شبكة الطرق الإسرائيلية، فتبلغ نحو 20,391 كيلومترًا فقط، مع 37 مطارًا نشطًا، ولا تمتلك ممرات مائية داخلية.
الميزانية العسكرية والشؤون المالية: من الأقوى اقتصاديًا في دعم الدفاع؟

تُظهر إيران تفوقًا في تعادل القوة الشرائية، إذ تبلغ 1.44 تريليون دولار، ما يمنحها قاعدة اقتصادية داعمة للقدرات العسكرية.
وتحتفظ إيران بـ احتياطي أجنبي وذهب يقدر بـ120.6 مليار دولار، ما يعزز قدرتها على مواجهة الأزمات والإنفاق العسكري طويل الأمد.
تُخصص إيران نحو 15.45 مليار دولار سنويًا لميزانية الدفاع، مع دين خارجي منخفض نسبيًا يبلغ 4.13 مليار دولار فقط.
في المقابل، تبلغ القوة الشرائية لإسرائيل نحو 471 مليار دولار، وهي أقل بكثير من نظيرتها الإيرانية.
لكن تمتلك إسرائيل احتياطيًا ماليًا قويًا من العملات الأجنبية والذهب يقدر بـ204.66 مليار دولار، يدعم صفقاتها الدفاعية بمرونة.
وتبلغ ميزانية الدفاع الإسرائيلية حوالي 30.5 مليار دولار، وهي من الأعلى إقليميًا كنسبة إلى الناتج المحلي.
ومع ذلك، تسجل إسرائيل دينًا خارجيًا مرتفعًا يصل إلى 148.5 مليار دولار، ما قد يشكّل عبئًا طويل الأجل على اقتصادها.
لا تفوّت قراءة: الاستثمار في السبائك.. كيف تفرق بين الذهب الأصلي والمغشوش؟
القوات البحرية: إيران وإسرائيل في سباق السيطرة البحرية 2025
تضم البحرية الإيرانية 107 قطع بحرية، بحمولة إجمالية تُقدّر بـ223,395 طنًا، ما يمنحها ثقلاً بحريًا كبيرًا في المنطقة.
ورغم عدم امتلاكها حاملات طائرات أو مدمّرات، إلا أن أسطولها يحتوي على 7 فرقاطات تؤدي مهام الدفاع بعيدة المدى.
وتشكّل الغواصات عماد التفوق الإيراني تحت الماء، إذ تمتلك إيران 25 غواصة للعمليات القتالية والمراقبة وتهديد الممرات الحيوية.
كما تتميز إيران بامتلاك قوة متخصصة في نزع الألغام البحرية، تعمل على تأمين الممرات الاستراتيجية في الخليج.
في المقابل، تضم البحرية الإسرائيلية 62 قطعة بحرية فقط، بحمولة إجمالية لا تتجاوز 38,238 طنًا.
ولا تمتلك إسرائيل حاملات طائرات أو مروحيات أو مدمّرات، تمامًا كما هو الحال لدى إيران. لكنها تعتمد على 7 طرادات كورفيت متطورة، تدعم مهام السواحل والمياه الإقليمية بشكل فعّال.
ويمثل أسطول الدوريات العمود الفقري للبحرية الإسرائيلية، إذ يضم 46 سفينة لحماية السواحل والمنشآت الحيوية. كما تمتلك إسرائيل 5 غواصات هجومية، تضطلع بأدوار سرية في أعماق البحر الأبيض المتوسط.
القوة البرية 2025: من يمتلك اليد العليا ميدانيًا؟
تُعرف القوات البرية الإسرائيلية بجاهزيتها العالية، إذ تمتلك 1,040 دبابة تُعدّ العمود الفقري في أي مواجهة برية مباشرة.
وتعتمد إسرائيل على أسطول كبير من المركبات، يضم 28,788 مركبة مدرعة وخفيفة صالحة للتنقل والمناورة في الميدان.
أما في المدفعية، فتملك إسرائيل 282 مدفعًا ذاتي الحركة، و137 مدفعًا مقطورًا لتعزيز القوة النارية الميدانية.
كما تتوفر لدى الجيش الإسرائيلي 146 راجمة صواريخ جاهزة للاستخدام الفوري في مهام الدعم الناري والتكتيكي.
على الجانب الآخر، تستند القوات البرية الإيرانية إلى ترسانة ضخمة، تشمل 1,113 دبابة ميدانية فعالة في العمليات القتالية.
وتتفوق إيران عدديًا في المركبات، إذ تملك 42,786 مركبة عسكرية متنوعة، ما يمنحها قدرة أكبر على الانتشار البري.
وفي سلاح المدفعية، تمتلك إيران 255 مدفعًا ذاتي الحركة، لكنها تتقدم بشكل لافت بعدد المدافع المقطورة البالغ 1,346 مدفعًا.
وتسجّل إيران تفوقًا واضحًا في راجمات الصواريخ، إذ تمتلك 986 راجمة جاهزة للعمل، ما يعزز قدرتها على القصف بعيد المدى.