البحث عن الشهرة والأضواء: مُدعي المرض والخطر المزيف عدوا كل الخطوط الحمراء!
مبدأ حب جذب انتباه الناس أو الـ “Attention seeking” وجري بعض الأشخاص ورا الشهرة وحبهم إنهم يكونوا تحت الأضواء بشكل مستمر، للأسف مش حاجة جديدة بنشوفها في المجتمع.. ولإن طبيعة الإنسان أحيانًا بتميل للاهتمام والحب من الآخرين، ففي بعض المراحل ممكن نعتبرها طبيعية، ومش مؤذية.. ولكن لما الموضوع يخرج عن السيطرة، ويبدأ الشخص يعمل “حرفيًا” أي حاجة علشان يجذب الانتباه، من غير ما يراعي أي من الحقوق الإنسانية والناس اللي ممكن تدمر لسنين قدام بسبب أفعالهم، يبقى في حاجة غلط لازم نقف قصادها ونحاربها!
من فترة، ظهر على السوشيال ميديا محمد قمصان، شاب اشتهر باسم “محارب السرطان” اللي كان بيستخدم مواقع السوشيال ميديا علشان يحكي عن معاناته (الكاذبة) مع المرض، وكان بينشر فيديوهات وصور ليه وهو فاقد لشعره كله وبيطلب من الناس إنهم يدعوا ليه، وكمان اشترك في كتير من صفحات داعمي السرطان، علشان يزود عدد المتابعين وكمان المتعاطفين معاه.. وياريت الموضوع وهوسه بالشهرة وقف عند الحد ده، لكنه كمان عمل فيديو قال فيه إنه “فاقد الأمل” وإنه قرر إنه يمتنع عن العلاج لإن مفيش منه أمل وحالته مش بتتحسن.. الحاجة اللي جابت إحباط لكتير من مرضى السرطان الحقيقيين لدرجة إنه وصلت البعض إنهم يفقدوا إيمانهم في فائدة العلاج، ويقرروا إن هما كمان هيتوقفوا عن العلاج، وده اللي أدى لتدهور الحالة النفسية والصحية لبعض من مرضى السرطان.. شوفتوا الموضوع وصل لفين؟
عن: المصري اليوم
وبعد ما اكتشف البعض نشره لصور لطفل تاني بيتعالج من السرطان على أساس إن ده هو لما كان صغير، بدأت الشكوك تزيد حوالين مرضه، وبدأت رحلة اكتشاف مريض السرطان والبطل المزيف.. فبعد ما شكك فيه البعض، كان لسه عنده الجرأة إنه يعمل فيديو يأكد للناس إنه مريض فعلًا وبيتعالج من أربع سنين، واستخدم والدته كمان علشان تأكد على كلامه وقد إيه هما “اتأذوا نفسيًا” من الاتهامات دي.. ولما طلبت بعض مؤسسات ومعاهد الأورام مستندات تثبت صحة كلامه، رفض أكيد إنه يبعت أي أوراق.. لإنها مش موجودة.. وبكده اكتشفنا في النهاية إنه استمر في الكذبة دي كل الفترة اللي فاتت لمجرد لفت الانتباه والأنظار ليه، وفي النهاية أمرت النيابة العامة بالتحقيق مع الشاب، اللي اعترف إنه كان بيدعي المرض علشان يتشهر ويحقق مكاسب مادية وهدايا من المؤسسات المعالجة للمرض ده، وحاليًا هو محبوس 4 أيام على ذمة التحقيق.
ومن ناحية تانية، نشرت أم سيف، يوتيوبر سورية مقيمة بتركية، فيديو على قناتها بموقع اليوتيوب، واستخدمت لغة الإشارة المتعارف عليها على مستوى العالم، إنها رمز بيستخدمه اللي بيتعرض للعنف الأسري كمحاولة لطلب النجدة والمساعدة، وبعدها حاول الكتير مساعدتها وإنهم يلاقوها، لكنها اختفت كذا يوم لدرجة إن شك البعض إنها ممكن تكون اتقتلت، وبعد فترة ظهرت عادي، والبعض قال إن الشرطة راحتلها البيت ولقيتها سليمة وكمان لوحدها أصلًا في البيت، فادعت إن كان فعلًا في عصابة هجمت عليها، ولكنهم مشيوا قبل وصول الشرطة، ولكن مفيش معلومة مؤكدة أو رسمية بإن ده حصل.. وبعد إجراء بعض التحقيق ظهرت أم سيف وقالت إنها نزلت الفيديو “لأسباب شخصية” مش عايزة تتكلم فيها… ورغم إن الموضوع غامض ورغم عدم تأكدنا من حقيقة اللي حصل، ولكن لو كل ده اتعمل لمجرد عمل ضجة.. يبقى احنا في كارثة كبيرة.
الموقفين دول اللي حصلوا في وقت قريب، لازم يفوقونا ويكونوا رسالة تحذير لكل حد يفكر إنه يستخدم “آلام الناس” و”عواطفهم” من غير ما يراعي إن ده ممكن يشكك الناس في أي حد بعد كده يطلب الدعم والمساعدة وقت اللزوم.. علشان مين هيصدقهم؟ لمجرد إن في بعض الأشخاص قرروا يدعوا المرض ويستغلوا قلق الناس عليهم، علشان يدوروا عن الشهرة والمكاسب المادية، فهيبقى تكذيب المرضى والمعرضين للعنف الأسري شيء طبيعي.. لازم نبدأ بنفسنا ونحط حدود لكل تصرفاتنا، علشان مانوصلش لمراحل أكبر من كده.. مراحل تفقد ثقة الناس في أي حد يطلب المساعدة، ويخلينا بطريقة غير مباشرة، نفقد تعاطفنا وإحساسنا بأهمية إغاثة المحتاج، بسبب تكرار الحوادث اللي شبه دي، وتعاطف مع ضحايا غير حقيقيين، وزيّ ما صرحت النيابة العامة، إن من المهم تحري الدقة والتأكد من أي حاجة نشوفها على مواقع التواصل الاجتماعي لإنها مش دايمًا بتبقى حقيقية.