الخروج إلى النهار: عن جيل من الشباب بيحاول يخرج من الاكتئاب والعزلة
بنصحى بدري كل يوم الصبح علشان ننزل الشغل، وبنقضي تقريبًا طول اليوم في الشغل علشان نرجع البيت مهدودين وننام علشان نصحى بدري ننزل الشغل تاني. دايرة بتحسسنا إننا تروس في ماكينة ضخمة عمالة تمحي آثار فرديتنا ووجودنا وتفقدنا الإحساس بالحياة.
بتيجي أجازة أخر الأسبوع وبنبقى عايزين نأنتخ في البيت ونستريح وننام براحتنا. ودي حاجة كويسة جدًا بس برضه الخروج وتغيير الروتين والمناظر اللي بتشوفها كل يوم بيفرق جدًا في حالتك النفسية وبيساعدك تشحن طاقتك علشان تقدر تتواصل اجتماعيًا مع الناس اللي حوليك بطريقة أحسن وعلشان إبداعك في شغلك يكون في أحسن درجاته.
الشغل طول الأسبوع ممكن يكون متعب جدًا سواء بدنيًا أو نفسيًا وعقليًا، وعلشان كده معظمنا مش بيلاقي طاقة في أجازات أخر الأسبوع علشان يخرج من البيت ويعمل أي حاجة، وبنلاقي نفسنا اتسجنا في دايرة صغيرة مفيهاش تفاصيل غير الشغل وحيطان البيت.
الخروج إلى النهار: مرثية الشباب والاكتئاب والعزلة
مش لازم تكون شخصية انطوائية بطبيعتك علشان تلاقي نفسك مسجون في دايرة “من الشغل للبيت، ومن البيت للشغل”. الرأسمالية بقت بتعمل قوالب جاهزة علشان تساع أي نوع من الشخصيات وتسجنها في الدايرة دي في سبيل خدمة مصالح أرباح الشركات والأعمال على حساب صحة الفرد النفسية والعقلية والجسدية.
رغم إن الشغل واستهلاكه لطاقتنا ووقتنا هو السبب الرئيسي في دخولنا في حالات الاكتئاب اللي بتخلينا نعيش أسابيع طويلة مابنعملش حاجة غير الشغل والبيت، إلا إن الشغل بالنسبة لي بيديني فرصة أشوف الشارع ومش باخد مواصلات علشان بحس إنها فرصة أمشي وقت طويل وأشوف ناس تانية عايشة.
بكرة الخميس 21 من أكتوبر وهيكون بداية ويك إند طويلة. الناس سعيدة جدًا بالخبر ده بس بالنسبة لي الأجازات الطويلة هي الأسوء على الإطلاق لإني ممكن أفضل طول الأجازة ماخرجش من باب شقتي، بفضل أتفرج على التلفزيون وأدخن وأكل. الموضوع بيبقى حلو في أول يومين بس بعد كده ببدأ أحس بعزلة وإكتئاب والخروج من الشقة بيقى صعب جدًا وممكن أفضل طافي أنوار الشقة وقافل الشبابيك ومش بخرج خالص لمدة أسبوع أو أكتر، وكل ما الوقت يطول كل ما صعوبة الخروج بتكون أكبر.
رغم إن الحالات دي ممكن تاخد وقت طويل إلا إنها دايمًا بتخلص وبنرجع تاني نمارس حياتنا بطبيعية لفترة من الزمن، بس لما تفهم الحالة دي أكتر وتضغط على نفسك بالأساليب الصح علشان تخرج منها هتلاقىها بتاخد وقت أقل كل مرة.
في المقال ده هنناقش الطرق اللي ممكن تساعدنا نخرج من الحالة دي في أسرع وقت ممكن وهنسميها “خطوات الخروج إلى النهار”.
نور الشمس: علاج للضلمة والاكتئاب والعزلة
الضلمة في الأوقات اللي بنحس فيها بالعزلة والاكتئاب بتكون مريحة وعلشان كده أول خطوة من خطوات الخروج إلى النهار” هي إنك تفتح شبابيك البيت الصبح وتخلي نور الشمس يملا البيت. الإحساس بالنور الطاغي بيدي أمان وشعور بإنكشاف العالم حوليك. بتحس إنك في حيز حقيقي من الوجود.
مش لازم تخرج تروح مكان مع صحابك، ممكن تبدأ بحاجة بسيطة زيّ إنك تشرب القهوة في البلكونة أو في الجنينة وتسمع مزيكا وتتفرج على الشارع. الخطوة البسيطة دي هتكسر خوفك من إنك تخرج من سجن العزلة المقفول على نفسيتك ده.
ما تطلبش الحاجات أونلاين، انزل اشتري حاجتك من البقال أو السوبر ماركت. اتمشى لحد الكشك علشان تجيب أي حاجة بسيطة وارجع البيت تاني. ماتخليش اليوم يعدي عليك كله وأنت ماخرجتش من البيت خالص.
الاعتراف: هل اعترفت اليوم يا بُني؟
الكنيسة الكاثوليكية عرفت أهمية مبدأ الاعتراف من زمان علشان الاعتراف بيدي صاحبه الراحة والخلاص من الأحاسيس المبالغ في تعقيدها زيّ الإحساس بالذنب والإحساس بآلام معقدة زيّ الاكتئاب.
التواصل مع ناس تانية والفضفضة ليها تأثير سحري في محاربة العزلة والاكتئاب. كلم حد قريب منك وبتثق فيه واحكيله عن كل مشاعرك ومخاوفك المنطقية والغير منطقية. كلنا عندنا فوبيات ومخاوف سخيفة، بس ده مايمنعش إنها موجودة جوانا وحاسين بيها وبتقيد حركتنا ومش عارفين نتخلص منها.
الكتابة عن مشاعرنا بتساعد زيّ الفضفضة بالظبط، وكل ما تكتب أكتر وتكون أمين مع نفسك في تسجيل مشاعرك والظروف اللي بتمر بيها كل ما هيساعدك تفهم المشكلة فين وتتعلم تتخلص من المشاعر السلبية.
في ناس ممكن الخطوات البسيطة دي تساعدها تخرج من ظروف الاكتئاب والعزلة وممكن ناس تانية ماتقدرش الخطوات دي تساعدها بالكامل، في الحالة دي ممكن تكون محتاج مساعدة من شخص محترف علشان يسمعك ويفهم المشكلة فين ويشاورلك على المخارج اللي من خلالها تقدر تتخلص من المشاعر السلبية اللي جواك.