الاعتداء الجسدي على الأطفال في التربية.. ضرورة أم جريمة؟
موضوع استخدام العنف والضرب كوسيلة للتربية والحزم لسه لحد النهارده بيمثل موضوع مثير للجدل اللي بيختلف عليه معظم الناس في العالم العربي. فلسه لحد يومنا ده في عقليات بتشوف إن الترهيب والتخويف بالضرب عامل أساسي للتربية السليمة وإن الطفل بيكبر عنده خوف واحترام لأهله، وفي كتير برضه بيحاولوا يثقفوا ويوعوا الناس على الأضرار النفسية الرهيبة اللي بتنتج عن الإهانة اللي بيتعرضلها الأطفال، وبيطلقوا عليه “عنف أسري” ولا يمت “للتربية” بأى صلة.
شوفنا كلنا الأسبوع ده في الأخبار البنت ذات الـ 13 عام من الاسكندرية، واللي هربت من بيت أهلها نتيجة للعنف الشديد اللي بتتعرضله من أبوها واللي في أخر مرة كان بيعنفها ويضربها بالخشبة لما عرف إنها بتكلم ولد على منصة التيك توك. فهربت البنت الي القاهرة ولكن في الأخر عثر أهلها عليها وأخدوها من قسم الشرطة. وفي القسم اتكلمت البنت مع الضابط وشرحتله قد إيه معاملة أبوها ليها قاسية وإنها مقدرتش تستحمل. وتداولت الصحف صورها مع أهلها وهما بيحضنوها ولكن البنت كانت مكتئبة ومش قادرة حتى تبادلهم الحضن.
وبغض النظر البنت اتصرفت صح ولا غلط، ففي النهاية هي طفلة هربت لعدم شعورها بالأمان فاضطرت تدور عليه بره. وبين منتقدين للبنت وان إزاي أبوها معاه حق، وبين متعاطفين مع البنت ورافضين طريقة أبوها في التعامل مع بنته اللي في سن مراهقة ومحتاجة لإرشاد مش تعنيف، حصل جدال كتير. ففي كتير اتكلموا عن إزاي الأهل فشلوا في احتواء بنتهم وإن تصرفها حتى لو مش أصح شيء ولكنه نتيجة طبيعية ومتوقعة لتصرفات الاهل معاها. وفي اللي قال إن الاب عندوا حق في اللي عملوا لأن البنت غلطت وتستاهل العقاب.
وانتشر مقطع فيديو للبلوجر لولي أكرم وهي بتتكلم فيه بمنتهى الحزن والأسى على إن إزاى كتير هجموا الطفلة وكتبوا في الكومنتس إن الضرب ده شيء طبيعي الكل بيتعرض ليه، واستعرض البعض عن إن إزاي كانوا بيتضربوا بالحديدة والحزام وفي الأخر كبروا وطلعوا “زي الفل”.
فقالت لولي قد إيه شيء قاسي إن ناس تقرر تجيب طفل بإرادتها علشان تهينوا وتكبروا على إن الضرب شيء عادي وانه يطلع معندوش كرامة. وكل الناس اللي بتدعي إنهم طلعوا زي الفل، مش مدركين قد إيه معظم المجتمع بيعاني من العصبية وتشوهات نفسية كتير بسبب الضرب اللي اتعرضوا له وهما صغيرين ولكن ميعرفوش.
وأكدت علي أهمية مراعاة الطفل لأن الاهل هما مصدر الأمان الوحيد بالنسبة له، فالتعنيف والقسوة في التربية بيخلق شعور بعدم الأمان والثقة، واللي بيستمر معاه طول حياته. فصاحبوا أولادكم علشان يحبوكوا ويحكلكوا كل حاجة، بدل ما يخافوا ويهربوا منكم في سبيل العثور على الأمان في مكان تاني..