الاتجار بالمأساة في ليبيا.. محاولات الإنقاذ التي تبوء بالفشل
أنقذت السلطات الأمنية في غرب ليبيا وشرقها، مئات المهاجرين برًا وبحرًا من قبضة عصابات المهرّبين، كما حالت دون غرق عشرات آخرين في البحرالمتوسط، وسط رصد نشاط متزايد لـ “تجار البشر” على الساحل الليبي، وتساؤلات عن جدوى تعهدات الحكومتين المتنازعتين على السلطة، في التصدي لمثل هذه التدفقات، وفي عمليتين منفصلتين، أعلنت السلطات الأمنية المعنية بمكافحة الهجرة غير المشروعة بطرابلس، إنقاذ ( 173) مهاجرًا من الغرق في “المتوسط” مع عودة عصابات التهريب إلى النشاط مستغلة انشغال سلطات البلاد بالصراعات السياسية.
الإدارة العامة لأمن السواحل
وقالت “الإدارة العامة لأمن السواحل” بغرب ليبيا، في وقت مبكر من صباح الأحد، إن دورية بحرية تستقل الزوارق الذي يطلق عليها “وادي غان” تمكنت من إنقاذ “123” مهاجرًا غير نظامي، من بينهم رجال ونساء وأطفال وينتمون إلى جنسيات أفريقية عديدة مشيرة إلى أنهم كانوا يستقلون “قاربًا متهالكًا داخل المياه الإقليمية أمام مدينة سواحل زوارة”، وكانت أصدرت محكمة ليبية منذ أشهر في شرق البلاد، أحكامًا مشددة من بينها السجن مدى الحياة بحق 37 متهمًا بالاتجار في البشر تسببوا بوفاة 11 مهاجرًا، وفق ما أعلن مكتب النائب العام مساء الإثنين الماضي.
وقال مكتب النائب العام في موجز صحفي إن “محكمة استئناف البيضاء (شرق) قضت بإدانة متهمين منخرطين في عصابة إجرامية تسببت في وفاة 11 مهاجرًا كانوا على متن قارب متهالك”. ووجه الاتهام في الأساس إلى 38 شخصًا بالانضمام إلى تنظيم قصد أفراده نقل مهاجرين غير شرعيين إلى الضفة الأخرى من المتوسط. ومدينة زوارة الساحلية تعدّ من أهم نقاط انطلاق أفواج المهاجرين إلى الشواطئ الأوروبية، بالإضافة إلى القرة بوللي وصبراتة والزاوية، التي تكثر فيهم عمليات جلب وتخزين المهاجرين في مخازن أو شقق سكنية، لحين “إنزالهم البحر في وقت تحدده تلك العصابات حسب الأوقات المناسبة”.
محاولات الإنقاذ
أعلنت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي، أمس، تحرير أكثر من ألف مهاجر غير شرعي، بينهم نساء وأطفال، بالقرب من منطقة شويرف في جنوب غرب البلاد، كما جرى إلقاء القبض على العصابة المسؤولة عن احتجازهم بغرض الاتجار بالبشر. وقال مدير المكتب الإعلامي للقيادة العامة للجيش الوطني الليبي، العقيد “خليفة العبيدي”، إن قوات الجيش الوطني الليبي، تمكنت من تحرير أكثر من ألف مهاجر غير شرعي، أغلبهم من جنسيات أفريقية، كانوا محتجزين في وكر كبير لتجارة البشر بالقرب من منطقة شويرف.
ولا تمثل تقارير المنظمات الدولية التي تدق ناقوس الخطر تأثيرًا يُذكَر على تدهور الظروف المعيشية لأكثر من ( 700) ألف مهاجر في ليبيا. ففيما يأمل الكثير في الوصول إلى الاتحاد الأوروبي، عبر المرور بالمتوسط خطر الموت، حيث لقي نحو (2000 شخص مصرعهم أو فُقِدوا في البحر منذ مطلع العام الجاري. في يوليو الماضي، توسّل السوريون على متن أحد قوارب التهريب إلى الربّان ليعود أدراجه حين بدأ المركب بالغرق، على الرغم من أن ذلك يعرّضهم لخطر اعتقالهم على أيدي خفر السواحل الليبية الذين عمدوا إلى زيادة دورياتهم بحيث بات بعض المهاجرين يُرغَمون على العودة من حيث أتوا مرات عدّة قد تصل إلى عشر مرات قبل وصولهم إلى أوروبا) ويبدو أن السُلطات الليبية لا تهتم بأي شيء سوى الوصول إلى الحكم متجاهلة هذه الأرواح.
آخر كلمة ماتفوتوش قراءة: التبادل التجاري بين عُمان وأوروبا في منحنى تصاعدي