الزي السعودي.. مزج بين الأصالة والحداثة والذوق الرفيع
مجرد جلباب رجالي يمتاز بلونه الأبيض مع الطاقية والعقال، وفي المناسبات يرتدي ما يعرف بالبشت وهو (العباءة).. أو عباءة نسائية كلاً منهم جزء من التراث سعودي والزي الرسمي الذي لم يتغير عبر الزمن لكن أُضيف لهم لمسات عصرية.
زيّ بسيط لا يوجد به “افتكاسات” الموضة التي نتعيش فيها ونسمع عنها، مازالوا متمسكين به رغم كل الطفرة التي لاقتها السعودية في كل المجالات، ولكن عند الزي الرسمي مازالوا محتفظين به، أضافوا له لمسات عصرية لتناسب كل الأزمنة والأذواق، وحتى يبقى ذو تفرد ويتمتع بأناقة غير معهودة ولكن ما سر تلك الاناقة؟ هل كونه فقط زي له تاريخ؟
تسويق ثقافة الزي السعودي: زي تراثي يلبي رغبات أصحاب الذوق الرفيع
أهم عامل لسر أناقة الزي السعودي هو كيفية تسويقه عالميًا، من مصممين وعروض أزياء خاصة وأميرات سعوديات هم من يضعوا لمساتهم في تصميمه مع تصديره عالميًا، بشكل زاد من قيمة الزي فوق قيمته وتاريخه، مع استغلال كل فرصة ومناسبة للتسويق، فمثلًا تميزت قرية زمان في موسم الرياض بمحاكاة الطابع التراثي، وإعادة الملبوسات الغنية بالتصاميم المتنوعة والاهتمام بكافة التفاصيل، وأبرز حضور من غير السعوديين كان للأزياء السعودية.
وكان المصممون حريصين على تقديم تصميمات تهدف إلى صياغة تصور جديد للملابس التقليدية يناسب المرأة العصرية، مثل عرض الأزياء وتصميمات الأميرة صفية حسين وقت تعاونها مع مصمم الأزياء السويسري كريستوف بوفاي، وكان محاولة لتقديم العباءة كرداء أنيق وعلى مستوى عالي من القبول جعلت الأجيال تتبنى العباءة بشكل كامل.
كذلك بالنسبة لمصممين الزي السعودي الرجالي، حيث أبدع المصمم السعودي أيمن الرابغي والمصمم لؤي نسيم وحاتم العقيل في “إعادة تعريف الثوب السعودي” وأخذوا على عاقتهم تصميم أثواب راقية مميزة ممزوجة بين الأصالة والحضارة.
ما سر أناقة الزي السعودي؟
غير التسويق للمنتج هناك عوامل أخرى يتم وضعها في الاعتبار كان وضحها عبدالله رشيد الروكان خبير الزي السعودي الرجالي منها التركيز على التفاصيل وجودة المنتج النهائية، والجودة في تصنيعه.
بداية من انتقاء القماش، والخامة المناسبة لطبيعة جسم الرجل، مع أخذ لون البشرة، ووزن الجسم بالاعتبار، وهناك أقمشة تنتجها المصانع اليابانية، منها ما يكون نادرًا وفاخرًا، ويستورد من أوروبا كالقماش الإيطالي، والفرنسي، والإنجليزي.
مع الأخذ في الاعتبار أهمية أخذ عوامل المناخ والطقس ففي المناطق الساحلية، يجب الابتعاد عن الأقمشة التي تحتوي على نسبة من قماش البوليستر، كونه يزيد التعرّق ويحبس الهواء.
كما أن الأشمغة الحمراء والشال الكشميري جزء أساسي لا يتجزأ من أناقة الرجل السعودي وباعتباره جزء من اللباس الوطني، وهناك دراسة أوضحت أن الرجل السعودي يقضي تقريبًا في حوالي سنتين من حياته في تظبيط الشماغ، إضافة إلى ذلك إنه يغزل وينسج ويحاك بواسطة اليد، وينفذه حرفيين اختصاصيين ذو خبرة كبيرة في منطقة كشمير والهند.
إضافة إلى الاكسسورات ومكملات الأناقة لا تقتصر في أنواعها على المرأة بل الرجل وتعتبر جزء من الأناقة الخارجية ومكملة لها منها الخواتم الرجالية المصنوعة من الفضة والعاج والفيروز، كما يعد التعطر من أساسيات أناقة الرجل السعودي، خاصة تلك التي تحتوي على الخلاصات العطرية الطبيعية كالعود، والورد الطائفي، والمسك السويسري التي تضيف للفخامة.
وإذا نظرنا للزي النسائي المتمثل في العباءات فنجد أيضَا أن ما يميزه ويجعله يظهر بهذا الشكل من الأناقة حسب كلام المصممين السعودين هو الحياكة الراقية والأسلوب المتميز، وإبراز جماليات اللباس النسائي بألوانه وبقصاته والخيوط المستخدمة فيه.
الزي السعودي ثابت منذ القدم ولم يتغير، سواء في أساسه، وعناصره، وقواعده، وبروتوكوله الرسمي، ولكن، تطورت مواد تصنيعه، مع نشر ثقافته إلى أقصى بقعة في العالم، زادت من أناقته.