حكايات عربية تُخلد في قائمة اليونسكو: الصابون النابلسي والغار الحلبي والورد الطائفي

في خطوة تعزز من أهمية التراث الثقافي العالمي، أعلنت “اليونيسكو” عن قائمتها السنوية للتراث الثقافي غير المادي.

هذه القائمة تتضمن عناصر تعكس عمق التجارب الإنسانية والأصالة الثقافية التي تميز المجتمعات.

تتضمن القائمة منتجات وعادات وقصص عربية أصيلة، تعكس الطريقة التي نعيش بها وتساهم في تعزيز هويتنا.

هذه الموروثات تسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية بين الأفراد، مما يقوي الشعور بالانتماء.

من خلال هذه الخطوة، تبرز “اليونيسكو” الجهود المبذولة للحفاظ على التراث الثقافي المتنوع من كل أنحاء العالم.

وتشمل القائمة تقاليد وعادات تربط بين الماضي والحاضر، مما يساهم في نشر الوعي الثقافي والاحتفاء بالثراء البشري.

الصابون النابلسي في قائمة اليونسكو: تراث فلسطيني متجذر في الطبيعة

يعتبر الصابون النابلسي من الرموز التراثية الهامة في فلسطين.

ويتميز بتصنيعه اليدوي باستخدام ثلاثة مكونات طبيعية مستخلصة من البيئة المحلية: زيت الزيتون، الماء، والصودا الكاوية.

وتتسم عملية صنع الصابون بالخصوصية، إذ تتجمع العائلات بعد موسم قطف الزيتون للمشاركة في هذه الحرفة التي تستغرق حوالي شهرين من التحضير.

تُضاف لمسة عائلية لكل قطعة صابون، حيث تُختم يدوياً بختم العائلة قبل أن يتم تغليفها وتخزينها لمدة عام كامل استعدادًا لإرسالها إلى المتاجر.

وهذه الممارسة لا تعكس فقط مهارة صناعة الصابون بل تجسد أيضًا التماسك الاجتماعي وأهمية العادات التقليدية في الحياة الفلسطينية.

الورد الطائفي في قائمة اليونسكو: رمز أصالة وتراث سعودي

يعد الورد الطائفي جزءًا أصيلًا من حياة سكان الطائف، حيث يُعتبر زراعته وصناعته جزءًا من النشاط اليومي الذي يعكس التراث المحلي والممارسات الاجتماعية في المنطقة.

ويُزرع الورد خلال موسم الورد السنوي، حيث يتجمع أفراد المنطقة في حقول الورود للمشاركة في عمليات الحصاد، وهي مناسبة تعزز من نقل الخبرات الزراعية بين الأجيال.

تُستخدم منتجات الورد الطائفي، مثل ماء الورد والزيوت العطرية، في العديد من المناسبات والتقاليد المحلية، حيث تُستعمل لتعطير المجالس وتقديم الضيافة.

وهذه العادات تُسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية، مما يجعل الورد الطائفي رمزًا مهمًا في الحياة الثقافية والاجتماعية في السعودية.

صابون الغار الحلبي في قائمة اليونسكو: تراث عريق في الصناعات التقليدية السورية

يعتبر صابون الغار الحلبي علامة بارزة في الصناعات التقليدية السورية، حيث يعود تاريخه إلى أكثر من 2000 عام.

ويُعتبر هذا الصابون رمزًا تراثيًا ذو أهمية خاصة عند السوريين، ويترسخ ارتباطه بتقاليد عريقة تساهم في حفظ الهوية الثقافية.

يتكون صابون الغار من زيت الزيتون وزيت الغار المنتجين محليًا، حيث تُجمع المكونات وتُطبخ ثم تُصب بطرق تقليدية تشارك فيها أجيال مختلفة.

وتجرى عملية التقطيع إلى مكعبات باستخدام “القبقاب”، حيث يصعد الصانع بوزنه عليه، مما يعكس تقنيات تقليدية تُستخدم منذ قرون.

وختامًا، تُختم المكعبات يدويًا بأختام تحمل اسم العائلة، مما يضفي طابعًا شخصيًا ويزيد من قيمة هذا الصابون كمنتج متوارث يعبر عن مهارة الحرفيين وأصالة الصناعة السورية.

طوايف غبنتن في قائمة اليونسكو: تراث موسيقي وشعبي تونسي

تعتبر طوايف غبنتن من التقاليد الموسيقية العريقة في تونس، حيث تؤدي فرقة من المغنين الشعراء المتميزين المرتبطين بقبيلة غبنتن الأناشيد والأغاني.

ويرتدي أعضاء الفرقة زيًا مميزًا يتضمن قبعة حمراء وزيًا أبيض، ويصاحب الأداء طبل تقليدي يضفي طابعًا خاصًا على العروض.

تتميز كل فرقة من طوايف غبنتن بمجموعة فريدة من الأغاني التي تتنوع بين الدينية والدنيوية، وتعتبر هذه الأغاني وسيلة فعالة لنقل القيم الاجتماعية والأعراف، إلى جانب كونها تعبيرًا عن الهوية الثقافية.

وتقدم هذه العروض بشكل منتظم كجزء من الممارسات التي تعزز من الروابط بين أفراد المجتمع وتعيد إحياء التراث التونسي.

السمسمية: آلة موسيقية تعزز التراث والهوية في مصر والسعودية

السمسمية هي آلة موسيقية شعبية تعبر عن عمق التراث الموسيقي في مدن القناة المصرية، حيث تعزفها المجتمعات المحلية بين الصيادين والسماسرة.

كما ترتبط هذه الآلة أيضًا بغناء المقاومة، مما يضيف بعدًا ثقافيًا وتاريخيًا إلى موسيقاها.

يصنع العازفون آلات السمسمية بأنفسهم باستخدام مواد طبيعية أو مواد مُعاد استخدامها مثل الخشب والمعادن، مما يعكس التقدير للصناعات التقليدية والبيئة المحيطة.

تتواجد السمسمية أيضًا في السعودية، حيث يعزف عليها الموسيقيون والبحارة، مما يساهم في تعزيز التماسك الاجتماعي ونقل التراث الموسيقي من جيل إلى جيل.

هذه الآلة تظل رمزًا للهوية الثقافية، تعبر عن أصالة المجتمعات وتاريخها المشترك.

الحناء في قائمة اليونسكو: رمز ثقافي يجسد حياة الفرد في الدول العربية

الحناء ليست مجرد مادة للتزيين، بل هي رمز يحمل قيمة روحية وثقافية في العالم العربي.

تعبر الحناء عن دورة حياة الإنسان، من الولادة وحتى الوفاة، وتعتبر من العناصر المقدسة التي تتواجد في المراحل الرئيسية من حياة الفرد، خاصة في المناسبات والاحتفالات.

لقد حرصت 16 دولة عربية على إدراج الحناء في قائمة التراث الثقافي غير المادي، من بينها الجزائر، مصر، السعودية، اليمن، الإمارات العربية المتحدة، البحرين، العراق، الأردن، الكويت، موريتانيا، والمغرب.

تُستخرج الحناء من شجرة تنمو في المناطق الحارة، ويجرى جمع أوراقها مرتين سنويًا لصنع معجون الحناء الذي يستخدم في الزينة والاحتفالات.

هذه العادة تعكس ارتباط العرب بتراثهم وأصالتهم، وتظل حاضرة كرمز للفرح والجمال.

لا تفوت قراءة: أصوات ملهمة: نساء عربيات ضمن قائمة “بي بي سي” لأكثر 100 امرأة تأثيراً

تعليقات
Loading...