اعرف عدوك من حبيبك: ما اكتشفته في عالم قراءة الفنجان
صدفة بحتة من الصدف اللي مش بتتكرر كتير وقعتني في جروب على السوشيال ميديا عنوانه “قراءة مجانية للكف والفنجان” أو بالمعنى اللي أنا ترجمته في دماغي “خش برجلك اليمين .. وشوش الودع واعرف عدوك من حبيبك” استغربت لإن كل خلفيتي عن الموضوع من الأفلام وقعدات الستات زمان أو في محافظات معينة، بتلاقي الست البدوية هي اللي بتعمل ده.
بس الموضوع اتطور وبقى خدمات بتتقدم على السوشيال ميديا وآلاف الناس بتتفاعل عليه على طريقة الشيخة خديجة المغربية والمعالج الروحاني لفك السحر والأعمال.
ما اكتشفته في عالم الفنجان
قعدت شوية متابعة الجروب وبراقب المنشورات اللي بتنزل، لقيتها كلها بتدور حوالين مواضيع زي قراءة الكف والفنجان، والناس تبدأ تصور كفها وتكتب “ممكن قراءة الكف” أو تصور الفنجان ومكتوب معاه السن والحالة الاجتماعية ونوعية البوستات دي كنت بشوفها بشكل يومي، والإجابات إما كانت تطلع أصحابها سابع سماء أو تنزلهم سابع أرض، ولو اللي متخصص في القراءة اكتشف إن الموضوع كبير بيقرر إنهم يتكلموا بشكل شخصي ويبقى في قعدة.
ونوعيات تانية من ناس متطوعة بحاجة اسمها “كشف عام” وده بيبقى له طقوس معينة، هي إنك تكتب تاريخ ميلادك وبعض المعلومات عنك ويعرف لك مثلًا إذا في فرح قريب أو ارتباط، ونوعيات تانية بتبدأ تنزل شهور مواليد معينة هي بس اللي هتتكلم معاهم وتعرف لهم كده بالنص “مالهم وفيهم إيه وإيه المشاكل اللي بيقابلوها” المنشور كان على نفس رتم زي أغنية عمرو دياب “هو احنا مالنا وإيه جرالنا وليه كده؟” وفي نوعيات عاملة زي التحدي تحدي ساعة “معاكم ساعة لجلب الحبيب والزوج” .. ووقتها افتكرت مشهد الباشا تلميذ “ساعة واحدة، اعمل فيها إيه الساعة دي؟”
وعرفت شوية عن الطريقة اللي بيقرأوا بيها الكف، وهما تلات خطوط رئيسية؛ خط الحب، وخط الحياة، وخط الرأس. والحياة اللي أنت عيشتها هي اللي بتحدد شكل الخطوط على كفك وكل خط ورسمة وتجعيدة بتقول معلومة.
بعيدًا عن أي إطار بتقع تحته قراءة الفنجان سواء مقبول أو الناس بتاخده من باب التسلية، خلال الفترة اللي راقبتهم فيها ماتجرأتش إني أصور إيدي أنا كمان وأكتب “عزباء 25 وأقراء لي كفي.. وشوف الكلام على إيه” باعتباري بصنف نفسي كشخصية بتفكر كتير ومتوقع إنها تستقبل أي تعليق أو تخمين وتحوله لمشكلة ذهنية عويصة سواء كان الكلام خرافي أو غير خرافي.
بس اتجرأت على حاجة تانية وهي إني اتكلم مع واحدة من اللي صورت كفها، بس طبعًا الموضوع كان صعب لإن في الغالب كل الحسابات اللي بتنزل البوستات “حسابات وهمية” أصحابها عملوها علشان يفضل الموضوع في السر زي ما كان طول عمره في السر.
بدون ذكر أسماء، بتقول واحدة من المشاركات على الجروب: “العادة دي ورثتها عن أمي ورثتها عن جدتي، في أفكار كتير بتكون في دماغي مش بلاقي لها إجابات، وأوقات من الحيرة بحس إني بهرب منها بقراءة الفنجان، وأوقات إما تهدي دماغي وإما تشغلها أكتر وتدخلني في دوامة تانية، وساعات الحاجات اللي بيقولوها بتبقى صح”.
قارئة الفنجان
“جلست والخوف بعينيها تتأمل فنجاني المقلوب….قالت ياولدي لاتحزن… فالحب عليك هو المكتوب”
الموضوع ده خلاني افتكر قصة كنت قرأتها عن عبد الحليم حافظ اللي دفعته لكتابة أغنيته الشهيرة “قارئة الفنجان” وهو موقف له مع ست سودانية تنبأت بنجاحه وشهرته وبعدها بفترة صادفها وكلمته عن رحلة مرضه وإنه مش هيتجوز حب عمره، الأمر اللي خلاه يحكي لنزار قباني وبعدها كتب قصيدة (قارئة الفنجان).
بناءً على كلام دكاترة علماء نفس الفضول الإنساني هو المحرك الأساسي لإن الشخص ياخد خطوة إنه يروح لعرافة أو يخلي حد يضرب له الودع، الفضول اللي خلانا نكشف كل حاجة حوالينا على الأرض، مستعجل عايز تعرف الأيام مخبية إيه بطريقة سهلة مش معقدة لإن معظمنا مش بيميل للتفكير بطريقة عقلانية، بيجروا ورا الوهم احيانًا حتى لو عارفين إنه وهم لإنه يمكن يسكت الدوشة اللي في دماغه .