ارتفاع أسعار الذهب: بين الأسباب الإقليمية والعالمية والأسباب المحلية

صعدت أسعار الذهب في مصر خلال الأيام القليلة الماضية، مدفوعة بموجة طلب على المعدن الأصفر من قبل المستهلكين، إذ أكد مسؤولون في القطاع تزايد الإقبال على حيازة “السبائك والعملات”، فضلا عن المشغولات الذهبية.

وارتفع سعر الجنيه الذهب، خلال الأسبوع الماضي، بنحو 1200 جنيه (24.32 دولار) ليصل إلى مستوى 27760 جنيها (562.74 دولار). فيما سجل الذهب عيار 21 الأكثر شيوعا في القاهرة، خلال الأسبوع الماضي، ارتفاعا بنسبة 4.5 بالمئة ليصل إلى مستوى 3475 جنيها (70.44 دولار) للجرام الواحد.

لماذا يرتفع الذهب؟

ويثير هذا المستوى من الطلب المرتفع على الذهب وانعكاسه على الأسعار المزيد من التساؤلات بشأن الأسباب التي تقف وراء ذلك، حيث أجمع الفاعلون في سوق الذهب المحلية، وكذلك الخبراء الاقتصاديون خلال حديثهم مع منصات إعلامية على أن “ارتفاع الطلب جاء نتيجة أسباب متزامنة، في مقدمتها التخوف من تقلبات العملة المحلية في ظل المخاطر الجيوسياسية التي تحيط باقتصادات المنطقة”.

وخلال الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار صرف الدولار في مصر أمام الجنيه إلى أعلى مستوى تقريبا منذ مارس الماضي عند 49.33 جنيها للدولار الواحد، بفعل خروج ما يعرف بـ”الأموال الساخنة” خلال عمليات البيع العالمية يوم الاثنين.

وقال رئيس الوزراء المصري السيد “مصطفى مدبولي” في مؤتمر صحفي، قبل أيام إن إجمالي الأموال الساخنة التي خرجت لم تمثل أكثر من “7-8” بالمئة من إجمالي الأموال الموجودة في السوق في ذلك الوقت.

وأكد رئيس الشعبة العامة للذهب خلال حديثه للمنصات الإعلامية منذ أيام، أن ارتفاع الطلب على الذهب يعكس تزايد اهتمام المواطنين به كملاذ آمن لحماية مدخراتهم، في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية العالمية والإقليمية.

وقال ميلاد: “نتيجة الوعي الذي أصبح لدى المستهلكين بشأن الاضطرابات الاقتصادية والسياسية العالمية وارتفاع مخاطرها، فإن الذهب يعتبر الخيار الأفضل لحفظ القيمة باعتباره ملاذا آمنا”.

وأشار أمين إلى أن “كل العوامل المجتمعة في وقت واحد من توترات جيوسياسية وهبوط الأسهم العالمية تخوفا من تباطؤ الاقتصاد الأميركي، جعلت الذهب خيارا محوريا للكثيرين، فكل من يملك سيولة نقدية يتجه نحو شراء الذهب”.

وتراجعت أسواق الأسهم في الولايات المتحدة وآسيا وأوروبا، الاثنين الماضي، في ظل موجة بيع من قبل المستثمرين، مدفوعة بمخاوف من هبوط الاقتصاد الأميركي، قبل أن تعاود الارتفاع مجددا وتختتم الأسبوع على استقرار، بدعم من تزايد ثقة المستثمرين في أن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) سيبدأ بخفض سعر الفائدة في سبتمبر المقبل.

بدوره، اعتبر الخبير الاقتصادي “وائل النحاس” أن ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية جاء في الأساس “بسبب ارتفاع سعر الدولار، الذي انعكس بدوره على الأسعار”.

كم نسبة الارتفاع

وحسب بيانات وكالة “بلومبرج” الأمريكية، فإن سعر الذهب في المعاملات الفورية اختتم تعاملات الأسبوع الماضي منخفضا بنسبة 0.5 بالمئة، عند 2431.32 دولار للأوقية (الأونصة) مقابل 2443.24 دولار في ختام تعاملات الجمعة 2 أغسطس، أي إنه انخفض عالميًا وارتفع محليًا كما أشرنا إلى هذا في أعلاه، وقبل أيام قال بيان صادر عن منصة “آي صاغة” المحلية، لتداول الذهب إن “شائعات زيادة سعر الدولار خلال الفترة المقبلة، أربكت أسواق الذهب في مصر”.

تعليقات
Loading...