البيوت الدمشقية جمعت ما بين جماليات العمارة والوظيفة

بمجرد أن تطأ قدميك داخل بيت من تلك البيوت تشعر وكأنك في عالم آخر شاهد على شكل من العمارة الإسلامية في قلب حواري دمشق التاريخية، وإذا كنت من محبي المسلسلات السورية القديمة فمن المؤكد أنك شهدت على جمال هذه البيوت ومنها بدأ تعلقك بها والبحث عنها لتعرف كيف بنيت بشكل مختلف وخلقت نوع من العمارة خاص بها وبالهوية العربية.

جمعت ما بين الفلسفة المناخية والهوية العربية

يعود تاريخ البيت الدمشقي إلى القرنين الـ 17 والـ 18، ولكن البناء حرص على الخصوصية التامة وفي نفس الوقت قدم الحماية المناخية كما كان في مبدأ المشربية في البيوت والحواري المصرية القديمة.

فإذا تحدثنا عن نظرية الخصوصية والمناخ سنجد تطبيقها في البيت الدمشقي من خلال المداخل المنكسرة التي انطلقت من اعتبارات اجتماعية ودفاعية، فالمدخل لا ينفتح مباشرة على الفناء، بل على ممر ضيق منخفض السقف يسمى “الدهليز”، ينفتح على الفناء الداخلي يحافظ على الخصوصية وفي نفس الوقت التغلب على تقلبات المناخ.

كما أن تنوع المواد الإنشائية المستخدمة في بنائه (طين وخشب وحجر) ذات الطبيعة العازلة، بحيث توفر الرطوبة في الصيف والحرارة في الشتاء، إضافة إلى وجود نباتات ارتبط اسمها بالبيت الدمشقي تساعد في تلطيف الجو وإنعاشه.

وإذا كان المنزل كبيرًا، فسيتم تخصيص غرف الطابق الأرضي (السلاملك) لاستقبال الضيوف طوال الليل، بينما تخصص الغرف في الطوابق العليا (الحرملك) لأفراد الأسرة والنساء.

وزيادة على الخصوصية لا توجد نوافذ أو شرفات مطلة على الشارع في المنزل الدمشقي، لكن النوافذ الكبيرة مطلة على فناء المنزل.

البيت الدمشقي عبارة عن عمارة محلية، يتغير طرازها المعماري وفقًا للمفاهيم الاجتماعية السائدة وتطور مواد البناء، بحيث تحمل كل مرحلة مفاهيمها الجمالية الخاصة، ولكن المؤسف أن معظم البيوت الشامية المتبقية في دمشق القديمة تحولت إلى مطاعم وفنادق وأماكن لتصوير المسلسلات التلفزيونية والأفلام.

آخر كلمة: ماتفوتوش قراءة: حيث الأنس ورائحة القهوة: مقاهي تاريخية شاهدة على حقبات زمنية في وطننا العربي

تعليقات
Loading...