الفرق بين اليهودية والصهيونية: الدين في مقابل السياسة
عاش اليهود في الشرق الأوسط مع العرب كأخوة من بداية الزمن، ولحد ما بدأ الصراع العربي الإسرائيلي ماكانش في أي مشاكل ما بين الاتنين، ولكن من لحظة هزيمة العرب سنة 1967 على يد الطيران الإسرائيلي بدأ يحصل خلط ما بين اليهود والصهاينة.
وبنسمع كتير عن مفهوم الصهيونية وبنسمع دايمًا إنها مرتبطة بالديانة اليهودية، فهل ده حقيقي ولا في خلط ما بين اليهود كمعتنقيين لديانة إبراهيمية وبين الصهاينة كأصحاب أيديولوجيات جيوسياسية واحتلالية توسعية؟
اليهودية: ديانة إبراهيمية توحيدية
على حسب جوجل للفنون والثقافة، اليهودية هي “ديانة الشعب اليهودي، وهي ديانة توحيدية قديمة، وأقدم الديانات الإبراهيمية، وبتستند في تعاليمها على التوراة كنصها التأسيسي.
“وتشمل اليهودية مفهوم الدين والفلسفة والثقافة بالنسبة للشعب اليهودي. وبيعتبرها اليهود المتدينين تعبير عن العهد اللي أقامه الله مع بني إسرائيل. وبتضم مجموعة كبيرة من النصوص والممارسات والمواقف اللاهوتية وأشكال التنظيم.”
وبيعرف موقع الجمهرة، الموسوعة الشاملة لمفردات المحتوى الإسلامي، اليهود على إنهم “كل من ولد لأم يهودية، أو اعتنق الديانة اليهودية ومارس شعائرها وآمن بها.”
الصهوينة: أيديولوجية جيوسياسية
بيعرف موقع الجزيرة الصهيونية على إنها: “حركة سياسية ظهرت أواخر القرن الـ 19 في التجمعات اليهودية في وسط وشرق أوروبا، وقامت على فكرة تأسيس كيان سياسي (دولة) تنهي حالة التيه اللي بيعيشها اليهود.”، واشتغلت الصهيونية على عودة الشعب اليهودي للوطن أو الأرض الموعودة، فلسطين.
يُعتبر الصحفي والكاتب السويسري، ثيودور هرتزل، أبو الحركة الصهيونية وصاحب مشروع الدولة اليهودية، وفي كتابه “الدولة اليهودية” سنة 1896 شرح مجموعة أفكار عملية فعالة لإنجاح المشروع، واللي كان جزء منها هو تهجير اليهود لفلسطين والدعوة للقضية اليهودية في العالم كله، وبعد كده تجنيد الأوساط اليهودية في كل مكان لإقامة الدولة اليهودية اللي كانت ذات أهمية عند فئات كبيرة من اليهود.
وكان وايزمان، المؤمن بالحركة السياسية المعرفة بالصهيونية، هو اللي عمل اتصالات كتير بحاشية ملك بريطانيا ونجحت جهوده بالحصول على وعد بلفور سنة 1917، واللي كان السبب المباشر لقيام دولة إسرائيل سنة 1947.
ورغم إن الصهيونية آمنت من البداية إن العودة الموعودة لازم تتم بمجهود يهودي صرف وبدعم إلهي، إلا إن سياساتها اتبدلت بالكامل بعد كده وأصبحت أيديولوجية سياسية بالذات بعد نشأة إسرائيل. وتزامن قيام الحركة الصهيونية مع قيام الحركات القومية في أوروبا في القرنين الـ 17 والـ 18 الميلاديين، وكان هدفها سياسي؛ إعطاء مضمون سياسي وقومي لليهودية.
بعد نشأة إسرائيل، بدأت الحركة الصهيونية تاخد اتجاه علماني بشكل أكبر، واتجاه عنصري متطرف من خلال الدعوة لطرد العرب من فلسطين وإقامة دولة يهودية خالصة، وعلشان كده تعتبر الصهيونية ودولة إسرائيل في دول كتير من العالم مؤسستين عنصريتين، ومش بسبب موقفها من العرب بس، ولكن بسبب تمييزها كمان ما بين اليهود نفسهم، ومثال على ده تهميش يهود الفلاشا الأحباش ويهود المشرق والمغرب الإسلامي.
مش كل يهودي صهيوني
نشرت جريدة القبس الكويتية في سبتمبر 2021 أخبار عن مظاهرات في الشوارع اللي حوالين مبنى الأمم المتحدة في نيويورك نظمها “يهود متحدون ضد الصهيونية” الرافضين لقيام دولة إسرائيل، وبتقول واحدة من اللافتات اللي رفعوها “فلسطين عربية”. يؤمن “يهود متحدون ضد الصهيونية” بإنه لا وجود لإسرائيل وإن اليهودية ديانة مش دولة، وبتطالب بخلع أو إنهاء سلمي للكيان الصهيوني، وإعادة الأرض للفلسطينيين.
الحاخام الأمريكي، يسرائيل ديفيد وايس، والناطق الرسمي باسم “يهود متحدون ضد الصهيونية”، قال لجريدة القبس: “احنا والمسلمين إخوة، كنا عايشين مع بعض في سلام وتناغم لفترة طويلة، لحد ما ظهرت الصهيونية وظهر معاها الصراع.. واحنا رافضين ده.”
وفي نفس السياق، نشر موقع الشروق مقال عن صحيفة جيروزاليم بوست بيناقش مجموعات من اليهود في داخل إسرائيل بيعارضوا الدولة الإسرائيلية والحركة الصهيونية بشكل علني وبيطلعوا مظاهرات ضدهم وبيطالبوا بمقاطعة اقتصاد إسرائيل.