إزاي مصطلحات زي “بطل، محارب” تعتبر سلاح ذو حدين لمرضى السرطان؟
في دعمنا للمرضى، خصوصًا اللي بيواجهوا مرض صعب ومشوار علاجه بيحتاج مجهود نفسي وبدني وصبر كبير زي السرطان، بنحاول بكل الطرق نقدملهم الدعم ونقف جنبهم ونقويهم في مشوارهم للعلاج، وفي وسط كل ده، ممكن نبقى بنصعب عليهم الموضوع من غير ما نحس وبغير قصد، من كلمات بيبقى قصدنا بيها نقولهم قد إيه هما يقدروا يواجهوا ونشجعهم على إنهم يكملوا طريق مواجهة مرض صعب ومتعب، أخدنا بالنا إن فيه كلمات ممكن تبقى “سلاح ذو حدين” بنقتل بيها بدل ما ندعم، ونحطهم في ضغط نفسي وحرب بدل ما نخفف عنهم.
وصفنا ليهم بالمحاربين والأبطال أكيد جه من مقصد خير ونية كويسة، بنعبرلهم بالكلمات دي عن قد إيه هما أبطال في معركة شرسة مع مرض، زي ما متعودين نقول، لكن الكلمات دي على قد ما هي ممكن تقوي، على قد ما بتحط المريض في ضغط عصبي ونفسي إنه في حرب ولازم ينتصر على حاجة هي فعلًا مش بإيده، بنشجعه يصبر ويكمل ويواظب على العلاج، لكن الفوز والانتصار مش في إيده، ولو لاقدر الله حالته اتأخرت، يبقى اتهزم في المعركة.
المرضى بشر اتعرضوا لابتلاء شديد، ومحتاجين اللي يدعمهم ويقويهم، مش اللي يحملهم فوق طاقتهم ضغط معركة وهمية. الحقيقة إننا بيصعب علينا لما بنشوف خبر وفاة مريض ويتقال في الخبر أو البوست “اتهزم في معركته مع السرطان” أو “السرطان كسب” وحاجات من نفس القبيل.. ليه نعمل معركة وهمية ونحكهم فيها أبطال وهما كل اللي محتاجينه إننا نخفف عنهم مش نزود عليهم.
أكيد إن معظمنا وهو بيردد الكلام ده مبيبقاش قاصد كل ده، وعلشان كده حبينا نتكلم في الموضوع وننشره، علشان نحاول بكل الطرق نتفادى أي كلام ممكن يهدم طاقة المريض بدل ما تقويه وتدعمه، خصوصصا لو اللي بيقولها فعلًا مش قاصد.. وأكيد مش أي حد هنشوفه كاتب المصطلحت دي يبقى عمل جريمة ونحاسبه حساب عسير، لكن بنحاول ننشر الوعي بيننا بحاجات ممكن تكون مؤذية.