الزي التقليدي اليمني.. تراث ثقافي شاهد على الحضارة اليمنية
التراث والموروث الثقافي من أهم ما يميز دولة عن غيرها، وشعب عن غيره، وفي منطقتنا العربية تمتلك العديد من الدول تراثًا وموروثًا ثقافيًا يمتد لآلاف السنين، فعلى سبيل المثال دولة اليمن من أقدم مراكز الحضارة في العالم القديم، والمرتبطة لدى كثير من العرب والعالم بحضارة “سبأ” التي سمع عنها القاصي والداني قبل الميلاد بآلاف السنين.
وإذا نظرنا إلى التراث الثقافي في اليمن، سنجد أن الزي اليمني بمختلف أنواعه (الشمالي، الجنوبي، التهامي، الحضرمي، وغيرهم..)، أحد أهم أركان الثقافة اليمنية المتجذرة، فهذا الزي رغم قدمه وتطور الحياة وسيطرة الحداثة على “الذوق العام”، إلا أن اليمنيين مازالوا محتفظين بهذا الزي ويتناقلوه جيلًا بعد جيل، فلم يغير تطور الزمن معالمه، ولم تستطع الحداثة القضاء عليه.
لقاء مع رئيس مؤسسة سبأ للثقافة والفنون اليمنية
التقينا بالفنان التشكيلي اليمني محمد سبأ، رئيس مؤسسة سبأ للثقافة والفنون اليمنية، تعرفنا منه عن قرب على تاريخ الزي اليمني وأشكاله واختلافاته.
يقول محمد سبأ أن مؤسسته تقوم بإعادة إنتاج الأشياء التراثية اليمنية، ومنها الزي اليمني خاصة الذي اندثر منه في بعض الأماكن، والذي يقدر بحوالي 100 زي، حيث كانت كل منطقة في اليمن تتميز بأزيائها المتنوعة المطرزة بالألوان والزخارف قبل أن تنتشر العبايات السوداء في عموم ومناطق اليمن.
ويوضح سبأ “بالنسبة للمحافظات اليمنية التي تتميز بالأزياء التراثية اليمنية، تأتي محافظة تعز (جنوب العاصمة صنعاء)، تليها صنعاء في الشمال (العاصمة)، ثم حضر موت(في الشرق) ثم الحديدة (القريبة من صنعاء العاصمة)، وفي عدن (في الجنوب)”
ولفت سبأ إلى أن أزياء محافظة تعز اليمنية هي الأكثر طلبًا من قبل المهتمين، وذلك لأن أزياء تعز محبوبة من عموم اليمنيين، باعتيار مدينة تعز مركز صناعة الأزياء اليمنية منذ القدم، ويقول أن الأزياء اليمنية الرجالية متعددة ومتنوعة باختلاف المحافظات والمناطق، وكذلك الأزياء النسائية.
حضر موت (الزي الرجالي)
الزي الرجالي في منطقة حضر موت عبارة عن منسوجات يدوية محلية، تتخلله الخيوط والزخارف، كما يدخل فيه اللون الذهبي واللون الفضي، ويعتبر الأغلى سعرا بين باقي الأزياء اليمنية، ويرتدي معه الرجل الجنبية (الخنجر) الحضرمية.
حضر موت (الزي النسائي)
يكون الزي النسائي في مناطق محافظة حضر موت، مطرز من الأمام بشكل خفيف، أما من الخلف فيكون التطريز أكثر، وترتديه النساء في المناسبات أو الحياة اليومية.
محافظة صنعاء (الزي الرجالي)
تتميز محافظة صنعاء (العاصمة) بزي خاص سواء للرجال أو النساء، كما لديها أكثر من 5 أشكال من الأزياء، فالزي ارجالي الصناعني يكون جلباب يتدع عليه الرجل “جاكيت”، ويرتدي أيضا غطاءا للرأس
محافظة صنعاء (الزي النسائي)
يتميز الزي النسائي اليمني الصنعاني كونه فضفاض بطول الركبة بأكمام طويلة وغالبا ما يتم تزيينه بالتطريز والأنماط على القماش والزخارف
منطقة تهامة (الزيي الرجالي)
يقول محمد سبأ، أن الزي الرجالي التهامي (نسبة لمنطقة تهامه)، للرجال عبارة عن معوز رجالي (قطعة قماش مستطيلة يلفها الرجل على الجزء الأسفل من جسمه)، ويرتدي قميصًا في الجزء الأعلى، والشال على رأسه، وأيضًا هذا الزي له جنبية خاصة.
منطقة تهامة (الزي النسائي)
للمرأة التهامية ذوقها الفني البديع في حياكة فساتينها، تصنعها بفن الحياكة اليدوية الرافضة كل مغريات الآلة الميكانيكية الحديثة حيث تعتمد في الصنعة على الأنامل والإبرة وخيوط النسيج القطنية والصوفية.
محافظة تعز
هناك أيضًا أزياء محافظة تعز، وقد تكون قريبة إلى أزياء مدينة حضر موت، حيث يرتدي الرجل “معوز” ملفوف على نصفه الأسفل، ويرتدع فى الأعلى قميصا، ولها الزي أيضا الجنبي
محافظة تعز (الزي النسائي)
يتخذ الزي النسائي في محافظة تعز تسمية خاصة في بعض المناطق، أبرزها: “عرج النخلة” والذي يتواجد في أرياف مديريات الحجرية، وزي “رجل الحمامة” في مديرية حيفان، وزي “المدرجات” في أرياف صبر، و”سلاسل المطر” في مديريتي صبر وشرعب، والنخيل في الزعازع، فقد يختلف الزي التقليدي في نطاق المنطقة الواحدة.