الشعر: البيت الذي نسكنه عبر قراءة القصيدة

في كتابه الجميل “جماليات المكان” يقول الفيلسوف الفرنسي (غاستون باشلار/1884-1962) “أن القبضة التي يمسك بها الشعر وجودنا الكلي تحمل علاقة ظاهراتية لا تخطئها العين. الغزارة والعمق في القصيدة هما دائمًا ظاهرة ثنائية الرنين ورجع الصدى. فكأن القصيدة بغزاراتها توقظ أعماقًا جديدة في داخلنا. للتأكد من الوظيفة السايكولوجية للقصيدة علينا تتبع المنظورين للتحليل الظاهراتي في اتجاههما نحو تدفقات الذهن، ونحو أعماق الروح”، وربما هذا أقرب تعريف للشعر الحقيقي الذي يتحول إلى سكن نسكن قصائد ويحفزنا على تغيير عالمنا، لذا؛ قرر فريقنا أن يرشح خمسة دواوين شعرية نالت إعجابه للقراءة في أيام العطلات.

مديح لمقهى آخر

نقلًا عن جود ريدز

يعد الشاعر الأردني “أمجد ناصر/1955-2019” واحد من أهم الأصوات الشعرية العربية في العصر الحديث، وفي ديوانه البديع “مديح لمقهى آخر” يصور الشعر النابع من أعماق تأمل دقيق للحظات الماضي ولا يكتفي بذلك، بل يضيف للقصيدة قدرة تنبؤ بالمستقبل ويكون برقة علاقة مركبة مع المدينة عبر مقهاها، ومن “أمجد” إلى “أحمد يماني”.

الوداع في مثلث صغير

يعد “أحمد يماني 1970” واحد من الأصوات العربية الفريدة في قصيدة النثر الحديثة في مصر والعالم العربي، ملك “يمش” كما يلقبه أصدقائه، قدرة مدهشة على رصد الحالات الشعورية المختلفة في ديوانه “الوداع في مثلث صغير” وكإنه يتأمل الفقد في مثلث متساوي الأضلاع كل ضلع يحمل مرارة الفقد سواء كان للحبيبة أو لصديق أو للعائلة، والحزن وتأمل دقيق لحالات فقد المحبوبة، ومن “يماني” إلى ديوان شعري فذ للشاعرة “صفاء فتحي”.

وليلة

نقلًا عن ضفة ثالثة

تحاجج “صفاء فتحي” الشاعرة المصرية في ديوانها الأول الذي صدر منذ أكثر من عشرين عامًا أبدع الأعمال العربية التراثية وهي “ليالي ألف وليلة وليلة” وتستطيع “صفاء” أن تنسلخ عن الإيهام بالليالي وتقدم قصيدة شديدة الرقة تتأمل فيها اللغة وفقد والمدينة والاغتراب، ومن “صفاء” إلى “أسامة الدناصوري/1960-2007”.

عين سارحة وعين مندهشة

آخر دواوين الشاعر الراحل “أسامة ” كان ديوان “عين سارحة وعين مندهشة/2003” وهو أقصى مراحل نضجه الشعرية، في عبر هذا الديوان انطلقت “قصيدة “أسامة” العاطفية لتصل إلى أقصى مستويات رقتها وتحولها لمنزل فعلًا كما يعرف “باشلار” القصيدة على أنها بيت صغير، ومن “أسامة” إلى الشاعرة الكويتية “منى كريم”.

نهارات مغسولة بماء العطش

نقلًا عن جود ريدز

لن يصدق أحد أن “منى كريم” استطاعت كتابة قصائد هذا الديوان نهارات مغسولة بماء العطش في عمر ال13 أي في طور التحول من طور الطفولة إلى المراهقة، ولكن لأن الشعر يشبه عفريت يختار أن يلبس شخصًا بعينه استطاعت “منى” كتابة قصيدة تتجاوز ما كانت متأثرة به في وقتها حسب ما أفادت من تأثرها بالقصيدة السوريالية، ويتمنى فريق تحريرنا أن تقرأ هذه الترشيحات بعناية شديدة حتى يغسل الشعر ما تثقل كاهلنا.

آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: تركوا تأثير ولو بمشهد واحد: لماذا لا يوجد نقابة للكومبارسات؟

تعليقات
Loading...